بالفيديو .. في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي .. وزير الخارجية : فرنسا تضطلع بدور هام وكبير لتحقيق الاستقرار في المنطقة
أكد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، اليوم السبت ، أن فرنسا تضطلع بدور هام وكبير نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة ، مشيرا الى المسؤولية الكبيرة التي تقع على مصر وفرنسا للتنسيق الوثيق بينهما لتخفيض حدة التوتر والتصعيد في المنطقة في هذا الوقت الحساس .
وقال عبد العاطي ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي “ستيفان سيجورني” ـ “أرحب بزيارة الوزير سيجورني إلى مصر، وانتهز هذه المناسبة لأتقدم له ولفرنسا الصديقة بخالص الشكر على الدور الهام والنشيط الذي تضطلع به فرنسا والوزير سيجورني في وقت شديد الدقة والحساسية في منطقة الشرق الأوسط” .
وتابع عبد العاطي : ” إننا نضع مسألة تعميق الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا كأولوية مهمة”، مضيفا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل الوزير الفرنسي في لقاء مثمر ومطول تم فيه استعراض كافة أوجه التعاون بين البلدين والعلاقات الاستراتيجية والودية، والتركيز على عدد من القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة الحالية في قطاع غزة ، والأهمية البالغة لعدم انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
وقال الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة إن نظيره الفرنسي “ستيفان سيجورني” استمع صباح اليوم السبت، إلى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه التطورات ومسار الأوضاع في قطاع غزة، والجهود الصادقة التي تبذلها مصر بالتعاون مع الأشقاء في قطر والأصدقاء في الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار .
وأضاف عبد العاطي ـ في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي “ستيفان سيجورني” ـ أن نظيره الفرنسي استمع أيضا إلى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه عدد من الملفات الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي والأوضاع في لبنان ، مشيرا إلى أن المحادثات بينهما تناولت عددا من الملفات الإقليمية الآخرى التي تهم البلدان .
وأوضح وزير الخارجية أنه عقد مع نظيره الفرنسي مباحثات منفردة ثم مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين، تناولت تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين ، مشيرا إلى أنه اتفق معه على مزيد من توثيق وتطوير العلاقات الثنائية بما يعود بالنفع على البلدين الصديقين .
وأشار عبد العاطي الي أن المباحثات تناولت كذلك تطوير العلاقات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي ، كما تناولت الدور الهام التي تضطلع به الشركات الفرنسية في دعم ودفع عملية التنمية الجارية في مصر ، مؤكدا على الدور الهام التي تقوم به الوكالة الفرنسية للتنمية والشركات الفرنسية في العديد من القطاعات سواء في النقل أو التصنيع واللوجيستيات.
وتابع عبد العاطى إن فرنسا هي المستثمر الأول في مصر باستثناء قطاع المحروقات ، مشيرا إلى أن المباحثات تناولت زيادة الاستثمارات الفرنسية في الاقتصاد المصري، والاستفادة من الفرص الواعدة والواسعة التي يقدمها الاقتصاد المصري للمستثمر الفرنسي بشكل خاص والمستثمر الأوروبي والعالمي بشكل عام ، مشيرا إلى وجود مجالات كثيرة خاصة في ضوء الإجراءات الكبيرة التي اتخذتها الحكومة المصرية لمزيد من الاصلاح وتوفير بيئة مواتية للاستثمار في مصر .
وأكد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة أهمية دور فرنسا في إصلاح مؤسسات التمويل الدولية والهيكل والبناء المالي العالمي ، مضيفا أن هناك مبادرات فرنسية بهذا الشأن وتطابقت وجهات نظر البلدين بشأن الدفع نحو إصلاح هذا النظام المالي العالمي بما يخدم مصالح الدول النامية، خاصة فيما يتعلق بتوفير التمويل الميسر للدول النامية لتحقيق التنمية والنفاذ إلى هذا التمويل .
وقال الوزير إن المباحثات مع نظيره الفرنسي تطرقت إلى قضية المديونية العالمية للدول النامية، وأهمية أن تكون هناك أطر وأدوات جديدة للتعامل مع قضية المديونية خاصة بالنسبة للدول متوسطة الدخل، حيث أن الآليات القائمة تقتصر فقط على المديونيات المرتبطة بالدول منخفضة الدخل، كما تم بحث ضرورة إصلاح مجلس الأمن، وبالتأكيد رفع الظلم التاريخي البين عن إفريقيا وأن يكون لها تمثيل عادل وكاف في مجلس الأمن .
وأضاف أن المباحثات تطرقت أيضا إلى التطورات الخطيرة الحالة في المنطقة ، خاصة أزمة غزة وتداعياتها الكارثية على الأوضاع الإنسانية والصحية في القطاع، مؤكدا أن وجهات النظر بين مصر وفرنسا تطابقت بشكل مباشر وبلغة مباشرة وصريحة حول الأهمية البالغة لسرعة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف العدوان عن الأهالي في غزة والنفاذ الكامل غير المشروط للمساعدات إلى القطاع .
ولفت عبدالعاطي إلى أنه تم التطرق إلى الجهود الصادقة التي تبذلها مصر بالتعاون مع الأشقاء في قصر والأصدقاء في الولايات المتحدة وجولة المباحثات الأخيرة التي كانت في الدوحة، والتحضير للجولة القادمة التي ستعقد في القاهرة ، معربا عن أمله في أن يؤدي هذا الحراك للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وصفقة تضمن إطلاق سراح جميع الرهائن والأسرى الفلسطينيين .
وقال الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة: ” لقد اتفقنا على أن التصعيد في المنطقة لا يخدم مصالح أي طرف، وثمة طريق واضح لخفض التصعيد وتجنب انفلات الأمور، وما يمكن أن ينتج عن أي حسابات خاطئة أو تحركات غير محسوبة، ما يؤدي إلى انفجار الأوضاع بشكل كامل” .
وأضاف الدكتور بدر عبد العاطي – في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي “ستيفان سيجورني” ـ أن العنصر الأساسي لوقف التصعيد هو وقف العنف والقتل الفوري في قطاع غزة، وفي إطار صفقة متكاملة، وبما يمثل المخرج الوحيد لتجنيب المنطقة مخاطر الحرب والمواجهات التي لن يخرج منها أي طرف رابحاً” .
وتابع: ” إن مصر تقدر الجهود التي تبذلها فرنسا لخفض التصعيد وتخفيف حدة التوتر، وما تقوم به من أدوار مع شركائها في الإقليم، ونؤكد مرة آخرى أن الفرصة لاتزال سانحة إذا صدقت النوايا وإذا كانت هناك إرادة سياسية لدى الأطراف في وضع حد لهذه المذابح اليومية التي تحدث في غزة ويعيشها الشعب الفلسطيني، وأن نبدأ بشكل فوري في مسار ينطوي على أفق سياسي واضح يعتمد على كل المعايير المتوافق عليها دوليا، وبما يقود فقط إلى إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وتنفيذ حل الدولتين بشكل فعّال، بدلاً من الحديث العام الذي لم يعد كافياً” .
وأضاف وزير الخارجية والهجرة : ” نتطلع بطيبعة الحال إلى دور فرنسي فاعل ومؤثر في ممارسة كافة الضغوط المطلوبة حتى ترتفع الأطراف المعنية إلى مستوى المسؤولية، وأن تصدق النوايا ويتم التوصل إلى هذه الصفقة “.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )