يعتبر زيت السمك أحد المكملات الغذائية الأكثر استخداماً، فهو مصدر قوي لأحماض أوميغا-3 الدهنية التي تعد مادة مغذية مرتبطة بالعديد من الفوائد المضادة للالتهابات والمعززة للصحة.
وعلى وجه التحديد، يحتوي زيت السمك على حمض الدوكوساهيكسانويك DHA وحمض الإيكوسابنتاينويك EPA، وهما حمضان دهنيان لهما فوائد صحية، بما يشمل دعم صحة القلب والدماغ.
غير أن مكملات زيت السمك قد تكون لها آثار جانبية، مثل جميع المكملات والأدوية، وفق موقع Very Well Health.
ما هي؟
قد تساهم مكملات زيت السمك في حدوث تغييرات بمستويات الكوليسترول والسكر في الدم والتي يمكن أن تؤثر على صحة الجسم:
- التغيرات في سكر الدم
أسفرت الدراسات عن نتائج متباينة حول تأثير زيت السمك على سكر الدم. إذ لاحظ أحد التحليلات زيادة بنسبة السكر في الدم أثناء الصيام مع مكملات زيت السمك بجرعات عالية.
وعلى الرغم من التغيرات في نسبة الغلوكوز أثناء الصيام، فإن المكملات لم تؤثر على الهيموغلوبين A1C، وهو مؤشر على مرض السكري من النوع 2. حيث تعكس حساسية الأنسولين مدى استجابة الجسم للأنسولين، ويمكن أن يساهم ضعفها في الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
وحسب إحدى الدراسات، يمكن أن تعمل مكملات زيت السمك قصيرة الأمد (من 4 إلى 12 أسبوعاً) على تحسين حساسية الأنسولين لدى الأشخاص، الذين يعانون من أعراض متلازمة التمثيل الغذائي، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول أو ضغط الدم. لذا، ما زال هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم تأثير زيت السمك على نسبة السكر في الدم ومرض السكري من النوع 2.
- زيادة الكوليسترول
تدعم الأبحاث استخدام مكملات زيت السمك لتقليل مستويات الدهون الثلاثية، على الرغم من أن الأدلة على تأثير زيت السمك على الكوليسترول أقل وضوحاً.
وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول مكملات زيت السمك يرفع من نسبة الكوليسترول في البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL، الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
وعلى الرغم من أن مكملات زيت السمك تساهم في زيادة متواضعة بنسبة الكوليسترول في البروتين الدهني منخفض الكثافة، إلا أن هذه الكمية ربما تحدث فرقاً بين قيم الكوليسترول الطبيعية والمرتفعة.
- أمراض القلب والأوعية الدموية
يُنصح غالباً بتناول مكملات زيت السمك لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية CVD، في حين أن الأدلة مختلطة حول ما إذا كان تناولها بانتظام يمنع تلك الأمراض.
وكشف بيان إجماع من جمعية القلب الأميركية عدم كفاية الأدلة لدعم ممارسة تناول مكملات زيت السمك بانتظام لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب للأشخاص الذين لا يعانون منها.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يوجد لديهم تاريخ من أمراض القلب، فإن تناول مكملات زيت السمك ربما يقلل من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. ويرجح الخبراء أن تأثير زيت السمك على أمراض القلب ربما ينبع من تأثيره على مستويات الدهون الثلاثية.
تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA مكملات أوميغا-3 مثل زيت السمك آمنة بجرعات تصل إلى 5 غرامات يومياً.
مع ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن الجرعة التي تزيد عن 4 غرامات يومياً يمكن أن تزيد من خطر الرجفان الأذيني لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو المعرضين لخطر الإصابة بها.
وبالمثل، يمكن أن تختلف توصيات زيت السمك إذا كان الشخص يعاني بالفعل مع أمراض القلب، حيث يكون لزيت السمك فائدة أكثر وضوحاً بين الأشخاص المصابين بأمراض القلب.
وتتضمن الآثار الجانبية الشائعة لمكملات زيت السمك ما يلي:
- التجشؤ
- طعم مريب أو غير سار في الفم
- أعراض الجهاز الهضمي، بما يشمل حرقة المعدة والغثيان والقيء والإمساك والإسهال
- عرق كريه الرائحة
- صداع
يمكن أن تسبب مكملات زيت السمك آثاراً جانبية أكثر شدة لدى بعض الأفراد، بما يشمل:
- الرجفان الأذيني: يعتمد الارتباط بين الرجفان الأذيني ومكملات زيت السمك على التاريخ الطبي للفرد خاصة الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل بالقلب. في المقابل، فإنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض في القلب، فإن تناول مكملات زيت السمك بانتظام ربما يؤخر تطور أمراض القلب ويقلل من خطر الإصابة بحدث قلبي رئيسي مثل النوبة القلبية.
- تأخر تخثر الدم: إن سرعة تخثر الدم ضرورية لوقف النزيف والشفاء من الجروح والخدوش والإصابات الأخرى. ويمكن لمكملات زيت السمك أن تؤخر تخثر الدم، خاصة عند تناولها مع أدوية تسييل الدم.
- سرطان البروستاتا: تشير بعض الأبحاث إلى أن ارتفاع مستويات أحماض أوميغا-3 الدهنية المتداولة من المكملات الغذائية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. ولا يرتبط تناول كميات كبيرة من الأسماك الدهنية بهذا التأثير الجانبي.
- انخفاض وظيفة المناعة: يمكن أن يؤدي تناول جرعات عالية من زيت السمك لفترات طويلة (أكثر من عدة أسابيع) إلى تقليل وظيفة المناعة بسبب الخصائص المضادة للالتهابات لأحماض أوميغا-3 الدهنية. وتزيد الجرعات العالية عن 900 مليغرام من حمض إيكوسابنتانويك وأكثر من 600 مليغرام من حمض الدوكوساهيكسانويك.
ويمكن أن تؤثر الأدوية التي تقلل مستويات الكوليسترول (الستاتينات)، على الآثار الجانبية لمكملات زيت السمك. كما يمكن أن تؤثر الستاتينات على دور زيت السمك في منع أو تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما تتفاعل مكملات زيت السمك مع أدوية تسييل الدم والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، فإذا كان الشخص يتناول مضادات التخثر أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بانتظام، فيجب مراجعة الطبيب المعالج قبل الإقدام على تناول مكملات زيت السمك.
للتقليل من الآثار الجانبية، ينصح الخبراء بالبدء بجرعة صغيرة وزيادتها تدريجياً إلى الكمية الموصى بها من قبل الطبيب.
ويوصي الخبراء باختيار مكملات زيت السمك التي تحتوي على الحد الأدنى من المكونات الإضافية، وبالتحديد التأكد من أن معظم مكملات زيت السمك التي يتم تناولها تحتوي على حمض الدوكوساهيكسانويك وحمض إيكوسابنتانويك.
يعد تناول الأسماك طريقة آمنة وفعالة لاستهلاك أحماض أوميغا-3 الدهنية. وعلى عكس مكملات الأسماك، فإن هناك مخاوف بسيطة تتعلق بالسلامة عند تناول الأسماك.
وتشمل المصادر الجيدة للأسماك الغنية بأحماض أوميجا-3 سمك السلمون والسردين والماكريل والأنشوجة. كما أن الأسماك توفر مغذيات أساسية أخرى مثل السيلينيوم واليود والزنك، والتي تفتقر إليها مكملات زيت السمك.
المصدر : وكالات