قالت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكية إن اغتيال قائد رفيع في حزب الله يوم الثلاثاء في بيروت، والذي أعلنت إسرائيل على الفور مسؤوليتها عنه، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران صباح الأربعاء، والذي التزمت إسرائيل الصمت حياله، أدى إلى إحداث صدمة في المنطقة تحسبا لعواقب وخيمة.
وذكرت الصحيفة اليوم أن عمليتي الاغتيال؛ قللت من فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، وزادت من احتمالية أن يؤدي رد من إيران وحلفائها الإقليميين؛ إلى التصعيد صوب اندلاع حرب شاملة، تدخل فيها الولايات المتحدة.
وأضافت أن اغتيال إسماعيل هنية، الذي تواجد في طهران لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، كان بمثابة إحراج لإيران.
وتعهد المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، اليوم بـ”عقاب شديد” لإسرائيل ردا على ذلك.
وجاء هذا الاغتيال بعد ساعات قليلة من مقتل فؤاد شكر، المستشار البارز لقائد “حزب الله” حسن نصر الله، عبر غارة بمسيرة في الضواحي الجنوبية لبيروت. وقالت إسرائيل إنها استهدفت القائد الذي أمر بشن هجوم صاروخي يوم السبت؛ أسفر عن مقتل 12 شابا في بلدة مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقال خبير الشؤون الإيرانية وأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، فالي نصر: “إن عمليتي الاغتيال الإسرائيليتين، بغض النظر عن السبب وراءهما، تم تنفيذها بطريقة استفزازية متعمدة، بهدف دعوة للانتقام التصعيدي”.
وأضاف نصر – عبر منصة “إكس” – “عاجزة أو غير راغبة في كبح جماح إسرائيل.. تسير الولايات المتحدة نحو حرب أكبر لا تريدها. لقد وضعت نفسها في موقف جنوني يتمثل في الأمل في ضبط النفس في بيروت وطهران”.
وعند سؤاله عن اغتيال هنية، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الاغتيال “شيء لم نكن على علم به أو مشاركين فيه”. وأضاف “لكن يمكنني أن أقول لكم إن ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار وأهمية ذلك للجميع، لا تزال قائمة”.
وبالمثل، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه لا يزال يأمل في حل دبلوماسي على الحدود بين إسرائيل ولبنان، و”لا أعتقد أن الحرب أمر حتمي”.
وكتب المحلل الإيراني والرئيس التنفيذي لمؤسسة “بورصة وبازار”، إسفنديار باتمانجيلديج – عبر منصة إكس – “من غير المرجح أن يجر الاغتيال في طهران؛ إيران إلى حرب أوسع. يدرك القادة الإيرانيون أن إسرائيل تحقق انتصارات تكتيكية في خضم هزيمة استراتيجية”.
وأضاف باتمانجيلديج: “تقوم إسرائيل بتحركات متهورة وتصعيدية لأنها أصبحت معزولة ومنقسمة وضعيفة بشكل متزايد”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع ذلك، بدأ الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان – الذي يميل إلى الإصلاح، وأدى اليمين يوم الثلاثاء في الحدث الذي حضره هنية – فترة ولايته بانتقاد إسرائيل لقتل زعيم حماس، وتعهد برد قوي من إيران.
وفي آخر مرة اعتبرت إيران أن إسرائيل قد تجاوزت خطا أحمر – باغتيال قائد رفيع في الحرس الثوري في مجمع دبلوماسي إيراني في دمشق، سوريا، خلال أبريل الماضي – أرسلت أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على إسرائيل. كانت هذه أول مرة يتم فيها الإطلاق من الأراضي الإيرانية.
وطوال ما يزيد عن عقد، نسبت اغتيالات لأكثر من نصف “دزينة” – وهو تعبير لفظي يشير إلى العدد اثني عشر – من كبار العلماء النوويين الإيرانيين وأخصائي صواريخ، إلى إسرائيل. كما نجح عملاء إسرائيليون في تهريب كمية كبيرة من الوثائق النووية التاريخية من موقع تخزين سري في طهران.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أش أ)