تناولت مجلة “إيكونوميست” تداعيات سقوط صاروخ على ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس على مرتفعات الجولان، مما أسفر عن مقتل 12 طفلاً وإصابة العشرات.
ورأت المجلة أن إسرائيل وحزب الله قد التزمتا بقواعد غير مكتوبة في حربهما المنخفضة الحدة، إذ يدرك كل من الجانبين أن عدوه يتمتع بقوة نيران مخيفة، لذلك حاولا الحد من ضرباتهما، وقد استهدفت الضربات أهدافاً عسكرية أو بلدات حدودية تم إخلاؤها بعدما فر منها حوالي 150 ألف مدني.يمكن للرغبة بتجنب الحرب في لبنان أن تحث إسرائيل على الذهاب إلى اتفاق مع حماس
ورأت المجلة أن هذة القواعد قد تحطمت بعد أن سقط صاروخ على ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس على مرتفعات الجولان، مما أسفر عن مقتل 12 طفلاً وإصابة العشرات.
وبحسب المجلة أن هذا الهجوم كان الأكثر دموية على الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، عندما قتلت حماس نحو 1200 شخص.لكن من المؤكد تقريباً أنه فعل ذلك، بحسب المجلة، كجزء من وابل أكبر من الصواريخ أطلقه رداً على ضربة إسرائيلية سابقة أسفرت عن مقتل أربعة من عناصره.
وبحسب المجلة أن الهجوم على مجدل شمس أدى إلى زيادة الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للتحرك بشكل حاسم ضد حزب الله. لقد أمل بأن يستمتع، على الأقل لبضعة أيام، بالخطاب الذي ألقاه أمام الكونجرس الأمريكي في الرابع والعشرين من يوليو. لكن بدلاً من ذلك اضطر إلى قطع رحلته إلى الولايات المتحدة.
ووعد المسؤولون الإسرائيليون برد قاسٍ: “لقد أصبح مواطنو لبنان رهائن لدى حزب الله، وسوف يتعين عليهم الآن أن يدفعوا ثمن تصرفات حسن نصرالله المتهورة”، كما يقول أحد المسؤولين الأمنيين في إشارة إلى زعيم حزب الله.
ولكن هذا الرد قد لا يأتي على الفور. ما زال المخططون العسكريون حريصين على عدم الانجرار إلى حرب شاملة، بينما يقاتلون أيضاً في غزة.
وقالت الصحيفة أن هذة الخيارات التي تتم مناقشتها تهدف إلى عدم الوصول إلى ذلك، إما توجيه ضربة ضد هدف رئيسي لحزب الله في عمق لبنان، أو شن هجوم على البنية الأساسية المدنية اللبنانية. لكن حتى هذه الخيارات قد تستفز حزب الله لاستخدام ترسانته من الصواريخ البعيدة المدى لضرب المراكز السكانية الكبرى داخل إسرائيل.
وبحسب المجلة أنه قد تؤثر إراقة الدماء شمال إسرائيل على الوضع في غزة أيضاً. في الأسابيع الأخيرة توقع المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون تحقيق تقدم في المحادثات مع حماس. ويأمل الفلسطينيون التوصل إلى اتفاق يبدأ بهدنة مؤقتة، وإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وهو ما قد يؤدي بعد ذلك إلى مزيد من المحادثات حول وقف دائم لإطلاق النار.
ولفتت الصحيفة الى أن المفاوضين يخشون من أن يؤدي التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية إلى تحويل الجهود عن تلك المحادثات. لكن هذا قد يؤدي أيضاً إلى العكس، يمكن للرغبة بتجنب الحرب في لبنان أن تحث إسرائيل على الذهاب إلى اتفاق مع حماس. من غير المرجح أن يتوقف حزب الله عن إطلاق النار على إسرائيل حتى تتوقف الحرب الكارثية في غزة.
وختمت المجلة ألى انه وبشكل متزايد، يبدو البديل الوحيد المتاح لإسرائيل عن وقف إطلاق النار هو الحرب على جبهات متعددة.
المصدر: وكالات