عطور آسرة، تحمل في نغماتها سحر الليل وغموضه، ما إن تفتح قواريرها حتى تنبعث روائح شرقية دافئة كالعنبر والفانيليا؛ ما يضفي شعوراً بالفخامة والرقي، وأخرى تحتضن بقواريرها نغمات منعشة وخفيفة، تتنوع بين روائح الأزهار؛ مثل الزنبق والورد والياسمين والنفحات الحمضية كالبرتقال والفواكه الاستوائية، تعزز الشعور بالحيوية والانتعاش.
أمام هذه الباقة المتنوعة من النغمات العطرية، قد تتساءلين عن كيفية اختيار العطر المناسب، وما الفرق بين العطور النهارية والمسائية؟! ومع ذلك، فإن اختيار عطرك المفضل هو رحلة شخصية، تعكس أسلوبك وذوقك.
في هذا الإطار،نأخذك برحلة إلى عالم العطور الساحر، لتتعرفي إلى المزيد عن النغمات العطرية المناسبة للأجواء النهارية أو المسائية، والفرق بين عطور الليل والنهارية وكيفية اختيار العطر الأفضل لك، الذي يدغدغ حواسك ويأسر قلبك، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في هذه الرحلة:
-عطور نهارية بنغمات ناعمة ومنعشة
-عطور مسائية بنغمات حسية وغامضة
-الطرق الصحيحة لاختيار العطر المناسب
5 نصائح لثبيت رائحة العطر طوال النهار
-عطور نهارية بنغمات ناعمة ومنعشة
تتميّز العطور النهارية بنوتات خفيفة ومنعشة، عادةً ما تحمل نغمات منعشة مستوحاة من الطبيعة، كالنغمات الزهرية، أو الفاكهية الحمضية، أو العشبية والخضراء أو البحرية المشحونة بنوتات اليود والطحالب، هذه النغمات العطرية النهارية، تتجلى في قوارير بأشكال مميزة لتقدم عطراً ناعماً ومنعشاً يضفي لمسة من الانتعاش والحيوية على يومك، ويجعلك تشعرين بالنشاط والإيجابية خلال النهار، سواء في العمل أو الجامعة أو حتى الأنشطة اليومية العادية، غالباً ما يتم صياغة هذه العطور النهارية على أنها ماء تواليت أو ماء (أو دو تواليت)، حيث تحتوي على تركيز أقل مقارنة بالزيوت العطرية، في الآتي النفحات العطرية في العطور النهارية:
-النغمات الحمضية
تعمل النغمات الحمضية للعطور النهارية على تعزيز الإحساس بالانتعاش والنظافة؛ ما يجعلها خياراً مثالياً للأجواء النهارية الصيفية الحارة، تأتي النغمات الحمضية من الليمون الحامض والبرتقال والجريب فروت والخوخ، وغيرها من الحمضيات.
-النغمات الزهرية
تعتبر النغمات الزهرية من الخيارات المفضلة للعطور النهارية، تتميز بروائح الزهور كالياسمين، والورد، والزنبق الفاوانيا وغيرها، تعزز هذه النغمات الشعور بالرقة والنعومة، وتتماشى بشكل رائع مع الإطلالات النهارية والأجواء العملية.
-النغمات العشبية الخضراء
النغمات العشبية الخضراء، مستوحاة من روائح الأعشاب والنباتات الطازجة؛ مثل النعناع، والريحان، وإكليل الجبل وغيرها، تعمل هذه النغمات على تهدئة الأعصاب وتوفر شعوراً بالاسترخاء.
-النغمات الفاكهية
تمنح النغمات الفاكهية شعوراً بالسعادة والمرح، تأتي بروائح الفواكه اللذيذة؛ مثل التفاح، والخوخ، والتوت البري، تتسم هذه النغمات بالحيوية والطاقة؛ ما يجعلها خياراً مثالياً للنزهات.
-النغمات البحرية
تُعبر العطور النهارية بنغمات بحرية عن الحرية والانطلاق، وتعزز الشعور بالانتعاش، مع إضفاء لمسة من البرودة والنقاء خلال النهار، عادةً تأتي النغمات البحرية مشحونة بنوتات اليود والطحالب.
عطور مسائية بنغمات حسية وغامضة
تحمل العطور المسائية في قواريرها، سحراً خاصاً يميزها عن العطور النهارية، تأتي بتوليفات غنية ومركزة وأكثر حسية؛ مثل الأزهار الشرقية والأخشاب والجلود وأيضاً العنبر والعود.
هذه النوتات مصممة لتكون أكثر غموضاً، ما يخلق انطباعاً دائماً وغنياً، مع لمسة من الفخامة والغموض، لتعكس روح المساء والمناسبات الرسمية، تعدّ العطور المسائية أكثر كثافة وتترك أثراً طويل الأمد، غالباً ما تكون صياغتها على أنها ماء عطر (أو دو بارفان)، يحتوي على تركيز أعلى من زيوت العطر، تحتوي العطور المسائية على النغمات العطرية الآتية:
-النغمات الشرقية
تتكون النغمات الشرقية من مزيج من التوابل الحارة؛ مثل القرفة، والزنجبيل، والهيل، بالإضافة إلى روائح البخور والعنبر، تعزز هذه النغمات الشعور بالدفء والفخامة؛ ما يجعلها مثالية للمناسبات الرسمية وليالي الشتاء الباردة.
-النغمات الخشبية
تمتاز النغمات الخشبية بقدرتها على البقاء لفترة طويلة؛ ما يجعلها خياراً رائعاً للعطور المسائية، هذه النغمات تتسم بروائحها الغنية والدافئة المستمدة من الأخشاب النبيلة؛ مثل الصندل، والأرز، والعود، تعزز الشعور بالثقة والراحة، وتضفي على السهرات الليلية لمسة من الأناقة والرقي.
-النغمات الزهرية الكثيفة
النغمات الزهرية الكثيفة والمركزة تناسب العطور المسائية بشكل رائع، وتعبر عن الأنوثة والرومانسية، وهي تشمل الروائح مثل الورد الدمشقي، والياسمين العربي، والزنبق، تأتي بتركيبات قوية وغنية تضفي على الأمسيات طابعاً خاصاً وسحراً يدوم طويلاً.
-النغمات العنبرية
تضفي النغمات العنبرية جاذبية وفخامة على العطور المسائية، تمتاز هذه النغمات بروائحها الدافئة والحسية التي تعكس الروعة والغموض، قد يتداخل العنبر مع نغمات أخرى في العطور المسائية؛ مثل الفانيليا، والمسك، والباتشولي، لخلق تركيبة عطرية ساحرة وفاخرة، تناسب الأمسيات الرسمية والسهرات.
-النغمات الفانيليا
تضفي الفانيليا لمسة من الحلاوة على العطور المسائية، تتميز برائحتها الدافئة والمريحة التي تخلق أجواء من الألفة، تعتبر نغمات الفانيليا خياراً رائعاً للراغبات في عطر يعبر عن الأنوثة والدفء في مناسباتهن المسائية.
-النغمات الجلدية
تعبر النغمات الجلدية عن القوة والثقة بالنفس، وهي مثالية للأمسيات التي تتطلب حضوراً قوياً، تستمد هذه النغمات من روائح الجلود الطبيعية المدعمة بنفحات من التبغ، والزعفران، والبتشولي، هذه النغمات تعدّ خياراً مميزاً لعاشقات العطور الفاخرة في المناسبات الرسمية.
-الطرق الصحيحة لاختيار العطر المناسب
اختيار العطر المثالي، هو فن يتطلب بعض التجربة والاستكشاف، ولكل امرأة بصمة خاصة تتجلّى في اختيار نغمات عطرها الذي يكمل إطلالتها، سواء النهارية أو المسائية، لذلك خصّ مبتكرو العطور إصدارات متنوعة من العطور ترضي الأذواق كافة، وتناسب الأجواء النهارية بنفحات منعشة ومسائية بنغمات دافئة، مع ذلك ثمّة معايير لاختيار العطر المناسب، قد يهمك الاطلاع عليها، نستعرضها في الآتي:
تجربة العطر
جربي العطر على رسغك قبل شرائه ولا تعتمدي على شمّه مباشرة من العبوة؛ لأن لكل جسم وكل بشرة طبيعة خاصة تتفاعل بشكل مختلف مع العطر، انتظري عدّة دقائق لشمّه بعد التطبيق، ثم يمكنك أن تقرّري إذا كان يناسبك، تذكري أن العطر يتكون من ثلاث مراحل: النفحات العليا، النفحات الوسطى، والنفحات الأساسية، لذا اتركيه لبعض الوقت لتكتشفي كل طبقاته.
مراعاة نوع البشرة
عند اختيارك العطر، يجب مراعاة نوع بشرتك، فالأخيرة تلعب دوراً مهماً في تفاعل رائحة العطر وثباته، البشرة الدهنية تتميز بزيادة إفراز الزيوت، ما يجعل العطر يدوم لفترة أطول عليها، يناسبها العطور ذات النغمات الخفيفة والمنعشة؛ مثل الحمضيات والنغمات الزهرية.
والبشرة الجافة تميل إلى امتصاص العطر بسرعة؛ ما يجعل الرائحة تتلاشى بسرعة أكبر مقارنة بالبشرة الدهنية، يناسبها النغمات الخشبية والشرقية والفانيليا؛ لأنها تدوم لفترة أطول.
أما البشرة الحساسة فإنها عرضة للتحسس بسبب بعض مكونات العطور، لذا يجب اختيار العطور بعناية، يفضّل استخدام العطور الطبيعية أو العضوية التي تحتوي على مكونات طبيعية، أما بالنسبة للبشرة العادية فهي مثالية لمعظم أنواع العطور.
اختيار العطر وفق المناسبة والموسم
للأجواء النهارية والعمل، اختاري العطور الخفيفة والمنعشة التي تمنحك النشاط والحيوية، أما للمساء والمناسبات الخاصة، فجربي العطور الدافئة والغنية التي تضفي عليك لمسة من السحر والجاذبية.
كذلك، يجب مراعاة الموسم؛ إذ تختلف العطور الشتائية والصيفية في نوتاتها وقوة تركيزها، لذا ينصح باختيار العطور الخفيفة والمنعشة؛ مثل الحمضيات والأزهار لفصل الصيف، أما في الشتاء، فالعطور الدافئة والغنية؛ مثل التوابل والفانيليا، تعدّ خياراً مثالياً.
5 نصائح لثبيت رائحة العطر طوال النهار
رطّبي بشرتك قبل تطبيق العطر؛ ما يساعد في تثبيت الرائحة لفترة أطول، الجلد النظيف يمتص العطر بشكل أفضل، ضعي العطر بعد الاستحمام مباشرة لضمان ثبات رائحة العطر.
رشّي العطر على النقاط النابضة في جسمك؛ مثل المعصمين، خلف الأذنين، على الرقبة؛ فهذه النقاط تنبعث منها الحرارة؛ ما يساعد على نشر العطر بشكل أفضل.
تجنّبي فرك المعصمين بعد رش العطر، تجنباً لعدم تكسّر جزيئات العطر والتقليل من ثباته.
إذا أردت أن تظلّ رائحتك ذكيّة طول اليوم؛ فعليك أن ترشّي عطرك كل 4 ساعات.
استخدمي مستحضرات الجسم، كجل الاستحمام والكريم المنعم وزيت الجسم من خط العطر نفسه، بإمكانك أيضاً رش قليل من العطر على شعرك؛ لأن له مستوى مختلفاً من الامتصاص إذا قورن بجلدك، وله قدرة على تعزيز بقاء الرائحة لفترة أطول.
المصدر: وكالات