ذكرت صحيفة الرياض السعودية، أنه لا شك أن المكون السياسي الإسرائيلي بعيد كل البعد عن الفكر المؤدي إلى السلام عطفاً على المواقف والإجراءات التي يتخذها يوماً بعد آخر تجاه كل المحاولات التي تدعو إلى سلام عادل وشامل، هذا الأمر ليس بجديد إنما هو امتداد لمواقف الحكومات الإسرائيلية المتتالية التي تعتبر أن السلام هو بداية نهايتها.. موضحة أن تلك الحكومات تمسكت بمواقفها كونها لم تجد مواقف صارمة من المجتمع الدولي الذي في بعض الأحيان دعم التوجهات الإسرائيلية وأيدها على اعتبار أن ذلك يصب في مصلحته بطريقة أو أخرى.
وأضافت الصحيفة – في افتتاحية عددها الصادر اليوم السبت بعنوان “الحيادية الإيجابية” – أن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى المبارك أمس يعد خطوة استفزازية في توقيت أكثر من سيئ، حيث يكرس الاحتلال فكرة أن السلام ليس ضمن أجندة الحكومة الإسرائيلية الحالية، وبالتأكيد ليس في أجندة الحكومات القادمة أيضاً.. مشيرة إلى أن هذا الطرح يؤيده تبني الكنيست الإسرائيلي مساء يوم الأربعاء الماضى قراراً ينص على رفض إقامة دولة فلسطينية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المجلس، وحظى بدعم أحزاب في ائتلاف نتنياهو والأحزاب اليمينية.
واختتمت الصحيفة “إنه بذلك التصرف وبهذا القرار يتأكد لنا أن السلام في الشرق الأوسط أصبح بعيداً أكثر من أي وقت مضى في ظل فكر سياسي عقيم لا يؤمن إلا بالحرب ضماناً لوجوده وبقائه في السلطة أكبر وقت ممكن، وهذا الأمر من الممكن جداً أن يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب ودخول أطراف أخرى فيها ما يهدد الأمن الإقليمي والدولي خاصة في ظل التوترات الحاصلة بالفعل بين المعسكرين الشرقي والغربي، والتي في أضعف الأحوال ستقود إلى حرب باردة جديدة تزيد من الاحتقان الذي هو حادث بالفعل”.
المصدر: أ ش أ