رحل عن عالمنا- اليوم الاثنين- عصام إسماعيل فهمى، أحد رواد الصحافة الخاصة، في العقود الأخيرة، رئيس مجلس إدارة صحيفة صوت الأمة، حيث كانت تجربته الأولى بالتسعينات بإصدار صحيفة الدستور، ثم صحيفة صوت الأمة وهما من أهم الصحف السياسية المعارضة، وصحيفة صوت الأمة الرياضية، وصحيفة عين الفنية وصحيفة الحلوة الفنية.
بدأ عصام إسماعيل فهمي نشاطه كناشر وبائع للكتب، ويعتبر من رجال الأعمال القلائل في العصر الحديث الذين غامروا بأموالهم في صناعة الصحافة، حيث أسس جريدة “الدستور” فى إصدارها الأول عام 1995، وبترخيص من قبرص، باعتبار أنه لم تكن هناك فرصة لصدور صحيفة بغير هذا الطريق أو بشراء رخصة قديمة تأسست قبل عام 1952.
وقال عنه من اقتربوا منه إنه يعتبر امتدادا طبيعيا وتطويراً للتجارب الرائدة فى هذا النوع من الصحافة الحرة، منذ أيام الأخوان تكلا فى “الأهرام”، وآل زيدان فى “دار الهلال”، ولتجربة الأستاذ الكبير محمد التابعى وفاطمة اليوسف فى “روز اليوسف”، ثم الأخوان على ومصطفى أمين فى “أخبار اليوم”.
وغامر عصام وقتها ومنح فرصة لرئيس تحرير صغير فى السن هو إبراهيم عيسى ومعه مجموعة من الشباب، قدموا تجربة جديدة فى الشكل والمضمون.
كما استطاع فهمى إدارة الصحيفة اقتصاديا لتحقق أرباحاً، وتغير الصورة الشائعة وقتها، بأن الصحافة مهنة خاسرة، وهو ما فتح الباب واسعا عندما أتاحت الحكومة الفرصة لتأسيس شركات، أن تظهر للوجود مؤسسات مثل المصرى اليوم.
ولكن يظل الأول الذى فتح الباب هو عصام فهمى، والذى لم يهجر هذه الصناعة رغم إغلاق الدستور بقرار متعسف من نظام مبارك ، ولكنه ظل يناضل حتى استطاع تأسيس شركة بذات الاسم وصدرت “الدستور” من جديد أسبوعية فى عام 2005، ثم يومية فى عام 2007.
وبجوار “الدستور” أصدر عصام فهمي جريدة “صوت الأمة” برئاسة تحرير عادل حمودة وبجوارها عدة صحف خفيفة من بينها عين، وطوال هذه الرحلة الصعبة لم يتخل عصام عن رؤساء التحرير أو الذين عملوا معه.
يقول من عملوا مع الراحل عصام فهمي لم يسمع من أحد من الذين عملوا معه أنه فرض توجهاته السياسية على الصحف التى تصدر بأمواله رغم أنه وكما هو معروف عضو قيادى بارز فى حزب الوفد.
اتهم فهمي فى قضية “تهرب ضريبي”، وقامت أجهزة أمن النظام بتفتيش مقر “صوت الأمة” السابق فى ميدان لبنان، وقضت المحكمة على الرجل بالسجن 3 سنوات و 3 ملايين جنيه غرامة، قال وقتها إنها ضريبة معارضته للتوريث وإفراد مساحات واسعة في الجريدة لمهاجمة سياسات مبارك وسعيه لتوريث الحكم لنجله جمال.
وقال الراحل عن الواقعة وقتها إنه في نفس يوم صدور الحكم، وبمجرد أن نطق به القاضي، فوجئت بلواء من تنفيذ الأحكام يطرق بابي، ولم يعطوني فرصة حتى لأعارض فى الحكم، مشيرا إلى أنه تلقى رسائل تهديد عدة للامتناع عن مهاجمة التوريث.
المصدر: وكالات