قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف إنه لا يزال بإمكان كييف قبول مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التسوية السلمية.
وأضاف مدفيديف – وفقًا لموقع (روسيا اليوم) – “اعتقد أن بوتين قال كل شيئ يجب قوله، وأن كل اقتراح لاحق ستقدمه روسيا هو للسلطات الأوكرانية الحالية بغض النظر عن الطريقة التي نتعامل بها معهم، سيكون أسوأ من السابق بالنسبة لهم، لذلك لديهم الآن الفرصة لقبول مثل هذا الاقتراح الذي صاغه بوتين”.
وتابع “في حال رفض نظام كييف للمقترحات ستستمر الأعمال العسكرية للجيش الروسي، ولا يزال من الصعب تحديد أين ستنتهي حدود المنطقة العازلة التي تحدث عنها بوتين.. كل هذا لن يكون لصالح السلطات الأوكرانية الحالية، لذا يجب عليهم الإسراع في اتخاذ القرار بما أنه توجد فرصة”.
وأكد مدفيديف أن سبب رد الفعل السلبي للغرب على مقترحات الرئيس بوتين للسلام هو أن أمريكا وعددًا من دول أوروبا تريد مواصلة القتال ضد روسيا بأيدي الأوكرانيين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طرح، خلال اجتماعه مع قيادة وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة الماضي، مبادرة للتسوية السلمية بأوكرانيا وتنص على أن روسيا ستعلن الوقف الفوري لإطلاق النار، واستعدادها للتفاوض بمجرد انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي مناطق “روسيا الجديدة”.
ودعا بوتين كييف إلى “إعلان تخليها عن طموحها الهادف للانضمام لحلف الناتو، وتنفيذ عملية نزع طوعي للسلاح، وتفكيك البنى التنظيمية للنازية في أوكرانيا، وقبول وضعية الحياد وعدم الانحياز لأي تكتل سياسي ـ عسكري والخلو من الأسلحة النووية”، كما دعا الدول الغربية لرفع العقوبات المفروضة على روسيا.
بدورها، عبرت إيطاليا عن موقفها من مقترح بوتين حيث رأى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنطونيو تاياني، أن اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتسوية السلمية فى أوكرانيا لم يكن للسلام، بل لاستسلام أوكرانيا ، وعلى هذا النحو فهو غير مقبول، لأن السلام شيء آخر، ونحن نواصل العمل لأجل السلام الحقيقي”.
وذكّر الوزير تاياني في جلسة استماع أمام لجنتي الخارجية والدفاع بمجلسي النواب والشيوخ اليوم :الثلاثاء/ وفقا لاوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، بـ”البيان الختامي للقمة في سويسرا، الذي وقعته 78 دولة، وأكد فيه المشاركون الالتزام بالامتناع عن الخضوع لتهديد استخدام القوة أو استغلالها ضد الأمن الإقليمي أو الاستقلال السياسي لأي دولة، والتذكير بمبادئ السيادة والاستقلال والأمن الإقليمي لجميع الدول، بما فيها أوكرانيا”.
وشدد الوزير على أن حقيقة أن جزءًا مهمًا من المجتمع الدولي يظهر أنه يريد سلامًا عادلاً ودائمًا، على أساس ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، يعد إشارة مهمة لموسكو أيضاً، ونحن ندرك ذلك بالطبع”. لافتاً إلى أن جهات فاعلة عالمية كالهند، جنوب أفريقيا، إندونيسيا، السعودية، الإمارات، المكسيك وكولومبيا، لم توقع على الوثيقة النهائية على الرغم من مشاركتها بأعمال القمة.
ووفقاً تاياني، فإن موقف هذه الدول تأثر بتأكيد الرغبة بالحفاظ على موقف محايد، حتى لا تلحق الضرر بالعلاقات السياسية والاقتصادية مع الاتحاد الروسي. وقبل كل شيء، أن تنأى بنفسها عن جولات المفاوضات المقبلة”.
وأشار رئيس الدبلوماسية الإيطالية، إلى أن بعض دول جنوب العالم، تعتبر أن صيغة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جامدة للغاية وصعبة التنفيذ، لذلك يظل من الضروري الترويج لخطاب يدعم المواقف الأوكرانية ويشرك الجهات الفاعلة العالمية والدول الرئيسية التي يمكنها الحوار مع موسكو في المناقشات”.
المصدر : أ ش أ