أكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم، أن مصر تمتلك خبرات متميزة في مجال إدارة المياه، تحرص على مشاركتها مع الدول الإفريقية الشقيقة، والتي تتمتع بوفرة مواردها المائية، ولكنها تواجه تحديا ناتجا عن ضعف منظومة إدارة المياه لديها.
وأشار سويلم إلى أن مصر تقدم بالفعل العديد من أشكال الدعم للأشقاء الأفارقة، وخاصة دول حوض النيل، بتنفيذ العديد من المشروعات في مجال المياه لخدمة المواطنين في هذه الدول، وإطلاق مصر المبادرة الدولية للتكيف مع التغيرات المناخية بقطاع المياه (AWARe)، والتي تهدف لخدمة الدول الإفريقية وتوفير تمويلات لها من الجهات المانحة لتنفيذ مشروعات على الأرض في مجال التكيف مع التغيرات المناخية، متوجها بالدعوة لكافة الدول للمشاركة في هذه المبادرة المهمة والاستفادة منها.
جاء ذلك في كلمة لوزير الري خلال حفل ختام الدورة التدريبية الـ44 في مجال “هيدرولوجيا البيئة في المناطق الجافة وشبه الجافة”، والتي عقدت بمركز التدريب الإقليمي التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا اعتبارا من 14 أبريل الماضي ولمدة شهرين بمشاركة 23 متدربا من دول حوض النيل والقرن الإفريقي (السودان – جنوب السودان – كينيا – تنزانيا – رواندا – الكونغو الديموقراطية – الصومال – مصر) الحاصلين على المنح الدراسية المقدمة من وزارة الموارد المائية والري والمبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل بوزارة الخارجية، بحضور الدكتور شريف محمدي رئيس المركز القومي لبحوث المياه، ومحمد عزمي نائب الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، وريتشارد موتايوبا سفير تنزانيا لدى مصر، والدكتور سامي سعد مدير معهد بحوث الهيدروليكا، وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول المشاركة بالقاهرة.
وهنأ الدكتور سويلم – خلال كلمته – المتدربين لاجتيازهم البرنامج التدريبي الذي يهدف لرفع وتنمية قدرات الباحثين والمتخصصين من أبناء دول حوض نهر النيل والقرن الإفريقي على المستوى الفني، وتبادل الخبرات والأفكار بين المتدربين من مختلف الدول.. متمنيا لهم العودة لبلادهم بخبرات جديدة اكتسبوها خلال هذا البرنامج التدريبي بالشكل الذي يسهم في تحسين التعامل مع تحديات إدارة الموارد المائية بالدول الإفريقية.
واستعرض الوزير مجهودات وزارة الري في التعامل مع تحديات المياه في مصر.. مشيرا إلى محدودية موارد مصر المائية والتي تقدر بحوالي 59.6 مليار متر مكعب سنويا، تقابلها احتياجات مائية تقدر بحوالي 114 مليار متر مكعب من المياه سنويا، مع استيراد محاصيل زراعية من الخارج تقابل استهلاك مائي يقدر بحوالي 33.5 مليار متر مكعب سنويا من المياه، مع إعادة استخدام 20.9 مليار متر مكعب سنويا من المياه.. لافتا إلى أن هذه الفجوة الكبيرة بين الموارد والاحتياجات المائية دفعت مصر لتنفيذ ثلاثة مشروعات كبرى في مجال معالجة مياه الصرف الزراعي بطاقة تصل إلى 4.8 مليار متر مكعب سنويا هي محطات: الحمام وبحر البقر والمحسمة.
كما أكد حرص وزارة الري على دعم الدول الإفريقية في مجال التدريب وبناء القدرات من خلال تدشين “المركز الإفريقي للمياه والتكيف المناخي”، والذي تم من خلاله تدريب 100 من المتدربين الأفارقة خلال الفترة الماضية، ومن المقرر تدريب 255 متدربا آخرين حتى نهاية العام الحالي، كما يتم الإعداد لمنظومة تدريبية توفر التدريب اللازم لـ 1500 متدرب على مدى ثلاث سنوات.
من جهته.. أعرب الدكتور شريف محمدي – خلال كلمته – عن تمنياته بأن تكون هذه الدورة التدريبية قد حققت الهدف منها في تعزيز التعاون بين الأشقاء الأفارقة وتبادل الأفكار والمقترحات وتقديم حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه، وتحقيق التواصل بين المتدربين من مختلف الدول.. مشيرا إلى أنه تم تدريب 1800 متدرب عربي وإفريقي من خلال معهد بحوث الهيدروليكا على مدى السنوات الماضية، مع التأكيد على قيام المركز القومي لبحوث المياه بتكرار هذه البرامج التدريبية مستقبلا لتحقيق المزيد من الفوائد للأشقاء الأفارقة.
بدوره.. أكد محمد عزمي على الدور الهام الذي تقوم به “الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية” بوزارة الخارجية في مجال التدريب ورفع القدرات لأبناء القارة الإفريقية، وخاصة دول حوض النيل والقرن الإفريقي، لافتا إلى أهمية التدريب وبناء القدرات في مجال المياه بالقارة الإفريقية لمواجهة تحديات المياه والمناخ بالقارة وصولا لتحقيق رؤية إفريقيا للمياه 2025 وأهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
وتقدم المتدربون – في كلمة ألقاها عنهم أحد المتدربين – بالشكر لوزارة الموارد المائية والري والمركز القومي لبحوث المياه على حسن الاستضافة والتنظيم.. مؤكدين أهمية موضوع البرنامج التدريبي في خدمة إدارة المياه بالدول الإفريقية، وما تحقق من استفادة للمتدربين خلال الزيارات الميدانية لمشروعات الري المصرية.
جدير بالذكر أن معهد بحوث الهيدروليكا التابع للمركز القومي لبحوث المياه يقوم سنويا بتنظيم هذه الدورة التي يقوم بالتدريس فيها نخبة من الأساتذة والباحثين من معاهد المركز القومي لبحوث المياه (الموارد المائية – المياه الجوفية – النيل – التغيرات المناخية)، بالإضافة إلى خبراء وزارة الموارد المائية والري، حيث يتم تقديم العديد من المواضيع المتعلقة بالمياه مثل (هيدرولوجيا نهر النيل – هيدرولوجيا الأودية – الإدارة المتكاملة للموارد المائية – أخلاقيات المياه – تصميم أعمال الحماية من السيول – حصاد المياه – طرق استكشاف وحفر آبار المياه الجوفية – التغيرات المناخية وتأثيرها على الموارد المائية – نظم المعلومات الجغرافية – الاستشعار عن بعد وغيرها من المواضيع التطبيقية).
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )