أكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) جمال اللوغاني، أن أداء الاقتصاد العالمي شهد نموا مطردًا خلال الربع الأول من العام 2024 بدعم رئيسي من الأنفاق الحكومي والاستهلاكي الذي فاق التوقعات وتراجع معدلات التضخم.
وأضاف اللوغاني – في تصريح اليوم الخميس- بمناسبة إصدار المنظمة تقريرها الربع سنوي حول الأوضاع البترولية العالمية ـ أن التقرير يتابع التطورات في المؤشرات الرئيسية للسوق البترولية العالمية المتمثلة في الطلب والعرض وحركة المخزونات والأسعار والعوامل المؤثرة عليها وحركة التجارة النفطية وغيرها.
وتوقع أن يشهد الاقتصاد العالمي نموا بمعدل 3.2 في المئة خلال العام 2025 وهو ذات المعدل السائد خلال العام الحالي، مشيرًا إلى ارتفاع المعدل الشهري الذي شهدته أسعار النفط الخام خلال الربع الأول من 2024 بفضل تراجع نشاط المضاربات في عمليات بيع العقود الآجلة والتوترات الجيوسياسية المستمرة والمخاطر المتزايدة في منطقة شرق أوروبا.
وأوضح أن متوسط الأسعار الفورية لسلة خامات أوبك على أساس فصلي شهد انخفاضًا بنسبة 4 في المئة مقارنة بالربع السابق ليصل إلى حوالي 81.8 دولار للبرميل في حين سجلت عقود خام برنت وعقود خام غرب تكساس الآجلة خسائر فصلية بلغت نسبتها نحو 1.1 و 1.7 في المئة على التوالي متأثرة بشكل رئيس بالمخاوف حيال نمو الاقتصاد الصيني.
وبين أن الإمدادات النفطية العالمية (نفط خام وسوائل الغاز الطبيعي) شهدت ارتفاعًا بنسبة 0.7 في المئة مقارنة بالربع السابق لتصل إلى نحو 102.1 مليون برميل في اليوم وكانت دول خارج أوبك مثل روسيا وأمريكا اللاتينية والصين وراء هذا النمو في الإمدادات.
وأفاد اللوغاني بأن إمدادات دول أوبك انخفضت بنسبة 0.4 في المئة لتصل إلى نحو 32 مليون برميل في اليوم تزامنا مع اتخاذ العديد من دول (أوبك +) تخفيضات طوعية إضافية على الإنتاج.
ولفت إلى أن الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري انخفض خلال الربع الأول من عام 2024 بنسبة 2.3 في المئة على أساس فصلي وهو الانخفاض الأول له منذ الربع الأول لعام 2022 والأعلى له منذ الربع الأول لعام 2021 ليصل إلى نحو 9.7 مليون بِرْمِيل في اليوم عازيا ذلك الانخفاض بشكل رئيس إلى العاصفة الشتوية (هيذر) التي تسببت في تراجع مناطق إنتاج النفط الصخري الرئيسية.
وفيما يتعلق بالطلب العالمي على النفط، قال اللوغاني إن مستواه شهد ارتفاعًا بنسبة 0.3 بالمئة ليصل إلى 103.5 مليون بِرْمِيل يوميًا بدعم رئيسي من ارتفاع الطلب في دول آسيا والمحيط الهادئ الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ودول أمريكا اللاتينية والهند والدول الأسيوية الأخرى بخلاف الصين التي استمر تأثر اقتصادها بأزمة القطاع العقاري وانكماش نشاط قطاع التصنيع.
وأضاف أنه على مستوى المجموعات الدولية ارتفع طلب دول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الربع الأول 2024 بشكل ملحوظ بنحو 680 ألف بِرْمِيل في اليوم مقارنة بالربع السابق ليصل إلى نحو 57.9 مليون بِرْمِيل يوميًا في حين انخفض طلب مجموعة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بحوالي 330 ألف بِرْمِيل في اليوم ليصل إلى نحو 45.7 مليون بِرْمِيل في اليوم.
وذكر أن إجمالي المخزونات النفطية العالمية التجارية والإستراتيجية قد ارتفع بنسبة 1.6 في المئة على أساس فصلي ليصل إلى نحو 9.1 مليار بِرْمِيل مرجعًا ذلك إلى ارتفاع المخزونات في دول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مشيرًا إلى ارتفاع المخزون النفطي في البحر نتيجة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط التي تسببت في إبحار الناقلات لمسارات أطول وإلى ارتفاع المخزون الاستراتيجي تزامنا مع توجه الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة ملء مخزوناتها الاستراتيجية خلال العام الحالي.
ولفت إلى أن الوصول بالمخزونات التجارية النفطية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى مستوى متوسط الأعوام الخمسة السابقة يعد من أهم أهداف اتفاق خفض الإنتاج بين دول مجموعة (أوبك +) لتحقيق التوازن والاستقرار في أسواق النفط العالمية مشيرًا إلى استمرار انخفاض مستوى تلك المخزونات عن متوسط الأعوام الخمسة السابقة (2019 – 2023) إذ بلغ هذا الانخفاض نحو 38 مليون بِرْمِيل في نهاية الربع الأول من عام 2024.
وفيما يخص تجارة النفط العالمية أوضح اللوغاني أن صافي الصادرات النفطية الأمريكية بلغ 2.5 مليون بِرْمِيل يوميًا (تشمل النفط الخام والمنتجات النفطية) في حين استقر صافي الواردات النفطية للصين عند نفس المستوى المحقق خلال الربع السابق البالغ نحو 11 مليون بِرْمِيل في اليوم بينما ارتفع صافي الواردات النفطية للهند ليصل إلى نحو 4.9 مليون بِرْمِيل في اليوم.وعن صناعة تكرير النفط الخام العالمية بين أن أداءها شهد تحسنا طفيفًا إذ ارتفعت المنتجات النفطية المكررة من مصافي دول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبشكل رئيسي في دول الشرق الأوسط وذلك مع بَدْء تشغيل مصفاة الدقم العمانية بطاقة إنتاجية 230 ألف بِرْمِيل في اليوم ووصول مصفاة الزور الكويتية إلى طاقتها القصوى البالغة 615 ألف برميل في اليوم.
وأضاف أنه في مقابل ذلك انخفض نشاط مصافي التكرير في روسيا متأثرًا باستهداف البنية التحتية للمصافي في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا وتراجع نشاط مصافي التكرير الأمريكية والأوروبية بينما ارتفع نشاط مصافي التكرير في دول آسيا والمحيط الهادي و أن انخفاض قيمة صادرات النفط الخام المقدرة للدول الأعضاء خلال الربع الأول 2024 بنسبة 7.7 في المئة على أساس فصلي لتبلغ نحو 121.9 مليار دولار عازيا ذلك لانخفاض كَمّيَّة الصادرات تزامنا مع إجراء العديد من دول (أوبك +) تخفيضات طوعية إضافية بلغ إجماليها نحو 2.2 مليون بِرْمِيل في اليوم من ضمنها خمس من الدول الأعضاء في أوابك التي استأثرت بدورها بنسبة 71.6 بالمئة من إجمالي الخفض بغية تحقيق الاستقرار والتوازن في أسواق النفط العالمية.
وتوقع استمرار التباطؤ على المدى القريب تزامنا مع تمديد مجموعة (أوبك +) بالخفض الإضافي الطوعي على إنتاجها وهو ما قد يكون له انعكاس سلبي على الإيرادات النفطية في الدول الأعضاء في منظمة أوابك التي تعد من أهم مصادر الدخل القومي وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وفيما يخص آفاق سوق النفط العالمية على المدى القريب، بين اللوغاني أن السوق النفطية محاطة بحالة من عدم اليقين يصعب معها تحديد مستوى محدد قد تصله أسعار النفط.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )