قال وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس، “إن مصر تعتبر البوابة الأمنية لأوروبا، ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يستجيب لهذا الأمر ويعكس الطريقة التي يتعامل بها مع مصر من خلال هذه العدسة”.
وأضاف كومبوس ـ خلال حوار خاص مع قناة “القاهرة الإٌخبارية” مساء الأربعاء، “أن مصر لعبت دورا رائدا في هذه المنطقة، وظلت تعمل باستمرار على ضمان الاستقرار والأمن في هذا الجزء من العالم، مما يعود ذلك بالنفع والمميزات للاتحاد الأوروبي”.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي في حاجة أن يعكس هذه الأمور، حيث إن هناك الكثير من القوة والأفكار في هذه المسألة لذلك دعمنا مصر بقوة وبصوت عال في بروكسل فيما يتعلق بكيفية تحقيق الاتحاد الأوروبي أقصى استفادة من الأدوات المتاحة من أجل دعم مصر في العمل الذي تقوم به ولكي يستمر هذا الدعم بطريقة متسقة ومستمرة.
وأشار وزير خارجية قبرص، إلى أن علاقات بلاده مع مصر استراتيجية وفي مرحلة متقدمة للغاية، من حيث كيفية التعاون وتفعيله في عدد من القضايا التي تهم البلدين، والتي تشمل عددا من المجالات في الاقتصاد والاستثمار والأمن والدفاع وأيضا على المستوى السياسي، كما أن الحكومة القبرصية تعمل بشكل وثيق مع الحكومة المصرية والهدف هو التأكد من “أننا نرقى إلى مستوى توقعات شعوبنا، والتي تمليها علاقتنا التاريخية علينا”.
وأضاف كومبوس أنه تباحث مع نظيره سامح شكري في عدد من القضايا الهامة والجاري مناقشتها الآن، وتشمل كافة الجوانب في المجتمع الدولي والقبرصي، موضحا أننا “نعتبر أنفسنا جزءا من هذه المنطقة، وهي دولة أيضا عضو في الاتحاد الأوروبي”.
وقال وزير الخارجية القبرصي، إن :” أي لقاء يجريه مع وفد مصري رفيع المستوي بالنسبة له وبلاده يعد فرصة ممتازة لإجراء مناقشات واسعة المجال، مضيفا أن زيارته إلى مصر أعطته فرصة عظيمة ولقائه مع وزير الخارجية سامح شكري كانت تهدف إلى تقييم العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكمل، أن العلاقات الودية بين بلاده ومصر قائمة بالفعل، ولها طبيعة تاريخية، ويمكن البناء عليها، خصوصا بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023 فهناك تكثيف في التعاون بين البلدين بشكل أكبر.
وبشأن الأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا قطاع غزة، قال وزير الخارجية القبرصي، :”نحن جزء من نفس المنطقة ونفس الإقليم، وما يحدث في منطقتنا من العالم هو أمر يؤثر بشكل مباشر”، مضيفا أنه التقى بنظيره سامح شكري 9 مرات خلال الستة شهور الماضية وتحدثت معه بشأن القضية الفلسطينية وهناك تنسيق وتعاون أيضا على مستوى رؤساء البلدين حول القضية الفلسطينية وعدد من القضايا والأمور الأخري التي تهم البلدين.
وتابع: “قمنا بتوسيع وتمديد هذا التعاون والتنسيق الوثيق فيما يتعلق بالوضع في غزة على مختلف جبهات تلك المنطقة، خاصة فيما يتعلق بكيفية وقف الحرب وزيادة المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن العلاقات بين مصر وقبرص تتسم بالخصوصية والتميز وتشهد تناميا مستمرا وملموسا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية وترتكز العلاقات على روابط تاريخية ممتدة وتقارب جغرافي، ما أسهم في صياغة الرؤى المتقاربة والمصالح المشتركة بين البلدين في تنسيق المواقف وتبادل الرؤى .. مشيرا إلى أن التعاون المشترك أساس العلاقة بين القاهرة ونيقوسيا في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، وخاصة في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في وقت تموج به المنطقة والعالم بتوترات بالغة التعقيد وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وأكد أن مصر وقبرص تتفقان على ضرورة وقف التصعيد والابتعاد عن دوامة العنف لحماية المدنيين، فيما ترفض قبرص بشكل واضح أي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم، كما أنها من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين المستقلة وبحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني منذ عام 1988.
وقال وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس “إن هناك علاقات استراتيجية بين قبرص ومصر، ويمكننا أن نعمل بشكل أكبر على العمل الذي قام به أسلافنا، ونحن الآن في مرحلة متقدمة للغاية من حيث كيفية وتفعيل هذا التعاون في عدد من القضايا ومهمتنا الآن هي محاولة توجيه هذه النتائج من حيث تمكين شعبنا وشعوبنا عامة من التمتع بنتائج ملموسة من هذه العلاقة، ويشمل ذلك بالطبع عدد من المجالات من الاقتصاد والاستثمار والأمن والدفاع، وأيضا على المستوي السياسي”.
وشدد كومبوس، خلال حواه مع قناة “القاهرة الإخبارية” الليلة: على ضرورة إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية وتفعيل ذلك في إجراءات ملموسة وواقعية .. مضيفا أن الطريق الأساسي لضمان وصول المساعدات الإنسانية ودخولها إلى غزة يجب أن يتم عبر المعابر البرية، مؤكدا أن رفح هي حجز الزاوية في ذلك، مشيدا في الوقت ذاته بما قامت به مصر والتي تعد شريان الحياة لشعب غزة.
وأثنى وزير خارجية قبرص على الزيارة التي قام بها لمصر والتي أكد أنها عظيمة وأتاحت فرصة اللقاء مع وزير الخارجية سامح شكري بهدف تقييم العلاقات الثنائية بين البلدين، علما بأن قبرص استضافته (الوزير شكري)، خلال فبراير الماضي وأتيحت لنا الفرصة لمناقشة ما هو اتجاه العلاقات الثنائية والقضايا العالقة.
وأشاد وزير خارجية قبرص بالعمل الذي قامت به مصر بشأن “الهجرة غير الشرعية”، واصفا إياه “بالممتاز”، والذي قامت به نيابة عن الاتحاد الأوروبي، مشددا على ضرورة أن يستمر الدعم المقدم لها والاستفادة من الأدوات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي كدولة عضو من أجل معالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية.
وحول تقييم آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، وبشأن التطورات في تنفيذ المشروعات المشتركة ، قال كبومبوس، “لقد استخدمت بلادنا آليات ثلاثية بين البلدان الثلاثة – اليونان ومصر وقبرص – كأداة استراتيجية من أجل تعزيز تواصلنا على المستوى الإقليمي وكذلك التعاون بيننا ونحن متفقون على أننا لدينا مصالح ومشاكل مشتركة ويجب حلها ولدينا الآن اجتماع ثلاثي جار الترتيب له والتخطيط للاجتماع الحادي عشر بعد اجتماع مصر اليوم والمشكلة التي نواجهها فيما يتعلق بتنفيذ العناصر المختلفة لتلك العلاقة تتعلق في المقام الأول بالوضع الراهن على الأرض”.
وأشار كومبوس إلى أن الظروف تغيرت بعد السابع من أكتوبر ولا يوجد أوكسجين سياسي أو دافعة سياسية يمكن الاستفادة منها فيما يتعلق بأي أمور أخري غير النقاشات حول ما يجري في غزة، وهذا ليس عذرا وينبغي أن نكون كذلك ونحن نعمل معا ونحاول الاندماج من أجل تهيئة الظروف التي تمكن قادتنا من الانتهاء من المشروعات المختلفة، وهناك العديد من المشاريع القائمة فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي ومشاريع الطاقة والأمن والأمن البحري.
وحول مبادرة إحياء الجذور التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في نيقوسيا عام 2010، قال وزير خارجية قبرص، “إن ذلك يعد مثالا جليا على مدى اهتماماتنا المشتركة وكذلك النهج المشترك بشأن الكيفية يمكننا بها التأزر بشكل فعال من خلال التعاون، ونحن في بلداننا الثلاثة لدينا عدد كبير من المواطنين الذين يعيشون في الخارج وهذه فكرة ممتازة ومبادرة من الرئيس السيسي وقمنا بتنفيذها والتأكد منها وعملنا على تنفيذها ثلاث مرات وقمنا باختبار مدى فعاليتها، ولقد اختبرنا هذه الفكرة على أرض الواقع”.
وبشأن استضافة مصر نهاية الشهر الجاري المؤتمر الاقتصادي المصري الأوروبي وعن مشاركة قبرص وهل هناك طرح جديد سيتم تقديمه، قال كومبوس “إن الرئيس القبرصي تلقى الدعوة وهناك وفد يجري تشكيله من رجال الأعمال من قبرص والمستثمرين وسوف يسافرون لحضور المؤتمر وأرسلنا الرسائل الصحيحة إلى مجتمع الأعمال لدينا أن هذه فرصة لهم للقاء مرة أخرى في مصر، ويجب أن يكون فهم أكبر للفرص والإمكانيات الموجودة والتي ترتبط جميعها بالعمل الذى تم انجازه من حيث البنية التحتية والاستقرار والإمكانيات الاقتصادية التي تتمتع بها مصر، ولذلك سيكون هناك مجتمع أعمال وفريق يمثل مجتمع الاعمال في قبرص والمشاركة على المستوى السياسي هو أمر جاري مناقشته مع الرئيس وهناك تمثيلا يعكس بالطبع على أهمية العلاقة مع مصر”.
وحول موقف قبرص من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، أكد وزير خارجية قبرص أن بلاده تطالب بوقف فوري لإطلاق النار مع استمرار المناقشات بشأن إطلاق سراح الرهائن، مؤكدا أن أي عملية في مدينة رفح الفلسطينية ستكون كارثية من حيث الوضع الإنساني والخسائر في الأرواح، قائلا “يجب أن يتوقف ذلك وعلينا أن ننظر إلى المستقبل وهو حل الدولتين، كما نصت عليه قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهذا هو أساس أمن المنطقة وينبغي على المجتمع الدولي العمل على ذلك”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)