مع اشتعال جبهة لبنان أكثر خلال الساعات والأيام الماضية يبدو أن حزب الله وإسرائيل يستعدان بشكل متبادل لأي سيناريو تصعيدي في المنطقة التي تهتز أرضها منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
ونشر مركز “ألما” للأبحاث والتعليم تقريرًا حول الصراع بين اسرائيل وحزب الله ذكر فيه أن شهر مايو 2024 كان الشهر الذي شهد “أعلى كثافة لهجمات حزب الله ضد إسرائيل منذ أكتوبر 2023”.
ويقدم تقرير “ألما” دليلًا واضحًا على كيفية تغيير حزب الله لتكتيكاته، ويقول: “خلال شهر مايو 2024، نفذ حزب الله 325 هجوما، وكان متوسط الهجمات اليومي 10 هجمات في اليوم، بينما في أبريل، نفذ حزب الله 238 هجومًا بمعدل 7.8 هجوما في اليوم”،
ويضيف التقرير: “من حيث تحليل الأسلحة التي يستخدمها حزب الله، كان هناك في مايو 2024 زيادة كبيرة في عدد الحوادث في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدون طيار، ضعف ما كان عليه في أبريل 2024”.
وتُعتبر الصواريخ المضادة للدبابات أحد الأسلحة الرئيسية في ترسانة حزب الله، حيث قال “ألما” إن هناك 95 حادثة في شهر مايو، مقارنة بـ 50 حادثة في شهر أبريل.
كما زاد حزب الله بسرعة من تهديداته بالطائرات بدون طيار، حيث استخدمها خلال الأسبوع الماضي لاستهداف نهاريا والجولان.
ويضيف التقرير: “كان هناك 85 تسللًا لطائرات بدون طيار إلى الأراضي الإسرائيلية في مايو 2024، مقارنة بـ 42 في أبريل، و24 في مارس، و7 في فبراير 2024”.
وتابع: “منذ بداية القتال في الشمال، في 8 أكتوبر 2023، وحتى 31 مايو 2024، نفذ حزب الله 1964 هجوما على الحدود الشمالية، 46 بالمئة من هذه الهجمات نُفذت ضد البنية التحتية المدنية والمناطق المدنية”.
وشهدت جبهة جنوب لبنان وشمال إسرائيل تطورات ميدانية متسارعة خلال الأيام الأخيرة، حيث قصف الجيش الإسرائيلي الجنوب اللبناني واستهدف أعضاء بحزب الله، بينما كثف الأخير هجماته بالمسيرات على قرى في الشمال الإسرائيلي مما أدى إلى اشتعال نيران في الغابات.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بالتوازي مع الحرب في غزة، فيما يمثل أسوأ صراع عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ عام 2006، الأمر الذي أثار مخاوف من توسع القتال في المنطقة.