سلط مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على التهديد الروسي بشن حرب نووية في حال استهداف مواقع داخل أراضيها وذلك في أعقاب التحول الذي طرأ على الموقف الأمريكي فيما يخص السماح للقوات الأوكرانية بضرب مواقع داخل الأراضي الروسية باستخدام أسلحة أمريكية خلال الصراع الدامي بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأشار كاتب المقال بيجوتر سوير إلى أن الجانب الروسي عبر عن رفضه القاطع لتلك الخطوة من جانب الإدارة الأمريكية مؤكدا أن ذلك القرار سوف يكون له عواقب وخيمة وينذر بمزيد من التصعيد في حرب أوكرانيا.
وأكد الجانب الروسي في هذا السياق أنه يجب على الدول الغربية أن تأخذ التهديد الروسي باستخدام السلاح النووي التكتيكي على محمل الجدية، موضحا أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح للقوات الأوكرانية باستهداف مواقع داخل الأراضي الروسية باستخدام أسلحة أمريكية الصنع يوضح بما لا يدع مجالا للشك تورط الولايات المتحدة الصريح في الصراع في أوكرانيا.
ويبرز المقال في هذا الخصوص تصريحات المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الجمعة والتي يؤكد فيها أن موسكو على وعي تام بكل المحاولات التي تقوم بها أوكرانيا من أجل ضرب مواقع داخل العمق الروسي باستخدام الأسلحة التي تحصل عليها من الولايات المتحدة.
ويعيد المقال إلى الأذهان تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لأوزبكستان منذ عدة أيام من أن السماح للقوات الأوكرانية بضرب مواقع داخل الأراضي الروسية يشكل تصعيدا متزايدا سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة، واصفا ما يحدث من جانب دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) بأنه “لعب بالنار”.
ويشير المقال في الوقت نفسه إلى تصريحات تحمل نفس المعني من جانب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف التي يقول فيها إن موقف الدول الغربية من حرب أوكرانيا لا يقتصر على تقديم مساعدات عسكرية لكييف فحسب ولكنه تورط واضح في الحرب ضد روسيا، مؤكدا أن موسكو سوف تقوم بتدمير كل الأسلحة الغربية التي تستخدمها القوات الأوكرانية في هجماتها على الأراضي الروسية.
وأوضح ميدفيديف أن الدول الغربية يجانبها الصواب إذا ما تصورت أن روسيا غير قادرة على تنفيذ تهديدها باستخدام السلاح النووي التكتيكي في حرب أوكرانيا.
ويلفت المقال إلى أن قرار الرئيس الأمريكي أمس أول الخميس بالسماح لقوات أوكرانيا بشن هجمات داخل الأراضي الروسية لصد هجمات القوات الروسية على منطقة خاركييف الحدودية يمثل تطورا خطيرا في الصراع في أوكرانيا ولاسيما بعد تهديد موسكو أنه قد يؤدي إلى نشوب صراع عالمي.
ويتطرق المقال كذلك إلى موقف الدول الغربية الأخرى من تلك التطورات حيث يبرز إعلان ألمانيا أمس الجمعة أن برلين سوف تحذو حذو واشنطن وتسمح للقوات الأوكرانية باستخدام أسلحة ألمانية الصنع لاستهداف مواقع عسكرية داخل الأراضي الروسية.
ويوضح المقال في الختام أن التغير الذي طرأ على الموقف الأمريكي في هذا الصدد يأتي في أعقاب ضغوط متزايدة على الولايات المتحدة من جانب العديد من قادة الدول الغربية فضلا عن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلنسكي للسماح للقوات الأوكرانية بشن هجمات داخل روسي لصد ضربات القوات الروسية.
المصدر: أ ش أ