للحفاظ على علاقة بعيدة المدى، حول رجل يبلغ من العمر 35 عامًا يعمل فى بكين سيارته إلى منزله، بينما يسافر مسافة 500 كيلومتر فى نهاية كل أسبوع لرؤية صديقته فى مقاطعة شانشى شمال الصين، حيث يسافر هوانج بالقطار بين بكين ومدينة تاييوان فى شانشى كل يوم جمعة، ويترك سيارته فى العاصمة الصينية.
ولتوفير المال، ينام فى سيارته التى تبلغ مساحتها 1.5 متر مربع على سرير قابل للطى فى مقعد الراكب الخلفى، ويقضى هوانج عطلة نهاية الأسبوع مع صديقته وكلبه، ويغادر تايوان يوم الإثنين الساعة 3 صباحا، فى تلك الصباحات المبكرة، مودعًا صديقته النائمة، ويستقل القطار عائدًا إلى بكين ليصل إلى مكتبه بحلول الساعة 9:30 صباحًا.
هوانج كان شخص يعيش خارج المدينة ويتنقل إلى العاصمة للعمل، لمدة 12 عامًا، ومع ذلك، قبل الصيف الماضى، كان يعيش فى قرية على مشارف بكين، ويدفع إيجارًا شهريا قدره 2000 يوان ما يعادل 280 دولارًا أمريكيًا، إلى أن دمرت أسوأ فيضانات إقليمية منذ 140 عامًا سكنه المؤجر وكل ما يملكه.
وبعد الفيضان، قرر الانتقال إلى سيارته لأن استئجار شقة بالقرب من مكتبه فى وسط المدينة سيكلف ما لا يقل عن 10 آلاف يوان، وهو مبلغ لا يستطيع تحمله، فالعيش فى ضواحى بكين يعنى قضاء ما يقرب من أربع ساعات فى التنقل يوميا، وفى بعض الأحيان مغادرة المنزل فى الساعة الرابعة صباحًا للوصول إلى المكتب فى الوقت المحدد.
والآن، يعيش الرجل فى سيارته، وعادةً ما يقود السيارة لمدة 20 دقيقة للوصول إلى العمل، ويعمل على زيادة كل بوصة من مساحة السيارة إلى الحد الأقصى، ويحتفظ بخريطة لملاحظة الأماكن التى يمكنه ركن سياراته فيها طوال الليل دون تغريمه، ويستحم فى المراحيض العامة والملاعب الرياضية الترفيهية.
يحتوى مسند الذراع بين مقعدى السائق والراكب الأمامى على كوب طويل لتسخين المياه، بينما يوجد منفذ طاقة خارجى على جانب الراكب الأمامى، ويتم تخزين سرير قابل للطى للنوم ليلاً فى صندوق السيارة، وفى الليل، يقوم هوانغ بخفض مسند الظهر لمقاعد الركاب الخلفية لتوفير مساحة للنوم، كما يقوم بتخزين كيس نوم على صندوق سطح منزله لمساعدته فى التغلب على فصل الشتاء.
يقول هوانج إنه يفضل العيش فى سيارة على الإيجارات بدون نوافذ والتى كانت فى السابق كل ما يستطيع تحمله، وعلى الرغم من أن صديقته حثته فى البداية على العثور على سكن إيجار آخر، إلا أنها قبلت فيما بعد أسلوب حياته الجديد.
وأضاف “بعد كل شيء، استئجار مكان بمفردك فى بكين لا معنى له”، وأوضح هوانغ فى مقطع الفيديو الخاص به على Douyin، تطبيق TikTok الصينى: “المنزل هو المكان الذى تتواجد فيه العائلة”، ومع ذلك، لا يزال هوانغ يشعر بالحرج من إخبار أصدقائه أنه ينام فى السيارة، حيث كانت صديقته هى الشخص الوحيد الذى كان يعرف ذلك من قبل.
ونظرًا لارتفاع تكلفة الإيجار، لا يستطيع العديد من المتجولين فى مدن الدرجة الأولى تحمل تكلفة العيش فى منازل الضواحى أو حتى فى المدن المجاورة المحيطة، ووفقًا لتقرير صدر عام 2022، يجب على 600 من كل 1000 شخص فى مدن الدرجة الأولى مثل بكين وشانغهاى التنقل من مدن مختلفة للعمل يوميًا.
المصدر: وكالات أنباء