تأتي قمة البحرين، التي تنعقد الخميس، بحضور الزعماء والرؤساء العرب، في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي تعنتها الواضح في استمرار تجويع وتهجير ومحاصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والاستيلاء على مقدراته بقوة السلاح، ما جعل الآمال معقودة على مخرجات القمة العربية 33 المنتظرة، خاصة مع قرار الأمم المتحدة الأخير حول دولة فلسطين المستقلة.
و قمة البحرين تعتبر بالغة الأهمية، كونها تأتي في توقيت وتحديات كبيرة في الشرق، ممثلًا في الصراع المستمر منذ 8 أشهر وحرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل ضد فلسطين، خاصة مع استمرار ارتفاع عدد القتلى والجرحى والمفقودين، بجانب التطور الكبير في ممارسات الاحتلال بالغ الأهمية في رفح الفلسطينية.
من هذا المنطلق ترى القمة العربية نفسها أمام تحدٍ كبير غدًا في البحرين، إذ ستكون القضية الفلسطينية هي القضية الأم والرئيسية، وربما تمثل جوهر القضايا المطروحة على القمة العربية التي قد تستغرق نقاشًا مطولًا، من خلال كلمات الزعماء والقادة، وحتى خلال الجلسة المغلقة المطولة للبحث عن آلية للتعاطي مع تفاصيل المشهد داخل قطاع غزة والبحث في خيارات وبدائل عديدة، سواء في تأييد الموقف المصري أو وقف العدوان والجهود المصرية المبذولة في أزمة رفح الفلسطينية، وكذلك الدور المصري والقطري في المفاوضات.
كما ستتم مناقشة الجهود المصرية المستمرة في الضغط على إسرائيل لدخول المساعدات، وتخليها عن احتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وأن يكون هناك تمسك بكثير من الآليات الخاصة بإمكانية التعاطي عربيًا من الآن فصاعدا مع تفاصيل المشهد في غزة لإنهاء الاحتلال، وتسجيل موقف عربي وتأييد الموقف المصري سواء في العدل الدولية ودعم قضية جنوب إفريقيا.
إضافة إلى ذلك، ستتم تذكية والإشادة بالمواقف المصرية خلال الأشهر الماضية والجهد المبذول فيما يتعلق بدخول المساعدات والشاحنات، وتوفير استحقاقات الدعم للشعب الفلسطيني، وأيضًا باستمرار الجهود المصرية لعودة المفاوضات، ومن المنتظر أن يكون هناك تحرك عربي لتثبيت قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وأيضًا البحث في صيغة اليوم التالي بعد انتهاء الاحتلال والعودة للمسار التفاوضي وتوفير الجهود المستحقة للتوصل إلى هدنة.
وسيكون هناك جهد عربي للترتيب لتفاصيل اليوم التالي في قطاع غزة مع الولايات المتحدة والرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، لعقد مؤتمر دولي للسلام بقيام دولة فلسطين قبل الانتخابات الأمريكية، إضافة إلى الاطلاع على تشكيل لجنة الاتصال العربية المكونة في هذا الأمر، وجهودها مع المجتمع الدولي وإمكانية استمرار دوام عمل اللجنة في المرحلة المقبلة وتوسيع خطة التحرك مع العواصم الدولية، حتى يكون هناك حوار عربي أمريكي أوروبي في الساعات المقبلة.
وسيكون هناك كثير من الجهد الذي سيبذل في هذا الإطار، وستكون القضية الفلسطينية أولوية، حيث سيطرح الجانب المصري الجهد الذي قام به من خلال ورقة العمل المصرية، وأيضًا خلال الجلسة المغلقة، حيث من المنتظر أن يشرح الرئيس المصري تفاصيل نجاحات والجهود التي قامت بها بلاده، واستمرار الضغط على إسرائيل لإنشاء آلية خاصة بإمكانية أن يكون هناك تهدئة وخروج الاحتلال من غزة، والبحث في صيغة عربية دولية لإقامة دولة فلسطينية، حتى لو كانت منزوعة السلاح.
وبسبب ذلك ستكون القمة العربية بالغة الأهمية، حيث ستكون هناك خيارات عديدة ومهمة مطروحة فيما يتعلق بتفاصيل المشهد داخل قطاع غزة خلال الساعات المقبلة، وربما نشهد العديد من المخرجات الإيجابية بحجم الزخم العربي في ضوء الإبادة المرتكبة، وكذلك جهود العربية المصرية ستصب في خانة البحث عن مخرج لتفاصيل المشهد في غزة من خلال آليات جديدة وأطروحات جديدة.
ولابد أن يكون هناك خارطة طريق للوضع في غزة ومستقبل الدولة الفلسطينية المرحلة المقبلة، خاصة أن الزعماء لديهم رغبة قوية لتوفير التكاتف العربي وإعادة اللحمة والحفاظ على الأمن القومي العربي، والبحث في تفاصيل إنهاء الوضع المضطرب في غزة من خلال آليات سيتم التوافق عليها في قمة المنامة.
المصدر: وكالات