منذ سنوات ما قبل النكبة العربية الكبرى في العام 1948 كان الشعب الفلسطيني فوق أرضه على موعد مع إرهاب العصابات الصهيونية، «ايتسل وليحى والهاجاناة وفرقة البالماخ وعصابة شتيرن»، والتي ارتكبت أكثر من 57 مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 5000 فلسطيني وآلاف الجرحى، حيث بدأت المجازر بحق الفلسطينيين قبل الإعلان عن قيام الكيان الإسرائيلي بنحو 11 عاما، منذ كانت فلسطين تحت وصاية الانتداب البريطاني.
وتواصل مسلسل جرائم المذابح والمجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال، فيما بعد زمن النكبة، وصولا إلى التاريخ الراهن الذي أصبح شاهدا على «مذابح غزة»، وكشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3123 مجزرة بالقطاع منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وحتى يوم 14 مايو .
ونشر المكتب الإعلامي الحكومي تحديثًا لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية، التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وكان الضحايا بين شهيد ومفقود ومصاب، حيث بلغ عدد المفقودين 10 آلاف مفقود و35,091 شهيدا، ومن بين الشهداء 15,103 شهداء من الأطفال، و31 استشهدوا نتيجة المجاعة، و9961 شهيدة من النساء، و492 شهيدًا من الطواقم الطبية، و69 شهيدًا من الدفاع المدني، و143 شهيدًا من الصحفيين، و78,827 جريحًا، وأن 72% من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء، كما أن هناك 17 ألف طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما.
وذكر تحديث المكتب الإعلامي، أنه تم العثور على 7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، و520 شهيدًا تم انتشالهم من 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات،
وكانت أولى المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية قبل نكبة 1948، ما يلي:
في مدينة حيفا بتاريخ 6 مارس/ آذار 1937، واستشهد 18 فلسطينيا بعد انفجار قنبلة وضعت في سوق المدينة.
وبعد عام واحد طورت العصابات الصهيونية أساليبها الإجرامية حيث استخدمت السيارات المفخخة، وحدث ذلك للمرة الأولى في حيفا أيضا في 6 يوليو 1938 عندما وضعت سيارتين ملغمتين في السوق، مما أسفر عن استشهاد 21 فلسطينيا وإصابة 52 آخرين.
مجزرة سوق الخضار بالقدس، في 31 ديسمبر عام 1937، حيث ألقى أحد عناصر منظمة «إتسل» الصهيونية قنبلة على سوق الخضار، ما أدى إلى استشهاد عشرات من الفلسطينيين، وإصابة الكثيرين بجروح.
مجزرة مسجد القدس.. بتاريخ 15/7/.1938.. ومجزرة باب العمود في مدينة القدس.
وبتاريخ 29/12/1947.. وبتاريخ 30/12/1947، هاجمت قوة من العصابات الصهيونية قرية الشيخ بريك، وقتلت 40 شخصاً من سكانها.. وفي اليوم التالي 31/12/1947، قامت قوة من عصابة «البالماخ» قوامها 170 مسلحًا بهجوم مسلح على قرية بلد الشيخ، ودمروا عشرات البيوت والممتلكات؛ ما أسفر عن سقوط 60 شهيداً من بينهم العديد من الأطفال والنساء، وأخليت القرية جزئيا من أهلها.
وبتاريخ 28/1/1948، قذف الإرهابيون ، برميلاً مملوءاً بالمتفجرات؛ على شارع عباس العربي في مدينة حيفا ، واستشهد 20 فلسطينيا، وجرح أكثر من 50 آخرين.
وبتاريخ 31/3/1948، لغمت عصابة «شتيرن» الإرهابية قطار القاهرة ـ حيفا السريع؛ فاستشهد 40 فلسطينيا، وجرح 60 آخرين.
وتواصلت المجازر الإرهابية بين عامي 1947 و1948: مجزرة العباسية شرق مدينة يافا.. ومجزرة السرايا العربية في مدينة يافا.. ومجزرة فندق سميراميس في القدس.. ومجزرة بوابة يافا في مدينة القدس.. و مجزرة بناية السلام في مدينة القدس.. مجزرة قرية الخصاص.. ومجزرة قرية طيرة بني صعب (قرب طولكرم).. ومجزرة قرية سعسع.. ومجزرة قرية الحسينية.. ومجزرة سوق مدينة الرملة.. ومجزرة قطار حيفا – يافا.. ومجزرة حي أبو كبير في مدينة يافا.
وحاول المؤرخون الإسرائيليون أن يقللوا من أهمية وحجم المجازر الصهيونية التي ارتكبت قبل عام النكبة 48، فاعترفوا بمجزرة دير ياسين وبعض المجازر الصغيرة؛ ليحصروا جرائمهم فقط بدير ياسين ويغطوا على عشرات الجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
لحقت بمجزرة دير ياسين عشرات المجازر ومنها: مجزرة قرية قالونيا.. ومجزرة قرية ناصر الدين.. ومجزرة طبريا.. ومجزرة قرية عين الزيتون.. ومجزرة مدينة صفد.. ومجزرة قرية أبو شوشة.. ومجزرة بيت دراس.. ومجزرة الطنطورة.. ومجزرة مدينة الرملة.. ومجزرة قرية جمزو.. ومجزرة مدينة اللد.. ومجزرة الدوايمة.. ومجزرة عيلبون.. مجزرة قرية الحولة.. ومجزرة مجد الكروم.. مجزرة قرية الصفصاف.
وتواصلت المجازر بعد عام 1948: ومنها مجزرة عرب العزازمة (فى بئر سبع). ومجزرة شرفات، جنوب غرب القدس، وتبعد عنها 6 كيلومترات.. ومجزرة بيت لحم.. ومجزرة بيت جالا.. ومجزرة القدس.. ومجزرة مخيم البريج.. ومجزرة قبية.. ومجزرة قرية نحالين.. ومجزرة قرية دير أيوب.. و مجزرة غزة، في الثامن والعشرين من فبراير عام 1955، وصولا إلى مجازر قانا وبلاطة وجنين. وصبرا وشاتيلا، ومجزرة حي الدرج 23 يوليو 2002.. ومجزرة عجلين.. ومجزرة طوباس.. ومجزرة الخليل.. ومجزرة خان يونس.. ومجزرة مخيم البريج جنوب مدينة غزة.. ومجزرة حي الزيتون.. ومجزرة مخيم جبالية.. ومجزرة حي الشجاعية..
والقائمة ممتدة لتشمل عشرات المجازر التي تجسد الفكر الشيطاني الدموي لسلطات الاحتلال.. وصولا إلى مشاهد حرب الإبادة االتي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة.
هكذا..من زمن النكبة 1948 وحتى الزمن الراهن، تقف سنوات طوباة تجاوزت 76 عاما، شاهدة على جرائم الاحتلال الشيطانية التي اعتمدت المجازر والمذابح لممارسات حرب الإبادة للشعب الفلسطيني الصامد فوق أرضه.
(المصدر: مركز المعلومات الوطني الفلسطيني)