ساعات حاسمة أمام مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، إذ ظهر أمس أن التفاؤل الذي أبدي في الأيام الماضية بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس قد تراجع حتى قبل أن تعطي حماس ردها على الاقتراحات الجديدة التي عرضت عليها.
وكان التناقض واضحا أمس بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي خلال لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، فالأخير أكد أن الولايات المتحدة مصممة على التوصل إلى وقف إطلاق النار الان، أما نتانياهو فان أبلغه أنه لن يقبل بصفقة تبادل للأسرى تتضمن إنهاء للحرب، وفي حال لم تتخلى حماس عن شرطها فلن يكون هناك اتفاق وستقوم إسرائيل بعملياتها العسكرية في رفح، لكن بلينكن رد بأن واشنطن لا تزال تعارض عملية رفح من دون خطة لحماية المدنيين.
وكان نتانياهو استأنف تهديداته في شأن رفح منذ مساء الثلاثاء بعدما صعد حليفه في اليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش مواقفهما ضد الاتفاق المزمع مع حماس، وقد عنى ذلك أنهما قد يذهبان إلى الانسحاب من الحكومة وبالتالي إلى إسقاطها.
أما بالنسبة إلى مفاوضات القاهرة، فقد كانت هذه المرة الأولى التي يشعر فيها الوسطاء بأن الاتفاق ممكن فقط إذا وافقت حماس على الهدنة المقترحة لستة أسابيع يجري أثناءها تبادل إطلاق عدد من الأسرى، وتتخللها مفاوضات على وقف دائم لإطلاق النار، أي ما يلبي جزئيا شرط حماس الرئيسي بإنهاء الحرب، لكن الحركة طلبت ضمانات معلنة ومكتوبة في هذا الشأن، وليس واضحا من هي الجهة أو الجهات التي يمكن أن تعطي هذه الضمانات، أو هل المطلوب أن تكون أميركية إسرائيلية؟
في أي حال، تبدو اللحظة الراهنة فاصلة في إسرائيل، فإما الاستمرار في الحرب للحفاظ على التماسك الحكومي وحتى الشعبي، ما يحقق مصالح اليمين المتطرف ونتانياهو نفسه، لكنه لا يستطيع الذهاب إلى رفح من دون دعم الإدارة الأميركية، وإما القبول بوقف إطلاق النار وصفقة التبادل والتسبب بانهيار الحكومة، وفي الحالين، يتساءل المراقبون عن مصير الحرب والمحتجزين في غزة.
لكن حماس أيضا في لحظة فاصلة، فإما أن توافق على الصفقة المعروضة مع ما فيها من مجازفة، أو تصر على شرطها وترفضها، وعندئذ قد تجد واشنطن أن الموافقة على عملية رفح باتت أمرا واقعا.
المصدر: وكالات