تشهد العلاقات المصرية الكويتية زخمًا كبيرًا خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة في ظل العلاقات القوية والتاريخية فيما جاءت زيارات الرئيس السيسي إلى الكويت للنهوض بالتعاون الثنائي في كافة مجالات العمل المشترك، وتعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية، إيمانًا بوحدة الهدف والمصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر.
تستضيف القاهرة غداً الثلاثاء أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في زيارة دولة إلى مصر، والتي تعد الأولى لأمير الكويت منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر الماضي، يتزامن مع ذلك ترحيب كبير على المستويين الرسمي والشعبي، حيث يلتقي خلال الزيارة الرئيس السيسي، في إطار الزيارات المتبادلة التي تكتسب أهمية كبيرة نظرًا للتحديات التي تواجه العالمين العربي الإسلامي، وتأتي في إطار التأكيد على أهمية العمل العربي المشترك للتصدي لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التي تهدد مستقبل المنطقة، والتي تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة في شتى المجالات.
من شأن إسهام اللقاء بين الزعيمين أن يمنح دفعة جديدة للعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين ونقلها إلى آفاق أرحب لتغطي مجالات أوسع، تمتد من تنسيق المواقف السياسية حيال القضايا الإقليمية والدولية كافة، لا سيما القضية الفلسطينية، والجهود المصرية للحفاظ على السلم والأمن على المستوى الإقليمي، ودعم التعاون الاقتصادي بين الجانبين في ظل الفرص الاستثمارية الكبيرة لدى مصر وإنفتاح القاهرة على جذب الاستثمارات وتعزيز بيئة الأعمال في ظل مناخ واعد للاستثمار، وقطعت مصر شوطا كبيرا فى تطوير تشريعاتها الاستثمارية، وأهمها إصدار قانون استثمار جديد والرخصة الذهبية و”وثيقة ملكية الدولة”.
وتأسست العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الكويت ومصر، في أعقاب إعلان استقلال دولة الكويت رسميًا عام 1961، وأخذت تلك العلاقات بين البلدين في النمو عبر التنسيق والتعاون المثمر في مختلف القضايا، والتي تنوعت في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والتعليمية والإعلامية والقضائية والفنية والسياحية والصحية والزراعية والعلاقات الاجتماعية.
وتؤكد دولة الكويت دائمًا دعمها الكامل لمصر في مختلف المواقف، وهو ما اتضح جليًا حينما أعلنت الوحدة “المصرية – السورية” عام 1958 حيث أعلنت الكويت دعمها لتلك الوحدة بالكامل، وكذلك وقوف الكويت إلى جانب مصر في مواجهة عدوان يونيو1967، وفي حرب أكتوبر عام 1973، وأخيرا في تأييد إرادة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو عام2013 ، وكانت مصر إحدى دول التحالف الدولي التي حررت دولة الكويت، وكان لها دور فعال في عودة السيادة الكويتية على كامل أراضيها.
حين استقلت الكويت، في عام 1961، أرسل الرئيس جمال عبد الناصر برقية إلى أمير دولة الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح، قال فيها “في هذا اليوم الأغر الذي انبثق فيه فجر جديد في تاريخ الوطن العربي باستقلال الكويت وسيادتها ليسرني أن أبادر بالإعلان عن ابتهاجنا.. بهذا الحدث التاريخي المجيد الذي اعتزت به نفوس العرب جميعا”.
وشهدت العلاقات الكويتية – المصرية مسيرة من الانجازات التي حققتها اللجنة المشتركة العليا بين البلدين للنهوض بالتعاون الثنائي بمختلف المجالات ( السياسية – الاقتصادية – الأمنية – العسكرية).
وفي إطار التعاون الاقتصادي، بلغ إجمالي عدد المشروعات التي ساهم الصندوق الكويتي للتنمية في تمويلها في مصر 54 مشروعًا بقيمة حوالي 3.643 مليار دولار لتمويل مشروعات تنموية في قطاعات الصحة والنقل والزراعة والمياه والكهرباء والبترول والثروة المعدنية والمياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى عدد (14) منحة ومعونة فنية بقيمة حوالي 48.6 مليون دولار أمريكي.
والاستثمارات الكويتية حاضرة وبقوة في كثير من القطاعات، حيث تسهم الحكومة والقطاع الخاص الكويتي بشكل فاعل في تنمية وتطوير عجلة الاقتصاد المصري، كما أن دولة الكويت تعد ثالث أكبر شريك تجاري عربي بعد السعودية والإمارات، ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة، كما توجد تلك الاستثمارات في كثير من المحافظات والمناطق المصرية، منها القاهرة والإسكندرية ومحافظات الدلتا والصعيد، كما أن تلك الاستثمارات تتنوع لتغطي كل الأنشطة الاقتصادية والمالية.
العلاقات الكويتية – المصرية نموذجًا يحتذى به في تاريخ العلاقات الدولية بين دول العالم، بما تتميز به من تفاهم واتفاق لمعظم القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، كما أنها إحدى العلامات الفارقة والمتميزة في تاريخ التعاون العربى المشترك.
المصدر: أ ش أ