وول ستريت جورنال الأمريكية: الهجوم الإيراني على إسرائيل يثير مخاوف عميقة بشأن برنامجها النووي
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم الأحد النقاب عن أن الهجوم الإيراني على إسرائيل هذا الشهر أثار مخاوف عميقة بشأن برنامج إيران النووي .
وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إن فشل إيران في إلحاق الضرر بالمواقع العسكرية الإسرائيلية بعدما اطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار في أول هجوم مباشر لها، قد يدفع طهران بالسعي إلى الحصول على رادع أكثر قوة .
وذكرت الصحيفة أنه قبل الضربة المباشرة هذا الشهر، كانت إيران تواجه إسرائيل في المقام الأول عبر شبكة من الوكلاء الإقليميين واستخدمت التهديد بإشراك تلك الميليشيات، وخاصة حزب الله في لبنان، لردع أي عمل من جانب إسرائيل، إلا أن التحديات في السيطرة على شبكة الوكلاء وتشغيلها، والتي لا تتوافق مصالحها دائمًا مع مصالح طهران، يمكن أن تزيد أيضًا من الضغط على إيران للسعي للحصول على قنبلة نووية .
وأشارت الصحيفة إلى أن عددا من المراقبين عن كثب للتطوير النووي الإيراني أكدوا منذ فترة طويلة أن كبار قادة البلاد يعتقدون أن تكاليف بناء قنبلة نووية تفوق فوائد امتلاكها، وباعتبارها قوة نووية تملك قدرات أسلحة في متناول اليد، فإن إيران تتمتع بالفعل بقدر كبير من قوة الردع من دون المجازفة بالحرب التي قد تندلع إذا تم الكشف عن محاولة لصنع قنبلة نووية .
ومع ذلك رأت الصحيفة أن هذه الأطروحة اهتزت هذا العام، فمع تصاعد التوترات مع إسرائيل، أدلى كبار المسؤولين الإيرانيين بسلسلة من التصريحات أشارت إلى أن طهران تقترب من إتقان الجوانب الفنية لصنع قنبلة نووية، كما غذى المسؤولون الإيرانيون مثل هذا التفكير بنمط من الإشارات إلى القدرات شبه النووية التي تمتلكها البلاد .
ونقلت الصحيفة عن أجهزة المخابرات الأمريكية ومسؤولين دوليين قولهم في شهر مارس الماضي إنهم لا يعتقدون أن إيران استأنفت برنامج الأسلحة النووية الذي يُعتقد أنها اتبعته في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ومع ذلك، فقد تقدمت البلاد على عدة جبهات ضرورية لتطوير قنبلة نووية، من خلال الدراسات والأنشطة التي تقول إنها أعمال مدنية .
كما نقلت عن ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث، قوله إن الأمر سيستغرق ستة أشهر فقط حتى تتمكن إيران من تصنيع عدد قليل من القنابل الأساسية التي يمكن إيصالها بواسطة الشاحنات أو السفن.
وقبل ساعات من الرد الإسرائيلي على إيران، قال ضابط كبير في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني إن طهران يمكن أن تتراجع عن ضبط النفس بشأن بناء قنبلة إذا ضربت إسرائيل منشآتها النووية.
واستهدف رد إسرائيل المحدود أهدافا حول أصفهان، حيث تمتلك إيران منشآت نووية، لكنها لم تهاجم تلك المواقع بشكل مباشر، كما نقلت الصحيفة عن راز زيمت، كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي قوله: “إن التصعيد بين إيران وإسرائيل قد يعزز الدعوات الإيرانية للتسلح، في حين أن مخاطر مثل هذه الخطوة لا تزال تفوق المزايا، فمن المرجح أن تعيد القيادة الإيرانية النظر في نهجها النووي أكثر من ذي قبل”.
وتابعت الصحيفة أن عواقب محاولة صنع قنبلة قد تكون وخيمة وقد تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمنع طهران من إنتاج أسلحة نووية كما قال مسؤولون إسرائيليون إنهم سيتحركون عسكريا لمنع إيران من تصنيع قنبلة نووية.
ووفقا للصحيفة، فأنه يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، لكنها تنتهج سياسة عدم تأكيد أو نفي وجودها على الإطلاق.
ورأت الصحيفة أنه من المرجح أن يؤدي تطوير إيران للأسلحة النووية الأساسية – أو حتى تقديم دليل على إجراء تجربة نووية ناجحة تحت الأرض – إلى التعجيل بأزمة دولية وتعقيد الرد العسكري.
المصدر: أ ش أ