تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن فرض عقوبات على إحدى كتائب الجيش الإسرائيلى بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في الضفة الغربية وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها .
ونقل موقع أكسيوس عن مصادر أمريكية رفيعة أنه يتوقع أن تفرض وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات على كتيبة “نيتسح يهودا”، وسيحظر عليها الاستفاد من تلقي أي نوع من المساعدات أو التدريب العسكري الأمريكي.
وترجح المصادر أن فرض العقوبات سيكون بموجب قانون ليهي الذي صدر عام 1997 ويحظر وصول المساعدات الأمريكية إلى وحدات الأمن والجيش التي ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأشار مصدر إلى أن قرار الخارجية الأمريكية بشأن كتيبة “نيتسح يهودا”، يرتبط بسلوكياتها وحوداث وقعت قبل السابع من أكتوبر، تركزت في الضفة الغربية.
فما هي كتيبة “نيتسح يهودا” ؟
تتبع كتيبة “نيتسح يهودا” لواء كفير التابع للجيش الإسرائيلي ، ويعود تأسيسها إلى عام 1999 وكانت تعرف باسم “ناحال حريديم” حيث كانت تتكون من جنود من الأرذوكس المتشددين الذي يعرفوا باسم “الحريديم”.
الكتيبة الأولى “ناحال حريديم” كانت تضم 30 جنديا، ضمن مشروع بدأته منظمة “نيتسح يهودا” بالتعاون مع وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، بحسب موقع المنظمة.
ويهدف هذا المشروع إلى دمج أكبر للجنود الأرذوكس المتشددين “الحريديم” داخل الجيش الإسرائيلي.
واسم “نيتسح يهودا” هو اختصار لعبارة “الشباب العسكري الحريدي” بحسب المنظمة، إذ سميت بيهودا على اسم مؤسس الكتيبة يهودا دوفدفاني.
وأشارت المنظمة إلى أن كتيبة “نيتسح يهودا” تعمل في قطاعين في رام الله وجنين.
ولواء كفير الذي تتبعه كتيبة نيتسح يهودا هو جزء من الفرقة 99 في الجيش الإسرائيلي والتي تعرف باسم “فرقة مشاة النار”، والتي تتميز بقدرات قتالية متعددة، والتي يعول عليها للقتال في ساحات المعارك في “لبنان وسوريا وغزة”.
والكتيبة التي تأسست بنحو 30 جنديا يخدم فيها الان حوالي 1000 جندي ضمن جميع المراحل بين التدريب أو السرايا القتالية ، إذ يخدم الجنود ما مجموعه عامين وثمانية أشهر ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي.
ويدخل المجند في دروة تدريبية لثمانية أشهر، تليها خدمة كمقاتل لـ16 شهرا، ويحق للجندي الحريدي الحصول على سنة دراسة بعد عامين من الخدمة في الجيش، لتمكنيه اكمال شهادة الثانوية العامة واكتساب مهنة يعتاش عليها.
ويتم التعامل معهم بمسارات خاصة لتلبية احتياجاتهم بالفصل بين الجنسين، والالتزام الصارم بأداء الصلاة، ومنحهم ساعات للصلات، والتواصل مع الحاخامات.
وتشير منظمة “نيتسح يهودا” إلى أن غالبية المنتمين لهذه الوحدة في الجيش الإسرائيلي من اليهود الأرذوكس الذين ينضمون لما يرونه أول “كتيبة قتالية حريدية”.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعد الغضب في إسرائيل حيال إعفاء اليهود المتشددين “الحريديم” المعفيين من الخدمة العسكرية في الجيش، على عكس غالبية مواطني إسرائيل.
تبلغ مدة الخدمة العسكرية في إسرائيل حوالى ثلاث سنوات للرجال وسنتين للنساء وهي خدمة إلزامية.
ويدير منظمة “نيتسح يهودا” التي تشجع على تجنيد الحريديم ضابط احتياط برتية ميجور فى قوات المشاه بالجيش الإسرائيلي يدعي يوسي ليفى و يبلغ من العمر 33 عاما .
وعلى مر السنوات أصبحت هذه الوحدة وجهة للعديد من “شباب التلال”، المستوطنين اليمينيين المتشددين الشباب الذين لم يتم قبولهم في أي وحدة قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي بحسب أكسيوس.
و”شباب التلال” أو “شبيبة التلال” هو تيار يميني متطرف متهم بارتكاب هجمات ضد الفلسطينيين، وفقا لوكالة فرانس برس.
وبحسب دراسة بعنوان “شباب التلال والإعلام الجديد”، فإن هذا التيار يطلق على “الشباب اليهود المتدينين في إسرائيل، والذين يعيشون منفصلين عن عائلاتهم في بؤر استيطانية غير قانونية، أقيمت على قمم التلال في جميع أنحاء يهودا والسامرة”.
ويقدر عددهم بالمئات، لكن من الصعب الحصول على صورة دقيقة، إذ لا توجد مؤسسات رسمية مرتبطة بهذه المجموعة، ولا توجد هيئة تنظيمية تشرف على نشاطهم، ومعظم المنتسبين لها ينحدرون من عائلات تنتمي للحركة الصهيونية الدينية “داتي لئومي”.
ويعيشون حياة قائمة على “التوتر المستمر والصراعات العنيفة” مع السكان الفلسطينيين، حيث نسبت العديد من “الأعمال الإرهابية” ضد الفلسطينيين إلى “شباب التلال”، إذ ألحقوا أضرارا بممتلكات الفلسطينيين وتسببوا في إصابات للعديد منهم، وقتلوا بعضهم.
وذكرت “بروبوبليكا” أن لجنة خاصة تابعة لوزارة الخارجية حققت في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان بناء على قانون ليهي أوصت قبل أشهر بأن يستبعد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن العديد من وحدات الجيش والشرطة الإسرائيلية التي تعمل في الضفة الغربية من تلقي المساعدات الأميركية.
فرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على مستوطنين إسرائيليين، وكيانات تابعة لهم، لتورطهم في أعمال “تقوض السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية”، وفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية.
بدأت وزارة الخارجية الأميركية التحقيق في كتيبة نيتسح يهودا في أواخر عام 2022 بعد تورط جنودها في عدة حوادث عنف ضد المدنيين الفلسطينيين، وإحدى الحوادث كانت وفاة الأمريكي الفلسطيني عمر الأسد البالغ من العمر 80 عاما في يناير 2022 بحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس.
واعتقل جنود “نيتسح يهودا” الأسد عند نقطة تفتيش في قريته في الضفة الغربية في وقت متأخر من الليل وبعد أن رفض الخضوع للتفتيش، كبل الجنود يديه وكمموه وتركوه على الأرض في البرد تم العثور عليه ميتا بعد بضع ساعات.
وفي يناير 2023، نقلت الكتيبة من الضفة الغربية إلى هضبة الجولان. وذكرت صحيفة “هآرتس” في ذلك الوقت أن القرار كان نتيجة للعديد من الحوادث التي استخدم فيها جنودها العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، ولكن في مطلع العام الحالي بدأت هذه الكتيبة بالقتال في غزة بحسب تقرير لصحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية.
المصدر : وكالات