قالت صحيفة القدس إن فلسطين تحي اليوم الذكرى الثامنة والأربعين ليوم الارض الخالد في الذاكرة الوطنية ، حيث يشكل يوم الارض احد المعالم البارزة في السجل النضالي الحافل للشعب الفلسطيني ، وهو اليوم الذي أكد فيه شعبنا تمسكه بأرض الآباء والأجداد والتشبث بالهوية الوطنية والقومية وحق الدفاع عن الوجود الفلسطيني الراسخ والثابت على هذه الارض .
يأتي يوم الارض هذا العام وإسرائيل تواصل عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية ، بما في ذلك القتل والقصف والتدمير والحصار والاعتقال ، وفي ظل استمرار سياسة تهويد الارض الفلسطينية والاستيلاء عليها واقامة المستوطنات بسياسة استعمارية اقرها المؤتمر الصهيوني الاول في بال بسويسرا عام ١٨٩٧ حيث دأب الكيان المحتل على ممارسة سياسة تهويد ارضنا ومصادرتها ومحاولة اقتلاعنا منها ، وشكلت هذه الممارسات واحدة من اهم الركائز التي سعى الاحتلال لفرضها كواقع ، لتأتي هبة يوم الارض عام ١٩٧٦ بعد سنوات من احكام منع التجول والتنقل واجراءات القمع وعمليات اغتصاب الأراضي الفلسطينية في الداخل المحتل ، على شكل احتجاجات ومظاهرات عارمة شهدت اضرابا شاملا في معظم بلدات وقرى الداخل ، بعد استشهاد ابن عرابة البطوف خير احمد ياسين في التاسع والعشرين من اذار للعام ١٩٧٦ ، وفي اليوم التالي ارتقى خمسة شهداء ، ثلاثة منهم من سخنين وشهيد من دير حنا وشهيد من نور شمس وارتقى في قرية الطيبة .
بداية الاحداث تعود إلى إعلان حكومة اسحق رابين عام ١٩٧٥ عن خطة لتهويد منطقة الجليل على اراض تعود ملكيتها للمواطنين العرب الفلسطينيين تحت مسمى ( مشروع تطوير الجليل) وفي ٢٩ شباط ١٩٧٦ صادقت حكومة الاحتلال على مصادرة ٢١ الف دونم من بلدات سخنين وعرابة البطوف ودير حنا وعرب السواعد لتخصصها لبناء المزيد من المستوطنات ، لتجتمع لجنة الدفاع عن الأراضي المنبثقة عن لجان محلية افرزها اجتماع الناصرة في العام ١٩٧٥ واتفق على إعلان اضراب عام وشامل لمدة يوم واحد في ٣٠ اذار ١٩٧٦ ، وسارعت حكومة الاحتلال لإعلان حظر التجول على قرى سخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وطمرة وكابول واعتبرت المظاهرات الفلسطينية غير قانونية وهددت بإطلاق النار ،لتخرج مسيرات عمت فلسطين التاريخية من الجليل شمالا إلى النقب جنوبا ، وجاء الرد الاسرائيل الدموي بقيادة الجنرال رافائيل ايتان حيث تم إطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين فاستشهد ستة واصيب العشرات على مدى يومين ..
كان يوم الثلاثين من مارس ، ثمرة لتصاعد النضال الوطني في الجليل ، عنوانه التمسك بالارض الفلسطينية والحفاظ عليها فلسطينية عربية خالصة ، وتفنيد الرواية الاسرائيلية التي تعتقد ان الكبار عندما يموتون فان الصغار سينسون ، لتبقى هذه الذكرى خالدة في الأجندة الفلسطينية ليومنا هذا يتذكرها الصغار ايضا وفي المستقبل سيورثون الذكرى الخالدة لمن يأتي بعدهم .
يوم الارض لا يقتصر فقط على هذا التاريخ فمعركة الارض متواصلة كل يوم وكل ساعة وكل لحظة في ضوء مصادرة حكومة الاحتلال للأرض الفلسطينية بشكل متواصل ، ونهب خيراتها وبناء المستوطنات والمستعمرات عليها وهدم المنازل الفلسطينية وتهجير السكان ، في ظل استمرار العدوان …
ساهم يوم الارض بتوحيد الصف الفلسطيني وتكاتفه في الداخل على المستوى الجماهيري حيث تحيي الجماهير العربية هذا اليوم بمسيرات تؤكد على اهمية رفع راية التحدي في وجه المحتل واستمرار النضال للحفاظ على الارض الفلسطينية لأن ( على هذه الأرض ما يستحق الحياة )..
واختتمت الصحيفة ب: عاش يوم الارض الخالد في قلوب ووجدان الفلسطينيين ..وسيبقى عصيا على النسيان للأبد .