قالت الصحيفة إنه كان لافتاً أن تقوم إسرائيل بأكبر عملية مصادرة للأراضي الفلسطينية منذ اتفاقية أوسلو عام1993 بالتزامن مع الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، وفي ذروة حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، بما يعد تحدياً سافراً للولايات المتحدة وللمجتمع الدولي الذي أكد في أكثر من قرار صدر عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة عدم شرعية مصادرة الأرض والاستيطان وتغيير التركيبة الديمغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش أعلن مصادرة هذه المساحة من الأرض في خطوة وصفها بأنها «كبيرة ومهمة للاستيطان» في المنطقة الواقعة على السفوح الشرقية للضفة الغربية. وسوف تستخدم لبناء مئات الوحدات السكنية، بالإضافة إلى منطقة مخصصة للصناعة والتجارة والتوظيف.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تحث الخطى على توسيع الاستيطان والتهويد ومصادرة الأرض وتهجير الفلسطينيين بعد مصادرة بيوتهم من أجل التعجيل بتغييروأضافت الديمغرافيا واستيراد المزيد من المستوطنين وزرعهم في الأرض الفلسطينية، تنفيذاً لقانون «يهودية دولة إسرائيل» الذي أقره الكنيست عام 2018 الذي يعطي اليهود فقط «حق تقرير المصير»، والحق «لكل يهودي في الهجرة إلى إسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية»، ومن أجل استيعاب اليهود الجدد تتم مصادرة الأرض الفلسطينية، باعتبارها «يهودا والسامرة» اليهودية، وفقاً للبند السادس من القانون الذي يقول «تعمل الدولة على تجميع شتات اليهود في الخارج وتعزيز المستوطنات الإسرائيلية في أراضيها (الضفة الغربية) وتوفير المواد لذلك».
إسرائيل تعلن يومياً أنها لن تقبل بقيام دولة فلسطينية «تهدد وجودها»، ولا تعترف بالشعب الفلسطيني أصلاً. بل هي لا تعترف بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.. فمن يقيم هذه الدولة الفلسطينية؟ وأين ستقام؟ وهل تركت إسرائيل مكاناً لتقوم عليه؟!
واختتمت الصحيفة إن إسرائيل تخوض حرباً على أكثر من جبهة، حرب إبادة في غزة، وحرب على الأرض لتغيير الديمغرافيا من خلال تسريع الاستيطان ومصادرة الأرض باعتبارهما حرب وجود.