علقت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية على احتدام المعارك أمس الأحد بين القوات الإسرائيلية وحماس حول مستشفى ناصر في خان يونس ومستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب عشرات الأهداف، مشيرا إلى أنه سبق وأن خاضت القوات الإسرائيلية معارك في نفس الأماكن في الأشهر الأخيرة وقالت إن تشكيلات حماس في تلك المناطق قد هُزمت وتم تفكيكها.
وقالت الصحيفة -في تقرير عبر موقعها الالكتروني- إن الجهود الحربية الإسرائيلية في غزة تمت عرقلتها بسبب عدم وجود خطة حول كيفية تحقيق الاستقرار في القطاع بعد قمع مقاتلي حماس. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوات شركاء إسرائيل الدوليين -بما في ذلك الولايات المتحدة والدول العربية- لإصلاح السلطة الفلسطينية من أجل إدارة غزة.
وأضافت الصحيفة أنه في ظل غياب سلطة مدنية لاستعادة النظام والأمن والخدمات الأساسية، ومع عدم وجود رغبة لدى الجيش الإسرائيلي لإعادة احتلال القطاع بالكامل بقوات على الأرض، انزلقت مساحات واسعة من غزة نحو الفوضى. ويعوق انعدام الأمن إيصال المساعدات الإنسانية، مما يساهم في تفاقم أزمة الجوع التي تقول جماعات الإغاثة الدولية إنها تدفع سكان غزة إلى شفير المجاعة .
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أنه في الوقت نفسه، أثار القتال حول المستشفيات مخاوف بشأن تأثير ذلك على النظام الطبي المتعثر بالفعل. وقد ساعد الفراغ الأمني وفراغ حكم، جهود حماس للعودة إلى المناطق التي أخلتها القوات الإسرائيلية.
ومضت الصحيفة تقول إنه مع عدم وجود نهاية للحرب تلوح في الأفق، يتحول نمط الغارات المتكررة على مستشفيات وأحياء غزة إلى محنة لا نهاية لها للمدنيين ومصدر لنشوب توترات دبلوماسية متزايدة بين إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن إدارة بايدن تضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب قريبا، وذلك تحسبا من تفاقم التداعيات السياسية الدولية والمحلية للصراع شديد الاستقطاب. فقد أحدثت الحرب الإسرائيلية في غزة انقساما بين الناخبين الذين يحتاج الرئيس بايدن إلى دعمهم في محاولة إعادة انتخابه في نوفمبرالمقبل.
وجاء الغزو الإسرائيلي لغزة في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر جنوب إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص، وفقا للسلطات الإسرائيلية، في حين أسفر الرد العسكري الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 32 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت سابق من هذا العام إن الحرب ستدخل مرحلة طويلة من الغارات ضد نقاط المقاومة المتبقية لحماس في شمال غزة.
ورأت الصحيفة أنه مع ذلك، تتزايد الانتقادات في إسرائيل وبين حلفائها الدوليين والتي تشير إلى أن المجهود الحربي يعاني من الركود. ولا يزال أكثر من 100 رهينة إسرائيلية ـ من بينهم الكثير ممن يُعتقد أنهم لقوا حتفهم- محتجزين في غزة، وذلك على الرغم من أشهر من العمليات العسكرية والمفاوضات التي تهدف إلى إطلاق سراحهم. ولم تحدد إسرائيل بعد مكان زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي ساعد في تنسيق هجوم 7 أكتوبر.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)