تناولت صحيفة الخليج الإماراتية حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة بعد سبعة أشهر .
وتقول الصحيفة أن حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة بعد سبعة أشهر تدخل مرحلة جديدة من التصعيد بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي يسعى للتجديد، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يسعى لاستعادة الرئاسة.
وترى الصحيفة أن التصعيد هذه المرة رفع سقفه ترامب إلى حد بات يثير المخاوف والقلق من دخول الولايات المتحدة مرحلة من الصراع يتجاوز الخلاف السياسي السلمي إلى دخولها في “حمّام دم” لوّح به المرشح الجمهوري في حال عدم فوزه.
وتقول الصحيفة أن ترامب اعتبر في خطاب له خلال تجمع انتخابي في فانداليا بولاية أوهايو، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون “أهم موعد” في تاريخ البلاد؛ لأنها تشكل “نقطة تحوّل”، وحذر من أن عدم فوزه سيعني نهاية محتملة للديمقراطية الأمريكية، وقال: “إذا لم نفز بهذه الانتخابات، فلا أعتقد أنه ستجري انتخابات أخرى في هذا البلد”، لكن الأخطر هو قوله “إذا لم أُنتخب، فسيكون ذلك حمام دم للجميع، سيكون هذا أقل ما في الأمر، سيكون حمام دم للبلاد.. لكنهم لن يتمكنوا من بيع هذه السيارات”.
وترى الصحيفة أن تصريحات ترامب أثارت موجة من ردود الفعل الغاضبة، خصوصاً لدى الحزب الديمقراطي. إذ وصفت حملة بايدن الرئيس الجمهوري السابق بأنه “خاسر” في انتخابات 2020، و”يضاعف تهديداته بالعنف السياسي”، معتبرة أن ترامب “يريد 6 يناير آخر، لكن الشعب الأمريكي سيلحق به هزيمة انتخابية أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لأن الناخبين يواصلون رفض تطرفه وحبه للعنف وتعطشه للانتقام”.
وتقول الصحيفة أنه رغم أن حملة ترامب أوضحت أنه كان يتحدث عن عمال صناعة السيارات، وأنه كان يعني بأن “سياسات بايدن ستخلق حمام دم اقتصادياً لصناعة السيارات والعاملين فيها”، لكن الديمقراطيين لم يقتنعوا بهذا التبرير، وقال جيمس سينجر، المتحدث باسم حملة بايدن: “هذا هو دونالد ترامب، إنه يريد 6 يناير آخر”، وقالت رئيسة مجلس النواب السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسى: “تنبؤ ترامب بحمام دم، ماذا يعني كل ذلك؟ سوف يكون هناك حمام دم. هناك شيء خاطئ هنا. أنا أحترم الشعب الأمريكي وطيبته، ولكن كم يجب أن يرى من ترامب كي يفهم أنه لا يعكس قيم بلدنا؟ إنه يمتدح هتلر، إنه يمتدح الروس”.
بعضهم يرى أنه تم إخراج كلام ترامب عن سياقه، فهو كان يقصد “حمام دم اقتصادياً” وليس تحريضاً على العنف السياسي، لأنه كان يتحدث لعمال السيارات، ويخبرهم عن الانكماش الاقتصادي الذي يمكن أن يحدث لهم.
ووفقاً لقاموس ميريام ويبستر المعروف، فإن كلمة “حمام الدم” تعني “مذبحة عظيمة، أو صراعاً شرساً، أو عنيفاً، أو مدمراً”. أما التعريف الثاني، فيشير إلى أنه كارثة اقتصادية كبرى”، لذلك تم تفسير كلام ترامب وفقاً للأهواء الشخصية التي تصب في مجرى هدف سياسي.
وختمت الصحيفة أنه وفي كل الأحوال، فإن ترامب الذي يواجه تهمة التحريض على العنف جراء الهجوم على مبني الكابيتول بعد خسارته انتخابات عام 2020، من بين تهم أخرى موجهة إليه، لا يزال يثير المخاوف من أن يؤدي وصوله إلى البيت الأبيض في حال فوزه إلى خلخلة الأسس الاجتماعية للولايات المتحدة، إضافة إلى الأسس السياسية القائمة على توازن السلطات، وتصاعد المد العنصري والشعبوي، وإطلاق العنان لحملة شعواء ضد المهاجرين، ومخاوف من قطيعة بين ضفتي الأطلسي، ومع المؤسسات والمنظمات الدولية.
المصدر: وكالات