أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج اليوم /الاثنين/ أسماء الأمهات الفائزات في مسابقة الأم المثالية لعام 2024، وهي المناسبة السنوية التي تلقي بمزيد من الضوء على رحلات من العطاء الممتد الذي يضيف لرصيد عظمة المرأة المصرية؛ التي تحتضن أسرتها وترعاها حتى تصل بها إلى بر الأمان، ولعل تأكيد القيادة السياسية على أهمية دور المرأة المصرية أثرى الاحتفاء السنوي بيوم المرأة المصرية وعيد الأم، وأسهم في دفع مؤسسات الدولة إلى تعزيز الاهتمام بالمرأة المصرية.
وجاءت في المركز الأول أنيسة فريد منصور الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية من محافظة الدقهلية، وهي أرملة منذ 41 عاما وهي معلمة بالمعاش ولديها ابنان الأول دبلوم معهد فني تجاري والثاني عقيد بالقوات المسلحة، تزوجت الأم في سن مبكرة عام 1968م من زوجها الذي كان يعمل (مساح) بمشروع بأحد المطارات يتبع لأحدى شركات المقاولات وأنجبا ولدين، ولكن بعد عامين ونصف العام من زواجهما توفي الزوج أثناء العمل تاركاً ابناً أكبر عمره سنة وابن أصغر عمره شهر واحد، وبدأت قصة كفاح الأم عندما كانت في الثامنة والعشرين من عمرها، عادت الأم إلى قريتها (محل الميلاد) مع أطفالها واستأجرت منزلاً بسيطا، لتقيم مع والدتها المريضة لم يكن لديها من يقف بجانبها هي وأطفالها لأنها يتيمة الأب ووالدتها مريضة، أصرت الأم على تحسين مستواها التعليمي بهدف تحسين دخلها، حيث أنها حاصلة على دبلوم ثانوي صناعي أكملت دراستها وحصلت على دبلوم معلمات وخلال فترة دراستها عملت بالأشغال اليدوية و تم تعيينها بإدارة تعليمية، وقامت الأم برعاية نجليها إلى أن انهيا مراحل التعليم المتوسط والجامعي بجانب رعايتها لوالدتها المسنة مريضة السكر والتي تم بتر أجزاء من أطرافها وظلت ترعى أبناءها بجانب رعايتها لأمها لمدة عشرين عاما حتى توفاها الله.
سافر الابن الأكبر إلى دولة عربية وأسس حياة مستقرة ومشروعا خاصا ومع الأحداث خسر كل شيء وعاد لوطنه، فوقفت الأم بجانبه وأعطته ما ادخرت من مكافأة نهاية الخدمة، أما الابن الثاني فهو ضابط بالقوات الجوية وحاصل على بكالوريوس تجارة ومتفوق في مجاله، وتعاني الأم الآن من تبعات مرض السكر حيث تعاني من تأكل العظام في الفك العلوي والسفلي ولا يوجد أي أسنان وجروح وتقرحات في الأطراف وضعف البصر.
وحصلت على المركز الثاني وفاء أحمد محمد على من محافظة كفر الشيخ وهي أرملة منذ 32 عاما، حيث بدأت معاناة الأم عندما أرغمها والدها على ترك التعليم بسبب ظروف المعيشة حيث كان غير قادر على تحمل مصاريف الدراسة فتركت الدراسة وساعدت والدتها في أعمال المنزل وتربية إخواتها، تزوجت الأم في عمر الثالثة والعشرين عام 1987، من زوج يعمل بمنطقة التأمينات الاجتماعية، وعاشت حياة مليئة بالمعاناة حيث تعرض الزوج لأزمة مالية شديدة اضطرت لبيع أثاث ومحتويات المنزل للوقوف معه في أزمته توفي الزوج بعد خمس سنوات من الزواج تاركاً لها ثلاثة أولاد ولم يترك لأسرته سوي معاش بسيط جدا.
وعملت الأم في الخدمات معاونة حتى تستطيع الإنفاق على أبنائها وخلال هذه الفترة استكملت دراستها حتى حصلت على دبلوم فني صناعة ثم قامت بتسوية حالتها في العمل إلى فني هندسة، توفي شقيقها ثم خلال شهر توفت زوجته أيضا وتولت تربية أربعة أولاد أكبرهم بالصف الأول الجامعي وأصغرهم بالصف الثالث الإعدادي وكانت نعم العمة ونعم الأم حتى تخرجت الابنة الكبرى من الجامعة وعينت معيدة والثلاثة الآخرون صيدلة ولغات وترجمة وتربية.
كافحت الأم كثيرا حتى يستكمل أبناؤها أيضا التعليم وحصلت الابنة الأولى على ليسانس حقوق وتم تعيينها باحث قانوني بإحدى الجهات الحكومية، وأصبح الابن الثاني نقيبا بحريا بالقوات المسلحة، وحصل الابن الثالث على ليسانس أصول دين وتم تعيينه إمام وخطيب مسجد.
وجاءت تيسير محمود دهيم محمد من محافظة مطروح في المركز الثالث على مستوى الجمهورية، وهي أرملة منذ 24 عاما، تعمل مدرسة بإحدى المدارس الحكومية، تزوجت عام 1985م من موظف بإحدى الجهات الحكومية وأنجبت منه 3 أبناء الأول سنة 1985م والثاني عام 1986م والثالث 1990م.
أقامت الأم في بداية زواجها بإحدى المدن ثم انتقلوا إلى محافظة أخرى عام 1994م حيث كان الأبناء في ذلك الوقت الابن الأول والثاني بالمرحلة الابتدائية والثالث بمرحلة رياض الأطفال، كانت الأم تقوم برعاية أبنائها وزوجها وتأدية عملها وكانت حياتهم هادئة حتى عام 2000 أصيب الزوج بجلطة في القلب وبدأت رحلة العلاج بمحافظة أخرى تبعد مسافة كبيرة بسبب عدم توافر هذه التخصصات بالمحافظة المقيمين بها آنذاك، قامت الأم بمساندة زوجها والوقوف بجانبه خلال فترة العلاج فقاموا بعمل عدة عمليات متتالية فبدأت بالقسطرة الاستكشافية، حيث وجدوا أن الزوج مصاب بتصلب في الشرايين مما استوجب استمرار عمل القسطرة بصفة دورية لمتابعة الحالة.
في ظل هذه الضغوط ومراعاة الأم لزوجها وأبنائها والقيام بعملها حصلت على بكالوريوس العلوم والتربية عام 2001 حيت كانت حاصلة على دبلوم معلمات في عام 2009 وجد الأطباء ضرورة إجراء عملية بالقلب للزوج نظراً لتدهور حالته الصحية بشكل سريع، ثم إلى عملية زراعة شرايين، حيث انتشرت الجلطات في أماكن مختلفة.
كانت الأم في ظل هذه الأحداث تلعب دورًا رئيسيًا في توفير الدعم والحب والاستمرارية لأفراد الأسرة ومواجهة هذه التحديات والضغوط فكانت تقوم بدورها كأم وأب في نفس الوقت وتسعى للمحافظة على استقرار الحياة الأسرية على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها في رعاية زوجها والاهتمام به والسفر معه بشكل مستمر لاستكمال علاجه والقيام بمهام عملها كمدرسة بالإضافة إلى الاهتمام بأبنائها الثلاثة حتى تخرجهم فالأول حصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية والثاني تخرج في الكلية الحربية والثالث حصل على بكالوريوس هندسة حاسب آلي ومعلومات.
وفي ظل هذه الأحداث استشهد ابنها الأوسط، أثناء تأدية واجبه الوطني، وهنا يظهر دور الأم في الصمود أمام هذه الأحداث القاسية، وفقدان ابنها الشهيد فبالرغم من شدة الألم استمرت في دعم باقي أفراد عائلتها وإظهار القوة النفسية والمثابرة في التغلب على الألم.
وفازت بلقب الأم المثالية لعام 2024 عن محافظة القاهرة عايدة سعيد أبادير روفائيل وهي أرملة منذ 15 عاما، تزوجت الأم وهي تبلغ من العمر 24 عاماً والزوج كان يعمل في الأعمال الحرة وكان دائما ما يواجه المصاعب والخسائر في عملة، تحملت الأم معه الكثير ورزقها الله بثلاثة أبناء وكانت تعاني من ضيق الحال وعدم توافر النفقات.
باعت الأم كل ما تملك من ذهب ومحتويات للمنزل المساعدة زوجها، وقاموا باستئجار منزل صغير للإقامة به إلى أن توفي الزوج عن عمر يناهز 47 عام تاركاً الابنة الأولى بعمر 19 عاما والثانية بعمر 15 عاما والابن الأخير 12 عاما وأصبحت الأم تواجه بمفردها مصاعب وتحديات الدهر وكانت لا تعرف أي شيء عن أعمال زوجها وكان عليها عبء توفير احتياجات أبنائها المادية للتعليم والسكن.
بدأت الأم من الصفر وعملت بالجمعيات الأهلية وكانت تواصل الليل بالنهار لتساعد أبناءها على الرغم من مرضها حيث إنها كانت تعاني من انزلاق غضروفي وفقد الحاسة السمع نتيجة سبب وراثي كانت الأم لأبنائها هي خير السند والداعم الأساسي؛ فحصلت الابنة الكبرى على بكالوريوس صيدلة والابنة الثانية حصلت على ليسانس حقوق والابن الأخير حصل على بكالوريوس صيدلة ومازالت الأم تكافح على الرغم معاناتها.
بينما فازت بلقب الأم المثالية عن محافظة الجيزة لهذا العام فرح حسين عبدالقادر، وهي أرملة منذ 22 عاما، بدأت قصة كفاح الأم منذ أن كانت في العشرينيات من عمرها عندما طلقها زوجها بسبب عدم الأنجاب، ثم تقدم لها زوج لديه 4 أبناء أيتام فقدوا والدتهم، فوافقت رغبة منها في رعاية الأبناء.
وكانت الأسرة مكونة من أربعة أبناء ولد حاصل على دبلوم صناعة وطفلتين في سن العاشرة والسابعة بالإضافة إلى طفل عمره خمس سنوات كان يعاني من مرض مناعي عانت معه كثيرا في المستشفيات، قامت بتشجيع الأب على شراء قطعة أرض بدلا من الشقة التمليك التي يسكنوا فيها وذلك لتؤمن مستقبل الأولاد لدرجة أنها ساعدت الأب بنفسها في بناء المنزل حتى أنها كانت تجمع الطوب الكسر من المصانع وتكمل هي البناء بنفسها.
أصيب الزوج بجلطة في الجانب الأيسر من جسمه فكانت تقوم برعايته حتى توفاه الله عام 2002 عن عمر يناهز 72 سنة.
وعند زواج البنتين قامت ببيع أثاث منزلها واقترضت الأموال من أسرتها وكانت تعمل على تربية الطيور وبيعها للجيران، وقامت بتشجيع الأبناء على الزواج والاستقرار.. توفي الابن الأكبر وكان عمره 53 عاما تاركا لأمه أبناءه الثلاثة فقامت برعايتهم وتربيتهم حتى أصبح الابن الأول طبيب والابن الثاني مهندس والابن الثالث بالصف الثاني الثانوي استمرت رعايتها للأحفاد سعيدة بما أنجزته لوجه الله.