تصاعد الأحداث في الجنوب اللبناني .. جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف لبنانيين والمقاومة ترد بـ60 صاروخا
يثير التصعيد فى جنوب لبنان الكثير من المخاوف، خاصًة مع تزايد وتيرته واتساع رقعته، ما دفع المبعوث الأمريكى أموس هوكشتاين لزيارة إسرائيل ولبنان وإجراء محادثات مع المسئولين للوصول لاتفاق يكفل وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
فى الوقت نفسه، كشف رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، عن محادثات غير مباشرة ستعقد في رمضان لبحث التهدئة في المناطق الحدودية، مؤكدا تمسك لبنان بالقرار 1701 كاملا شرط أن توقف إسرائيل انتهاكاتها والتي بلغت 35 ألف انتهاك منذ العام 2006 حتى الآن.
وقال نجيب ميقاتي، إن المبعوث الأمريكى الخاص آموس هوكستين، قدم مقترحاً بالتهدئة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ويدرسه حالياً رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أن التوتر المستمر مع “حزب الله” على الحدود اللبنانية، يقرب الوضع من “التصعيد العسكري”.
وأضاف ميقاتي، أنه يبحث مع المبعوث الأمريكي خلال الأيام القادمة الموقف الإسرائيلي من مقترح إنهاء تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان، مضيفاً أن تعزيز الجيش اللبناني جزء من اتفاق لإنهاء التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقال ميقاتي، إن الجميع يعمل لتهدئة جبهة جنوب لبنان والمضي نحو استقرار طويل الأمد وطروحات الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين قيد النقاش، وأشار ميقاتي إلى أن عنوان مرحلة الإستقرار التي نسعى للوصول إليها هو آلية لتطبيق القرار 1701.
وعن المفاوضات الجارية بشأن التهدئة، قال تفاهم ” رمضان ” سيكون في غزة والمعلومات تقول إن وقف إطلاق النار هناك سيحصل قبل رمضان، مضيفا أن المفاوضات المرتبطة بجبهة لبنان ستكون خلال شهر رمضان، لافتا لى أن هناك طروحات عديدة على صعيد الترسيم البري (للحدود اللبنانية الإسرائيلية) ولبنان متمسك بكافة أراضيه المحتلة.
وأكد رفض بلاده لأي استقطاع من الأراضي اللبنانية والسعى إلى تحديد الحدود بشكل نهائي وأخير.
وأضاف ميقاتي “أعمل مع رئيس البرلمان نبيه بري للوصول إلى الإستقرار، وأعتقد أنه يتشاور مع حزب الله”، مشيراً إلى أنه عندما تصبح لدينا ورقة خطية بشأن طرح هوكشتاين سأتشاور مع الحزب”، لافتا إلى أن مبادرة هوكشتاين ستحظى مع الوقت بتغطية دولية.
وكشف أنه “سيكون هناك تواصل مع هوكشتاين خلال 48 ساعة من قبل الرئيس بري أو مني للوقوف عند آخر مستجدات الطرح المرتبط بجبهة الجنوب، موضحا أن هوكشتاين يضع الجميع في الأفكار التي يتم طرحها وما يتم وضعه على طاولة البحث يمكن الإتفاق عليه وهناك ثغرات سيتم الحديث بها.
فى سياق التصعيد المستمر على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أوسع هجمات جوية على مناطق واسعة في جنوب لبنان، شملت محافظتي الجنوب والنبطية، وأسفرت عن تدمير منازل وسقوط 3 قتلى مدنيين على الأقل، وذلك بعد ساعات على لقاء المبعوث الأمريكي آموس هوكستين بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تل أبيب التي زارها هوكستين غداة لقاءاته في بيروت.
ونفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة غارات على بلدة حولا، ما أدى إلى تدمير منزلين إلى جانب جريحين بحالة خطرة، كما استهدفت بلدة عيتا الشعب، فضلاً عن تدمير منازل فى مجدل زون وزبقين وجبال البطم وحولا. كذلك، أفيد عن تردد 3 انفجارات عنيفة في قضاء الزهراني وقد وصل صداها في إقليم التفاح والنبطية، ولم تُعرف طبيعة الاستهدافات. وتتوزع البلدات بين مناطق بنت جبيل، وصور، ومرجعيون، والزهراني.
ترافقت الغارات مع قصف مدفعي تعرضت له مناطق الوزاني والعمرة وخراج سردا، ما نتج عنه إصابة شخص من التابعية السورية بجروح نتيجة القصف المعادي على منطقة الوزاني، وفق أفادت الوكالة الوطنية للإعلام” بلبنان.
بالمقابل، أكدت تقارير إسرائيلية استهداف مبانى فى كريات شمونة بإسرائيل، بقذائف صاروخية (60 صاروخا) أطلقت من الجنوب اللبناني، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: عقب تقييم الجيش الإسرائيلي للوضع تم قطع حركة المرور إلى المنارة ومسكاف عام ومرغليوت. كما تحدثت “تايمز أوف إسرائيل” عن إصابة منزل في كريات شمونة بصاروخ أطلق من لبنان من دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله أنه استهدف بعدد من الصواريخ قوة إسرائيلية في موقع بركة ريشا ودمر تجهيزاتها واندلعت النيران فيها. وأعلن أيضا استهداف دبابة ميركافا في مستعمرة نطوعا في أثناء اعتدائها على القرى والمدنيين بصاروخ موجه وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح، كما استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين على تلة الطيحات بالأسلحة الصاروخية وحقق إصابة مباشرة، مؤكداً أن ذلك رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية وخاصة الاعتداء على مدينة بنت جبيل.
ويأتي ذلك غداة مقتل 3 مسعفين تابعين لـ”حزب الله” في قصف مركز لهم في الجنوب. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار ليلاً على بلدتي السلطانية وصديقين، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات الطفيفة في صفوف الأهالي القاطنين بالقرب من الأماكن المستهدفة، نقلوا إلى المستشفيات للمعالجة، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة بالسيارات والممتلكات. كما استهدف منزلاً في مدينة بنت جبيل، مما أدى إلى مقتل مدنى.
المصدر: وكالات