في ندوة بمعرض الكتاب.. أساتذة وشعراء يؤكدون: شخصية طه حسين الأكثر تأثيراً بالقرن العشرين
أكد الأساتذة والشعراء المشاركون في ندوة مشروع “استعادة طه حسين” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم /السبت/، أن إسهامات عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وثيقة الصلة بالمستقبل وأن شخصيته تعد الأكثر تأثيراً في القرن العشرين وأن أفكاره قد تجاوزت زمنه ، واصفين إياه بأنه ظاهرة أضاءت العالم العربي.
وقال الشاعر المسرحي أحمد سراج إن الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي ملأ الدنيا وشغل الناس وأن المتابع لسيرته سيرى أن حياته كله كانت عواصف شديدة نتجت عن شيء واحد وهو طه حسين نفسه.. مشيرا إلى أن طه حسين زرع في نفوس طلابه الثقة والإصرار فهو قائد الفرسان الذي يأمرهم بأن يثبتوا على الخيل ويحارب ويشجعهم ويحميهم ويشركهم في البحث ويدفع بهم إلى التجربة والاختلاف.
وأضاف أن طه حسين كان يطلب من تلامذته أن يقرأوا النصوص بلغته الأصلية بل يترجموها هم ولا يتوقف الأمر عنده على الأدب بل امتد الأمر إلى الظواهر السياسية اللافتة.
وأوضح سراج أن طه حسين سعى مع أساتذته ورفاقه إلى تحويل الجامعة المصرية إلى جامعة معترف بها وينجح مسعاهم وتصبح تابعة لوزارة المعارف ثم ينطلق متوسعا فتكون جامعتا الإسكندرية وأسيوط ولا يتوقف حتى بعد أن سقط مغشيا عليه في إحدى نشاطاته ، لافتا إلى إصرار طه حسين على أن يكون التعليم الثانوي مجانيا.
ووصف سراح ، طه حسين بأنه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدي فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب كثيرا.
وأشار إلى أن طه حسين خاض معركة الحداثة في بدايات القرن العشرين نيابة عن الأمة كلها وحلم بأن تكون مصر هي جنة الله في أرضه وحارب من أجل ذلك.
من جانبه ، قال الدكتور سامي نصار أستاذ أصول التربية بكلية الدراسات العليا للتربية بـ”جامعة القاهرة”،إننا سندور في مجالي التربية والتعليم وهما نفس اهتمام عميد الأدب العربي طه حسين الذي كان تأثيره على المجتمع المصري كله.
وتوقف نصار أمام مؤلف “مستقبل الثقافة في مصر” والذي أنجزه عميد الأدب العربي طه حسين ويعكس قدرته على التجاوب مع قضية التعليم التي كانت أهم شيء في فكره وتعتمد على التماهي بين التعليم والثقافة .. مرجعا ذلك إلى تأثر طه حسين بالثقافة الفرنسية.
وأوضح أنه في هذا الكتاب وضعنا طه حسين بين اختيارين إما أن تكون المدرسة مصنعا لتصنع الآلات أو دارا تتفتح فيه القلوب والعقول والوجدان ، مشيرا إلى أن طه حسين أكد أنه لا فرق بين التعليم والثقافة لمواجهة ما يحدث من تغييرات حولنا.
بدوره، قال أستاذ الأدب والنقد العربي بكلية الآداب جامعة القاهرة سامي سليمان، إن هناك جوانب خفية في شخصية الدكتور طه حسين لم يكشفها التاريخ وتحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة خصوصا أنه صاحب حركة الحداثة في الثقافة المصرية.
وأضاف أن طه حسين عين أستاذا في قسم التاريخ في الجامعة المصري، ثم انتقل الى قسم اللغة العربية كأستاذ للأدب العربي وكان قد حضر إلى الجامعة طالبا منتسبا ومستمعا وكانت إدارة الجامعة وقتها حريصة على نشر الحداثة في مصر وتأثيراتها المجتمعية على الشعب المصري.
وأشار سليمان إلى أن الجامعة كانت ترسل بعثات للخارج خصوصا إلى أوروبا حيث كانت هناك إرادة لدى الجامعة لتحديث مصر وتم إرسال طه حسين لدراسة العلوم التاريخية.
وأوضح أن إدارة الجامعة اشترطت على طه حسين الحصول على درجة الدكتوراه وقام بعمل دراسة عن الشاعر الكبير أبو العلاء المعري وكانت رسالته بدون مشرف وحصل عليها وذهب إلى فرنسا مرة أخرى كما ذكر في سيرته الشخصية في كتاب “الأيام”.
المصدر: أ ش أ