أورد تقرير لصحيفة “غازيتا” الروسية أن صحيفة “بيلد” الألمانية نشرت أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يستعد لمواجهة هجوم روسي واسع النطاق على الجانب الشرقي للحلف، وأن وثيقة سرية لوزارة الدفاع الألمانية تشرح تفاصيل هذا الصراع المحتمل.
وقال التقرير، الذي كتبه لـ”غازيتا” الخبير العسكري الروسي المتقاعد العميد ميخائيل خودارينوك، إن الوثيقة الألمانية تصف تصرفات روسيا والغرب شهرا بعد شهر، والتي بلغت ذروتها بنشر مئات الآلاف من جنود التحالف على الجانب الشرقي مما ينذر باندلاع حتمي للحرب صيف عام 2025.
ويضيف الكاتب أن السيناريو يبدأ في فبراير المقبل بإطلاق روسيا موجة تعبئة عامة أخرى وتجنيد 200 ألف شخص إضافي في الجيش، ويشن الكرملين هجوما على أوكرانيا في الربيع، مما يجبر القوات المسلحة الأوكرانية على التراجع بحلول يونيو القادم.
وبعد ذلك، تبادر روسيا بعدوان خفي ثم تنطلق إلى هجوم علني ضد الغرب في شهر يوليو المقبل. ومن المتوقع حدوث هجمات إلكترونية وأشكال أخرى من الحرب الهجينة خاصة في دول البلطيق. كما ستحدث اشتباكات تستخدمها روسيا كذريعة لإطلاق مناورات واسعة النطاق على أراضيها وفي بيلاروسيا.
ويتفاقم هذا الوضع في أكتوبر القادم في حال نقلت روسيا قوات وصواريخ متوسطة المدى إلى كالينينغراد. واعتبارا من ديسمبر 2024، سيبدأ “صراع حدودي” واضطرابات تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا في منطقة ممر سووالكي (أرض ضيقة بطول 60 كيلومترا على الحدود البولندية الليتوانية التي تحدها بيلاروسيا من جهة وجيب كالينينغراد الروسي من جهة أخرى).
وفي الوقت الذي قد تبقى فيه الولايات المتحدة من دون رئيس لعدة أسابيع بعد الانتخابات، تدعم موسكو بيلاروسيا لغزو أوكرانيا. وفي مايو من عام 2025، يقرر حلف الناتو الرد وينقل 300 ألف عسكري، بينهم 30 ألف جندي ألماني إلى الجبهة الشرقية.
من جانبها، علقت وزارة الدفاع الألمانية على تقرير “بيلد” قائلة: “النظر في السيناريوهات المختلفة، حتى لو كانت غير محتملة إلى حد كبير هو جزء من الشؤون العسكرية اليومية خاصة أثناء تدريب الجيش”.
وافترض تقرير “بيلد” أن روسيا تخطط للقيام بعمليات عسكرية في أوكرانيا حتى عام 2026 والاستيلاء على مدن خاركوف وزاباروجيا ودنيبر، ناهيك عن أنها ستسيطر في 2024 بشكل كامل على جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وتصل إلى نهر أوسكول في منطقة خاركوف.
وبنهاية 2026، يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقا لبيلد، الاستيلاء بالكامل على مناطق دنيبر وبيتروفسك وزاباروجيا وخاركوف. إضافة إلى ذلك، ستواصل القوات المسلحة الروسية عملياتها العسكرية في اتجاه خيرسون، حيث ستتمركز الوحدات والتشكيلات الروسية على طول نهر دنيبر دون احتلال المدينة نفسها.
تعليقا على ما نشرته “بيلد”، شكك المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في امتلاك الصحيفة وثائق تخطيط إستراتيجي حقيقية صادرة عن مقر القيادة العليا لقوات حلف الناتو في أوروبا، نظرا لسرية الإجراءات التي يتخذها الحلف أثناء تطوير وتخزين هذه الخطط والتي تمنع أي تسرب للمعلومات.
وأورد العميد المتقاعد خودارينوك في تقريره أن ما نشرته “بيلد” قد يستند إلى عمل أحد مراكز التحليل المستقلة التي قامت بالعمل نيابة عن وزارة الدفاع الألمانية وقدمت آراءها إلى الإدارة العسكرية الألمانية.
وأضاف أن الصحيفة ربما تكون لديها بعض المعلومات عن بعض الأعمال حول مناورات الجيش الألماني القادمة، وعما إذا كانت التحوطات الحالية من الموارد المادية تتوافق مع إدارة نزاع مسلح شديد التوتر وما الذي ينبغي القيام به في مجال المجمع الصناعي العسكري حتى تتجاوز إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية الخسائر المحتملة أثناء الأعمال العدائية.
وانتهى خودارينوك إلى الاعتقاد بأن هذه التسريبات تهدف إلى زرع الخوف في الرأي العام واتخاذ تدابير جذرية لتحسين القوات المسلحة الألمانية وعمل المجمع الصناعي العسكري الوطني.
وفيما يتعلق بالصراع الافتراضي بين روسيا وحلف الناتو، قال خودارينوك إن المؤكد أنه سيؤدي إلى حرب عالمية ثالثة لا تخدم مصالح الطرفين في الوقت الحالي.
وختم بالقول إن الـ30 ألف جندي من الجيش الألماني، الذين من المقرر نقلهم إلى الجناح الشرقي لحلف الناتو لن يفيدوا كثيرا في حالة استخدام موسكو الضربات الصاروخية النووية.
المصدر :وكالات