يحتفل اليوم العالم أجمع باليوم العالمى للطفل فى الوقت الذى يذوق فيه الطفل الفلسطينى أكثر وأشد أنواع العـذاب والقهر والألم، بسبب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى الذى تمارسه إسرائـ يل ضد أبناء الشعب الفلسطينى بما فيهم الأطفال الصغار.
واستمرارا للجرائم التى يرتكبها الاحتـلال فى قطاع غزة منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم ارتفعت حصيلة الشهداء جرّاء العـدوان إلى 13 ألف شهيد، بينهم 5500 طفل و3500 امرأة.
ويعيش أطفال غزة مأساة وسط القصف والحصار، وذكرت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية فى بيان لها بمناسبة يوم الطفل العالمى الذى يوافق العشرين من نوفمبر من كل عام، أن “مشاهد قتل الأطفال وطلبة المدارس فى قطاع غزة تجاوزت كل الأعراف والمواثيق”.
وأضافت أن “هذه المشاهد المروعة التى تتناقلها شاشات التلفزة ووسائل الإعلام تكشف عن عقلية الاحتلال واستهدافه المتواصل للتعليم فى كل مُحافظات الوطن”.
صحيفة نيويورك تايمز قالت، إن 75% من المصابين فى غزة هم من الأطفال، واصفة القطاع بأنه تحول إلى أشبه بمقبرة للأطفال.
بالإضافة إلى ذلك فقد حملت الحرب للكثير من الأطفال، تغييرا قاسيا فى حياتهم المقبلة كفقدان بعض الأهل أو بعض أطراف الجسم ما يعنى حاجتهم لعملية تأهيل نفسى كبير.
وفي هذا الإطار قال الدكتور محمد محمود حمودة، مدرس واستشارى الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر، إن أطفال غزة أكثر عرضة لاضطرابات نفسية بسبب تأثيرات الحرب عليهم، ومن بين هذه الاضطرابات، القلق العام، وكرب ما بعد الصدمة، مضيفًا: أنه يجب علاج هؤلاء الأطفال من تداعيات الحرب على صحتهم النفسية والتوعية بحقوقهم، خاصة فى ظل اليوم العالمى للطفل.
وأوضح أن أطفال غزة يختلفون عن سائر أطفال العالم، ويتم انتهاك حقوقهم منذ سنوات طويلة يعيشون في ظل الاحتلال، كما أن لديهم إصرار على الحياة في ظل قسوة الاحتلال واستيقاظهم على انفجارات.
وأشار إلى أن طفل غزة يتعرض لاضطراب القلق بسبب شعوره الدائم بالخوف وعدم الأمان، لأن في أى لحظة قد يحدث تفجير لمنزله ويفقد أحد والديه، فهو يعيش في حالة من عدم الأمان المستمر.
وأكد أن الطفل يتعرض أيضًا لكرب ما بعد الصدمة، ويعيش بذكريات لأحداث الحرب والانفجارات حتى بعد انتهائها مما يجعله في اكتئاب وقلق متواصل بسبب الذكريات، مضيفاً أنه قد يصبح لديه أيضًا اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع نتيجة الغضب من العالم والمجتمع الدولى الذى يقف صامتاً أمام ما يحدث لغزة.
وأشار إلى أن أطفال غزة يحتاجون لعلاج نفسي بعد وقف الحرب، سواء علاج اضطراب القلق العام او اضطراب الصدمة أو اضطراب السلوك والشخصية مضادة للمجتمع.
وأضاف: أن الأطفال يحتاجون جلسات علاج نفسي فترت طويلة بجانب العلاج الدوائى لتحسين صحتهم النفسية.