سلط مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الجمعة بأغلبية ساحقة والذي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية وتوفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين في شتى أنحاء غزة فورا وبدون أية عوائق.
وأشار كاتب المقال باتريك وينتور إلى أنه تم اعتماد القرار بموافقة 120 دولة واعتراض 14 دولة فقط من بينها أمريكا وإسرائيل بينما امتنعت 45 دولة عن التصويت، موضحا أنه على الرغم من أن قرار الجمعية العامة غير ملزم إلا أنه يحمل دلالات سياسية قوية وذات مغزى.
وأضاف الكاتب أن عدد الدول التي وافقت على القرار الذي تقدمت به الأردن يعكس مدى العزلة الدولية التي أصبحت تحيط بكل من الولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت الذي تتمادى فيه إسرائيل في قصفها الجوي والبري لقطاع غزة المحاصر .
ويلفت المقال إلى أن القرار يدعو كذلك لإطلاق سراح كل الأسرى بدون قيود أو شروط وضمان أمنهم وسلامتهم في الوقت الذي يدين فيه الهجمات التي يشنها كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على المدنيين.
ويطالب القرار بتمكين عمال الإغاثة من توفير المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين من الحرب الحالية في غزة بينما يطالب إسرائيل بالعدول عن قرارها بإخلاء سكان المناطق الشمالية في قطاع غزة من ديارهم ومطالبتهم بالانتقال إلى جنوب القطاع .
ويبرز المقال في هذا السياق تأكيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفضه بشدة “أية محاولات للترحيل القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين”.
ويشير المقال في هذا الخصوص إلى تصريحات المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور التي يقول فيها أن القرار يبعث برسالة واضحة ذات دلالات قوية وهي أنه فاض الكيل من الممارسات الإسرائيلية وأنه يجب وقف تلك الحرب في غزة ويجب وقف تلك المجزرة بحق الشعب الفلسطيني فضلا عن ضرورة توفير المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان غزة.
وينوه الكاتب في الختام إلى أن هذه هي المرة الأولي التي تتبنى فيها الأمم المتحدة قرارا حول أزمة الشرق الأوسط بموافقة تلك الأغلبية الساحقة.
المصدر : أ ش أ