لا شك أنه بعد هجماتٍ للجيش الأوكراني على الجزءِ الجنوبيّ من لوجانسك بقنابل عنقودية، جدّدَ الرئيسُ الروسي فلاديمير بوتن تحذيرَه وقال: ذخيرة عنقودية بذخيرة عنقودية، ويد الجيش الروسي على الزر.. فمن في حوزته الذخيرة الأكثر فتكا؟
وقد صمّمت الذخائر العنقودية الأمريكية إبّان الحرب الباردة، لإصابة القوّة البشرية ومدّرعات دول معاهدة وارسو. واستخدَمها الجيش الأميركي في كل من فيتنام وكامبوديا ولاوس.
وتقولُ واشنطن إنّها تملكُ ذخائر عنقودية على شكل قذائف مدفعية أو صواريخ، أو ذخائر تُطلَقُ من الجو.نسبة تتجاوز اثنين بالمئة من القنابل العنقودية أميركية الصنع، قد لا تنفجرُ وقت سقوطها، ما يشكّل خطرًا على المدنيين قبل إزالتها وتدميرها.
أما الذخائر العنقودية الروسية، فقد صممت لتدمير المدرعات والمنشآت الهندسية المحصنة والرادارات ووسائل الدفاع الجوي ومراكز القيادة.
ومن أحدث الطرازات، في حوزة الجيش الروسي، هناك قنبلة “دريل” او المثقاب، ويتمُ توجيهُها ذاتيًا، وتحوي على خمسَ عشْرةَ قنبلة صغيرة.
كما توجدُ في حوزةِ الجيش الروسي قنابل شديدة الانفجار بوزن 500 كيلوجرام، تحتوي على 126 قذيفة صغيرة الحجم.
نسبة كبيرة منها لا تنفجر على الفور
كلّ هذه الذخائر العنقودية في حال استخامها في الميدان الأوكراني، ستمطر مساحات شاسعة من الأراضي بمئات القنابل الصغيرة، أربعون بالمئة منها، لا تنفجر على الفور. ما يعني أن انفجارها المؤجل لسنوات وربما لعقود، يتهدّدُ أجيال المستقبل.. وغالبا ما يكون ضحايا الذخائر العنقودية من الأطفال.
و جدير بالذكر أن بوتين قال ما كان متوقعا منه بأنه إذا حصلت أوكرانيا بأسلحة جديدة، بما في ذلك الذخائر العنقودية، فإن روسيا مطلق الحرية في استخدام نفس الأسلحة وهي تمتلك هذه الأسلحة.
و من الممكن أن تتجه الأمور نحو استخدام مكثف لهذه الأسلحة من كلا الطرفين لكن هذا لن يغير مجرى النزاع.
و بالنسبة إلى روسيا فقد تلجأ إلى تعبئة جديدة من قوات الاحتياط، لكن بوتين لا يتسرع في ذلك، وقد تتقدم عندما تزيد تعبئتها.
أما مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في كييف، إيفان أوس، فرأى أن الولايات المتحدة أرسلت هذه الذخائر لأن هناك نقصا في الذخائر التقليدية.
هذا السلاح ظهر مسبقا في أوكرانيا ولا اعتقد أنه سيغير مجري الحرب.
و قد طالبت أوكرانيا بالحصول عليه مثل بقية الأسلحة وحصلت عليه، ويضاف إلى أسلحة أخرى مثل الصواريخ البعيدة المدى، ولا تزال كييف تطالب بمقاتلات “إف-16”.
إن الأسلحة ساعدت أوكرانيا لكن لا يمكنها أن تغير مجرى الحرب.
إن الوضع في مصلحة أوكرانيا رغم تباطؤ الهجوم المضاد، وستساعد هذه الأسلحة على تحقيق تقدم في حال جرى الحصول على مقاتلات.
هذا هو الهدف من الدعم العسكري
و جدير بالذكر أن هناك تباينات بين الحلفاء بشأن التعاطي مع هذا الموضوع والذخائر العنقودية ليست استثناء، وهناك تردد لدى بعض الدول لدعم أوكرانيا.
في أوروبا لا نية لوجود نصر حاسم على روسيا، فكل الجهود الغربية تهدف إلى عدم سقوط النظام في أوكرانيا، لأن الأمر يمثل ضربة للغرب، لأن الحرب في الحقيقة هي حرب بين موسكو وواشنطن على أرض أوكرانية.
و مما لا شك فيه أن ليس هناك حلا عسكريا لهذه الأزمة، بل الحل في الحوار، ولأن طرفي النزاع غير مستعدين للحوار في الوقت الراهن فهو مستبعد حاليا، وسيستمر الدعم العسكري حتى يضعف جانب من الجانبين، ومن هنا يأتي الخلاف بين الحلفاء حول نوع الدعم.
المصدر : وكالات