تجاوز عدد السودانيين المُهجّرين بسبب الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان عتبة الثلاثة ملايين نازح ومُهجّر، حسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.
ونزح داخلياً أكثر من 2.4 مليون شخص ، بينما فر أكثر من 730 ألفاً إلى البلدان المجاورة، وفق بيانات المنظمة.
وقد فر معظمهم هربا من الحرب، التي اندلعت قبل ثلاثة أشهر، إما من العاصمة الخرطوم، محل تركّز الصراع بين الجيش و قوات الدعم السريع شبه العسكرية، أو من دارفور، حيث تصاعد العنف الموجّه عرقياً.
ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن السودان قد ينزلق إلى حرب أهلية، مع فشل جهود الوساطة الإقليمية والدولية.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس إن اتفاقيات وقف إطلاق النار قد انتهكت عدة مرات.
وأبلغ السكان، يوم الأربعاء، عن سماع أصوت طائرات مقاتلة وقصف مدفعي على منطقتي أم درمان وبحري في العاصمة السودانية .
كما تم الإبلاغ عن قتال في الأيام الأخيرة بين الجيش والفصائل المتمردة في الحركة الشعبية لتحرير السودان في ولاية جنوب كردفان، وفي ولاية النيل الأزرق بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، ما أدى إلى نزوح الكثير من السودانيين من تلك المناطق.
وأدى القتال إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة وسبب موجات من الهجمات ذات الدوافع العرقية في دارفور.
ويواجه المدنيون انتشار النهب وانقطاع التيار الكهربائي ونقص الغذاء والماء، بالإضافة إلى انهيار النظام الصحي وارتفاع حاد في جرائم العنف الجنسي.
وقالت وحدة حماية الأسرة والطفل في السودان يوم الثلاثاء إنها سجلت تسع حالات اعتداء جنسي جديدة في الخرطوم، ليصل العدد الإجمالي منذ منتصف أبريل نيسان المنصرم إلى 51 حالة، وأضافت الوحدة أن العدد الحقيقي للحالات على الأرجح “أعلى بكثير”.
ألقى معظم الضحايا باللوم على قوات الدعم السريع في ما يخص الاعتداءات، بحسب بيان الوحدة. ودعا مدنيون للإبلاغ عن الانتهاكات.
ومن بين الذين غادروا السودان، فر الغالبية شمالاً إلى مصر أو غرباً إلى تشاد، بينما عبر عدد كبير منهم إلى جنوب السودان وإثيوبيا.
الجهود الدولية للتوسط في إنهاء القتال في السودان لم تظهر بوادر تذكر في إحراز تقدم، بما في ذلك المحادثات التي قادتها السعودية والولايات المتحدة في جدة التي تم تأجيلها، واجتماع آخر بقيادة أفريقية في أديس أبابا هذا الأسبوع.
ستعقد قمة جيران السودان في القاهرة اليوم الخميس والموافق الثالث عشر من يوليو .
وقال المبعوث الأممي للصحفيين في بروكسل إنه قلق من أن الفصائل المتحاربة كانت قادرة على الحصول على الدعم وإعادة التعبئة من خارج البلاد.
وقال إن دول المنطقة يجب أن تضغط على الطرفين لإنهاء الحرب ووقف دعمهم وتزويدهم بالأسلحة.
أعلنت بريطانيا يوم الأربعاء فرض عقوبات على ست شركات المرتبطة بطرفي الصراع، والتي قالت إنهما كانتا تؤججان الصراع توفير التمويل والأسلحة، والتوسع في العمل من خلال دعم سابق من قبل الولايات المتحدة.
المصدر: وكالات