قطعت الولايات المتحدة الطريق أمام التكهنات وأعلنت تقديم ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا، رغم معارضة المنظمات الحقوقية التي طالبت واشنطن بعدم تزويد كييف بهذه الأسلحة المحرمة دوليا، التي يبدو أنها ستكون أحدث الأسلحة الفتاكة في الحرب الروسية الأوكرانية.
واعتبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن قرار منح أوكرانيا الذخائر العنقودية كان صعبا للغاية.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” قد أعلنت، الجمعة، أنها ستزود أوكرانيا بحزمة جديدة من المساعدات العسكرية، تقدر قيمتها بـ800 مليون دولار، من بينها الذخائر العنقودية.
وكانت أوكرانيا قد طالبت الغرب مرارا بتزويدها بالذخائر العنقودية، لكن دوله رفضت تزويدها بهذه الذخائر التي تنثر قنابل على مساحة واسعة، وتشكل تهديدا للمدنيين حتى بعد سنوات على توقف القتال.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت التقارير الإخبارية تتوالى عن تغير في الموقف الأمريكي خصوصا إزاء تزويد أوكرانيا بهذا النوع من الذخائر.
نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مؤيدين للقرار قولهم إن روسيا كانت قد استخدمت بالفعل الذخائر العنقودية في الحرب.
ويضيف هؤلاء أن الذخائر العنقودية الأمريكية الصنع لديها معدل تفجير منخفض، مما يعني أنه ستكون هناك قنابل غير منفجرة أقل بكثير والتي يمكن أن تسبب وفيات غير مقصودة بين المدنيين.
ولأكثر من عام، ظل مخزون الولايات المتحدة من الذخائر التقليدية التي يمكن إطلاقها من مدافع الهاوتزر من عيار 155 مليتمرا يتراجع.
وأرسلت الولايات المتحدة أكثر من 2 مليون قذيفة تقليدية إلى أوكرانيا.
ولم يتوقف الأمر على واشنطن، إذ أرسل حلفاؤها حول العام مئات الآلاف من القذائف.
وبوسع هذا المدفع أن يطلق قذائف يصل مداها إلى 32 كيلومترا، مما يجعله خيارا مفضلا للقوات البرية الأوكرانية التي تحاول ضرب القوات الروسية من مسافة بعيدة.
وتستنزف المعارك يوميا آلاف القذائف المدفعية من مخزونات أوكرانيا الدفاعية.
وقال عضو البرلمان الأوكراني، يهور تشيرنييف، إن بلاده تحتاج ما بين 7- 9 آلاف قذيفة يوميا من أجل تعزيز الهجوم المضاد.
لكن توفير هذا الكم الهائل من القذائف يضغط على مخزونات الولايات المتحدة وحلفائها بحسب “أسوشيتد برس”.
وفي هذا السياق، تبدو الذخائر العنقودية حلا مناسبا، إذ إنها ستمكّن كييف من تدمير أهداف أكبر بعد أقل من الذخائر، خاصة أن الولايات المتحدة لم تستخدمها منذ حرب العراق ولديها مخزون ضخم منها ولكن تبقى المخاوف من استخدامها وتهديدها للمدنيين .