“أوبك” تؤكد ضرورة الاستثمار في مجال الطاقة بما يقدر بنحو 12 تريليون دولار حتى عام 2045
أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص، أن ندوة (أوبك) الدولية الثامنة تكتسب أهمية بالغة ، لأنها جمعت صناع القرار في مجال الطاقة من مختلف دول العالم للبحث في أفضل السبل لمعالجة التحديات التي تواجه هذا القطاع وأن البيانات الدورية لمنظمة (أوبك) تظهر ضرورة الاستثمار في مجال الطاقة بما يقدر بـ12 تريليون دولار من الآن وحتى عام 2045 لتشمل مختلف مجالات الاستكشاف والإنتاج والتكرير والبتروكمياويات والنقل والشحن وهي سلسلة متكاملة.
وقال الغيص – في تصريح خاص- اليوم الخميس- إن (أوبك) تشجع على زيادة الاستثمار لأنها مسؤولية مهمة وعالمية وأن الدول الأعضاء في المنظمة تقوم بدورها في هذا المجال، مشددًا على أن الاستثمار يظل مسؤولية دولية.
ولفت إلى مشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار الكويتي الدكتور سعد البراك في أعمال الندوة وجلستها الوزارية التي ركزت على مسألة رفع القدرات الإنتاجية من خلال زيادة الاستثمار نظرًا للأهمية البالغة لهذه المسألة.
وأشار إلى أن الاقتصاد العالمي سيتضاعف عما هو عليه اليوم بحلول عام 2045 وستحدث زيادة سكانية بواقع 5ر1 مليار نسمة من الآن وحتى عام 2045 يأتي معظمها من الدول النامية وبالتالي هناك حاجة كبيرة للطاقة.
وحذر الغيص من فقر الطاقة الذي يعاني منه ملايين من البشر ممن يفتقرون إلى أبسط مصادر الطاقة والكهرباء وبالتالي هناك ضرورة للاستثمار بشكل أكبر لتلبية الطلب على الخام مستقبلاً وبما يمكن من إمداد النفط للأسواق بأسعار معقولة ودعم وتنمية الاقتصادات العالمية.
كما تطرق الغيص إلى اجتماع غير رسمي لوزراء نفط (أوبك) عقد خلال الندوة، قائلاً إنه “كان فرصة للتأكيد على استمرار التواصل بين الدول الأعضاء وحتى بعض الدول من خارج (أوبك) للتشاور حول تطورات سوق النفط”.
وفيما يتعلق بالحضور الدولي المكثف الذي شهدته ندوة (أوبك)/ قال الغيص: “حرصنا على أن يكون التوافد على الندوة للمنتجين من داخل وخارج (أوبك) إضافة إلى المستهلكين وصناع القرارات وكلهم كانوا حاضرين، حيث أعطت النسخة الثامنة طابعًا مختلفًا وتم تسجيل أكثر من 950 مشاركًا وهذا رقم فاق كل المناسبات السابقة”.
واعتبر الأمين العام للمنظمة أن هذا الحضور المكثف يعد دليلاً على اهتمام العالم بملف الطاقة وحساسيته حيث أتت الوفود لتسمع وتشارك في مناقشات ضمت إلى جانب وزراء النفط أمناء عامين لمنظمات مثل منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) ومنتجين أفارقة ومنظمات معنية بشؤون الطاقة المتجددة.
وأكد الغيص أن الجميع متفق اليوم على أنه لا يوجد حل واحد لمعالجة أزمة الطاقة وأن العالم يتحدث عن تحول تدريجي في استخدام الطاقة ولا بد أن يكون عادلاً وشاملاً وأن يجلس الجميع على طاولة الحوار والنقاش لوضع حلول مشتركة لمعالجة موضوع الطاقة وملف التغييرات المناخية.
وانتقد الأمين العام للمنظمة، في تصريحه، انطباعًا بأن الدول المنتجة للنفط تتحمل مسؤولية التلوث البيئي، مشيرًا إلى أن هذا الانطباع خاطئ وأن هناك أمثلة عن دول منتجة داخل (أوبك) تبدي اهتمامًا كبيرًا بملف البيئة وتخفيض الانبعاثات في إنتاج النفط وتكريره، وأن هناك العديد من هذه الدول دخلت في مشاريع الطاقة المتجددة.
وجدد في ختام حديثه تأكيده على أهمية استخدام جميع مصادر الطاقة مستقبلاً لإمداد العالم بما يحتاجه من مصادر لدعم النمو الاقتصادي المطلوب.
ومن المقرر أن تختتم مساء اليوم أعمال الندوة الدولية الثامنة لـ(أوبك) حول الطاقة التي عقدت بمشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار الكويتي الدكتور سعد البراك اضافة الى وفد من مؤسسة البترول الكويتية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )