أكد بنديكت أوراما رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسم بنك” أهمية نظام الدفع والتسوية لعموم إفريقيا PAPSS، والذي صدق عليه الاتحاد الإفريقي في عام 2019 وهو نفس العام الذي تولى خلاله الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بعنوان “الترويج للمعرض التجاري الأفريقي الثالث (IATF2023)” والذي تستضيفه مصر في الفترة من 9 إلى 15 نوفمبر المقبل تحت عنوان “تعزيز التجارة والاستثمار بين مصر وإفريقيا تحت مظلة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية”.
وحول ما إذا كانت هناك مباحثات جارية مع البنك المركزي المصري؛ تجعل مصر تقترب من الانضمام إلى المنصة التي تعزز التبادل التجاري للسلع والخدمات بالعملات الوطنية بين الدول الإفريقية؛ مما يقلل الاعتماد على الدولار والعملات الصعبة، قال أوراما – لوكالة أنباء الشرق الأوسط – “نرى أن كل الإجراءات التي تتخذها مصر تمضي في اتجاه تسهيل الانضمام إلى هذه المنصة، والمحادثات الجارية مع البنك المركزي المصري؛ تنبئنا بأنه في القريب العاجل سيتم استكمال عملية الانضمام إليها.”
وكان بنديكت أوراما قد أعلن – على هامش الاجتماعات السنوية لبنك التصدير والاستيراد الإفريقي في أكرا – أن 20 دولة افريقية في طريقها للانضمام لنظام الدفع والتسوية Pan-African Payment and Settlement System بحلول نهاية العام الجاري.
وأعرب أوراما عن ثقته بأن جميع الدول الإفريقية ستنضم إلى هذا النظام، قائلا “بدأت المنصة بتسع دول أفريقية انضمت بالفعل، وأحرزت المفاوضات مع دول أخرى تقدما، مما جعلنا نتوقع انضمام 20 دولة إليها بنهاية العام الجاري”.
وتابع: “اعتقد أيضا أن محادثات مجموعة بنك التصدير والاستيراد الأفريقي (أفريكسم بنك)، وصلت إلى المراحل النهائية مع العديد من البنوك المركزية الإفريقية؛ لكي يتسنى لكل دولة أن تسرع بالخطوات اللازمة للتكامل والاندماج مع هذا النظام”.
ولفت أوراما إلى أن “دفع الأموال” يمثل جزءا حيويا من تعزيز مستوى التجارة البينية الإفريقية، فلدى القارة 42 نظاما للدفع بالعملات المحلية؛ مما ينجم عنه تفتت الأسواق والتجارة.
وأوضح انه على سبيل المثال عند التجارة بين مصر وكينيا يتعين الدفع بعملة ثالثة غير عملتي البلدين، لتقدر تكلفة التحويلات المالية من أجل إجراء العمليات التجارية بين دول القارة بخمسة مليارات دولار سنويا، بالإضافة لما يسببه ذلك من تأخيرات للعمليات التجارية ومن إعاقة تنويع التجارة، ولذلك فكل ما تقدمه المنصة هو أن توجد نظاما خالصا دون تكلفة التحويل لعملة صعبة، لتسوية عمليات التعامل وتبادل الأموال عند عقد الصفقات التجارية بين الدول المنضمة، وتخفيف الاعتماد على العملات الصعبة في التجارة.
وأضاف “نحول دفع الأموال بين الوسطاء التجاريين في القارة إلى عملية محلية، تحدث بداخل القارة، ليسهل على تجار مصريين يستوردون القهوة من كينيا الدفع بالجنيه المصري، وفي المقابل يستطيع تجار من كينيا استيراد القطن المصري بعملة الشلن الكينية.”
وذكر أنه من شأن تحويل هذه العمليات لتصبح محلية إفريقية أن تخفض الديون السيادية للدول الإفريقية على نحو كبير، وتحل المشاكل المتعلقة بفتح الطرق واستخدام خطوط الطيران لأن “المال يتحدث”، مضيفا “مع PAPSS نعتقد أن هذه المشكلة ستحل ليجري دفع تكلف الانتقالات بالعملات الوطنية، إضافة إلى تسهيل عمليات شراء الأسهم في أسواق المال الإفريقية بين المستثمرين من مختلف أنحاء القارة، ليزداد الاندماج والتعامل بين الأسواق.”
وابتداء من يونيو 2022 انطلقت منصة PAPSS رسميا من 8 بنوك مركزية و28 بنكًا تجاريًا، مع توقعات بأن تضم المناطق الإقليمية الخمس في إفريقيا قبل نهاية عام 2023. كما أنه من المأمول أن تسجل جميع البنوك المركزية بحلول نهاية عام 2024 وجميع البنوك التجارية بحلول عام 2025.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)