“لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك” تلبية يرددها أكثر من مليوني حاج يقفون بصعيد عرفات الطاهر لاداء ركن الحج الاعظم.
جاء الحجيج شعثا غبرا من كل فج عميق تلبية لدعوة الرحمن آملين في رحمته وطامعين في مغفرته لينالوا جزاء الحج المبرور وهو مغفرة الذنوب كلها ليعودوا كيوم ولدتهم امهاتهم.
وجاء الحجاج الى صعيد عرفات الطاهر يرجون رحمة الله وهم لم يروا عقابه، وجاءوا متضرعين لله وكلهم امل في المغفرة.
وعقب قضاء يوم التروية بمشعر منى وقف الحجاج بعرفات في أجواء إيمانية وروحانية طاهرة، مستحضرين حديث الرسول الكريم انه ” من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.
وعلى صعيد عرفات الطاهر لا تستطيع ان تفرق بين حاج وآخر مهما اختلفت الاشكال والجنسيات واللغات فالكل يقف بزي الإحرام ناصع البياض رافعا يديه بالدعاء والتضرع إلى الله ليغفر لهم ذنوبهم كما وعدهم، ففي يوم الوقوف بعرفات يباهى الله بعباده أهل السماوات، فانه اذا كان يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فيباهى الملائكة بعياله ةفيقول : انظروا الى عبادى أتونى شعثا غبرا من كل فج عميق … أشهدكم أنى قد غفرت لهم”.
ومنذ صلاة الفجر يقف الحجيج على صعيد عرفات الطاهر حيث يؤدون صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا بآذان واحد وإقامتين ثم مع آذان المغرب ٩ينفرون من عرفات إلى مزدلفة حيث يصلون بها المغرب والعشاء جمع وقصر تأخير.
وخلال وجود الحجيج في مزدلفة يقومون بجمع الحصى لرمى الجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة، ثم يقضون الليلة فى المزدلفة حتى صلاة الفجر، اقتداء بسنة الرسول الكريم.
وبعد صلاة فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك يتوجه الحجاج إلى مشعر منى لرمى جمرة العقبة الكبرى ثم يذبحون الهدي او شراء صك الهدي من الجهات التي خصصتها السلطات السعودية لهذا الامر، ثم يتوجه من يريد الحجاج لبيت الله الحرام لاداء طواف الافاضة ويجوز تأخيره الى ما بعد انتهاء أيام التشريق، بينما يفضل بعض الحجاج الانتظار لما بعد أيام التشريق لاداء طواف الافاضة.
وعقب انتهاء طواف الافاضة وايام التشريق التي ترمى فيها الجمرات يتبقى للحاج القيام بطواف الوداع قبل مغادرته مكة.
وليوم عرفة فضائل كثيرة منها انه يوم اكمال الدين واتمام النعمة اذ نزلت فيه الاية الكريمة ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ” ونزلت على الرسول الكريم وهو قائم بعرفة.
كما ان يوم عرفة هو يوم عيد اذ قال صلى الله عليه وسلم : ” يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب “.
ويوم عرفة كذلك هو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف اذ يقول الرسول الكريم ” ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة”.
وصيام يوم عرفة لغير الحاج يغفر ذنوب سنة ماضية وأخرى قادمة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)