مع مطالبة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بإنهاء مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، تراشق مؤيدون ومعارضون للبرهان الاتهامات حول الهدف الحقيقي وراء هذا الطلب، وفي ذلك التوقيت.
فقد اتهم البرهان في رسالته إلى جوتيريش مبعوث الأمم المتحدة الخاص، فولكر بيرتس بالمساهمة بسلوكه “المنحاز” وأسلوبه “المضلل” في اندلاع النزاع الدامي 15 أبريل.
قال البرهان إن بيرتس مارس في تقاريره “تضليلا وتدليسا بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري” الذي “فرضه بوسائل وأساليب غير أمينة”، و”أفضى إلى ما حدث من تمرّد ومواجهات عسكرية”.
اعتبر أن محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، ما كان أقدم على ما أقدم عليه “لولا تلقيه إشارات ضمان وتشجيع من أطراف أخرى” بينها المبعوث الدولي.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه “صُدم بالرسالة”، وجدد ثقته الكاملة به بقوله إنه “فخور بالعمل الذي قام به فولكر بيرتس
و وفق بعض المصادر فهناك البعض يصف طلب البرهان بـ”الصادم والمتخبط” و هناك ايضا البعض الاخر مع البرهان في أن المبعوث الدولي هو السبب في اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع، لأنه “مهندس الاتفاق الإطاري الذي هو بداية الخلاف بين البرهان وبين حميدتي والجهات التي تقف وراءه، ومنها قوى الحرية والتغيير”
يعتبر البرهان أن قوى “الحرية والتغيير” الجناح السياسي والحاضنة لقوات دعم السريع كما أن الاتفاق الإطاري “جاء بعدم التوافق بين المكونات السياسية، وانساق المبعوث الأممي وراء مطالب قوى الحرية والتغيير التي هددت بفرض الاتفاق أو وقوع حرب”.
اصطدم الاتفاق بعقبة أسهمت في توسيع الشقاق بين البرهان وحميدتي، وهي دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي، ما قاد للصراع الذي اندلع منتصف أبريل.
كما أن كثيرا من المعارضين للاتفاق يرون فيه “برنامجا علمانيا” ضد التيار الإسلامي العريض
و جدير بالذكر أن طلب البرهان بتغيير المبعوث الدولي “مدعوم بمطالب شعبية”، مستشهدا بتظاهرات خرجت تطالب برحيل بيرتس في الخرطوم وبورتسودان.
و قد أدى الصراع منذ 15 أبريل لقتل أكثر من 800 شخص وفرار أكثر من مليون داخل وخارج البلاد، بجانب انهيار الخدمات الأساسية في العاصمة.
المصدر : وكالات