ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الناخبين الأتراك توجهوا إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، للتصويت في جولة إعادة رئاسية تاريخية ستقرر من يقود الدولة خلال فترة حرجة في الداخل وعلى الساحة الدولية .
وقالت الصحيفة – في تقرير أوردته من أنقرة عبر موقعها الإلكتروني اليوم- أن تركيا تعاني من أزمة اقتصادية استمرت لسنوات، حيث ارتفعت فيها تكلفة المعيشة بشكل كبير لكل أسرة تقريبا ، ولا تزال البلاد في حالة حداد في أعقاب الزلزالين المزدوجين اللذين ضربا البلاد في فبراير وأوديا بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا المجاورة.
وأضافت الصحيفة أن انتخابات الإعادة التي تجرى اليوم الأحد هي الأولى في تاريخ تركيا الحديث، حيث يتنافس الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ضد زعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو بعدما لم يحصل أي منهما على الأغلبية في الجولة الأولى ، حيث فازا بنسبة 49 في المائة و 45 في المائة من الأصوات على التوالي ، و في أعقاب أداء أضعف من المتوقع لتحالف كيليتشدار أوغلو في 14 مايو، تتوقع معظم استطلاعات الرأي الآن فوزا مريحا لأردوغان، الذي قاد تركيا لمدة عقدين كرئيس للوزراء ثم رئيسا .
ورأت الصحيفة أن أردوغان -69 عاما- الذي صعد إلى الصدارة كرئيس لبلدية إسطنبول ، هو شخصية دائمة الاستقطاب يتهمها النقاد بتفكيك الديمقراطية في البلاد مع تعزيز السلطة كرئيس ، بينما بالنسبة لمؤيديه، فهو مُحدِث عظيم ويدافع عن مشاريع البنية التحتية الكبرى، بينما يعيد الإسلام إلى الحياة العامة .
كما عزز دور تركيا على المسرح العالمي، وأرسل قوات إلى شمال سوريا ، وأبطأ توسع حلف شمال الأطلسي وعمل كوسيط بين موسكو والعواصم الغربية خلال الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن المنتصر في جولة الإعادة سيقف في مواجهة، مهمة شاقة لمحاولة توجيه اقتصاد تركيا بعيدا عن الكارثة، إذ تراجعت الليرة مع محاولة أردوغان إبقاء أسعار الفائدة منخفضة بشكل مصطنع، وجفت احتياطيات النقد الأجنبي، كما ارتفعت إيجارات المساكن بشكل حاد ، وحتى الوجبات الأساسية أصبحت أغلى من أي وقت مضى .
وشن أردوغان حملته على أساس برنامج للأمن القومي والحداثة التكنولوجية ، رست سفينة حربية عملاقة في مضيق البوسفور في إسطنبول في الفترة التي سبقت التصويت الثاني ، وتم الترويج لسيارة كهربائية تركية الصنع كرمز لإحياء صناعة السيارات.
أما عن كيليتشدار أوغلو فقد ركز على إصلاحات أكثر جوهرية، وتعهد بالعودة إلى السياسة الاقتصادية التقليدية واستعادة الديمقراطية البرلمانية في تركيا ، والتي طغت عليها رئاسة تنفيذية قوية بعد استفتاء عام 2017 الذي اعتبره منتقدو أردوغان انتزاعا للسلطة ، كما قام كيليتشدار أوغلو بحملة من أجل استقلال القضاء وتعهد للأتراك “بأنكم ستكونون قادرين على انتقادي بحرية وبدون خوف”.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن الأمل كان يحدو أحزاب المعارضة، في الاستفادة من الغضب الشعبي إزاء تعامل الحكومة مع الزلازل المدمرة في 6 فبراير. حيث كانت سلطات الإنقاذ الوطنية بطيئة في التعبئة خلال فترة حرجة لإنقاذ الأرواح ، وتم إلقاء اللوم في هشاشة العديد من المباني على انتشار الفساد في صناعة البناء والافتقار إلى الرقابة الحكومية. لكن عبر الجنوب الذي ضربه الزلزال -وهو معقل تقليدي لأردوغان وحزبه الحاكم ، العدالة والتنمية – ظل الناخبون موالين للرئيس في أول انتخابات رئاسية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)