صعّد كمال كليجدار أوغلو، مرشّح تحالف “الطاولة السداسية” في الانتخابات الرئاسية ومنافس الرئيس التركي الحالي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، من حدّة خطابه تجاه اللاجئين المقيمين في تركيا قبيل الأسبوع الأخير من موعد الجولة الثانية للانتخابات، فهل هذا يعني أن مرشح المعارضة الذي يترأّس أيضاً حزب “الشعب الجمهوري” سيغير استراتيجيته الانتخابية لكسب المزيد من الأصوات في الجولة المقبلة؟
بحسب باحث متخصص في الشؤون التركية، لدى مرشّح المعارضة الذي حصل على 45.07% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات التي حصل فيها منافسه أردوغان على 48.24% من الأصوات يوم 14 مايو الجاري، أدوات يمكنه استخدامها خلال دعايته الانتخابية قبل توجّه الناخبين لمراكز الاقتراع يوم 28 مايو الحالي.
وقال سركيس قصارجيان الباحث المتخصص في الشؤون التركية، إن “كليتشدار أوغلو بدأ بتغيير خطابه السياسي بعد الجولة الأولى من الانتخابات، فهو لم يعد يستخدم كلاماً عاطفياً في وعوده الانتخابية من قبيل أن كل شيء سيكون جيداً لاسيما بعدما تعهّد بشكل علني وصريح بإعادة جميع اللاجئين إلى بلدهم حال فوزه بالرئاسة في جولة الإعادة”.
وأضاف جيان أن “مرشّح المعارضة بات يخاطب الناخب بلهجة حادّة ويكيل اتهاماتٍ قاسية لخصمه”، مشيراً إلى أن “لدى كليتشدار أوغلو أدوات يمكنه استخدامها في الفترة المقبلة قبل الجولة الثانية”.
وكشف الباحث في الشؤون التركية أن “من هذه الأدوات لغة كليتشدار أوغلو الجديدة والحادّة تجاه اللاجئين وتعهّده بطردهم، وتأكيده على وجود مسافة بينه وبين الإرهاب وبإمكانه أن يذكّر الناخب التركي أن منافسه أردوغان هو من كان صانع عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني قبل العودة عنها لاحقاً خوفاً من خسارة أصوات القوميين في الانتخابات ومن ثم العودة إلى كسب تأييد زعيم الحزب المعتقل عبدالله أوجلان في انتخابات عام 2019 المحلية والتفاوض معه قبل الانتخابات الحالية”.
وتابع أن “كليجدار أوغلو يستطيع كذلك التذكير بالداعية فتح الله جولن شريك أردوغان السابق في السلطة قبل أن ينقلب عليه، فالرئيس التركي يتهمه بالإرهاب اليوم، لكنه كان حليفاً لوقتٍ طويل في السابق، كما يمكن لمرشّح المعارضة الحديث عن الثراء الفاحش لدى أردوغان وعائلته والمقرّبين منه، وبإمكانه التركيز على مسألة تجارة المخدرات التي ازدهرت في تركيا على المستوى العالمي في السنوات الأخيرة”.
وكان زعيم المعارضة التركية والمرشح الرئاسي كليجدار أوغلو قد أعلن عن عزمه على إعادة جميع اللاجئين إلى بلادهم حال فوزه في الانتخابات.
وأكد أوغلو في مؤتمر صحافي، أنه إذا وصل إلى سدة الرئاسة، فسوف يخرج جميع اللاجئين من البلاد قائلاً “إذا تم انتخابي سأعيد كل اللاجئين” إلى بلادهم.
ووفقاً لأوغلو، يوجد في تركيا نحو 10 ملايين لاجئ.
والاثنين الماضي، أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو الجاري، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات.