يستعد الشاب البريطانى راسل كوك لإتمام المهمة الشاقة المتمثلة فى قطع المسافة الطولية للقارة الأفريقية، بدءًا من أقصى نقطة جنوبًا فى جنوب أفريقيا، إلى أقصى نقطة شمالًا فى تونس، وذلك بحلول عيد الميلاد، ورحلته هذه تعادل جرى 360 ماراثونًا فى 240 يومًا.
وفى رحلته سيمر “كوك” عبر 16 دولة، برفقة فريق دعم صغير من أصدقائه فى ماراثون رحلة شاقة بدنيًا ومرهقة نفسيًا ومعقدة من الناحية اللوجيستية.
بدأ “كوك” رحلته بالفعل، وقال خلال اليوم 13 من رحلته: “بصراحة، لا أشعر بالرهبة حيال أى تحدّ متعلق بالرحلة، لا جدوى من القلق منه إلى أن أواجهه، يمكننا التخطيط ومحاولة التخفيف من التحديات بقدر ما نستطيع على طول الطريق، لكن لا شىء من هذه الأمور يجعلنى أسهر ليلاً، أتعامل مع اللحظة التى أعيشها، وأستيقظ، لأتعامل مع الغد”.
وفى أول أسبوعين من رحلته، ركض كوك أكثر من 50 كيلو مترًا فى اليوم عبر جنوب أفريقيا وعَبَرَ الآن إلى ناميبيا، حيث سيواجه صحراء ناميب المتعبة، ووجد كوك الشغف فى الجرى خلال وقت لاحق من حياته، إلا أنه حقق بالفعل بعض الإنجازات المذهلة، مثل الجرى من إسطنبول إلى لندن وإكمال ماراثون وهو يجر سيارة.
وواجه فريق كوك الصغير مشاكل فى كل مرحلة من مراحل التخطيط، بما فى ذلك مشاكل التأشيرة ونقل المركبة الداعمة عبر نصف العالم، وكان من المفترض أن تبدأ الرحلة بالاتجاه المعاكس، ولكن كوك كان سعيدًا بالتكيف ووصل أخيرًا إلى مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا فى نهاية أبريل الماضى وكان متحمسًا للبدء.
ويقول الشاب البريطانى إنه يعمل حاليًا بأقل من الحد الأدنى فى هذا الجزء، مستخدمًا المال الذى حصل عليه من صديق له حقق ثروته فى عالم العملات المشفرة.
وعلى أمل الحصول على المزيد من الرعاية والدعم، يوثق كوك وفريقه رحلته على وسائل التواصل الاجتماعى وشهد وجوده على الإنترنت نموا سريعا؛ فقد حقق أحدث مقطع فيديو أسبوعى له أكثر من 50 ألف مشاهدة على “يوتيوب” حتى الآن.
ويقول: “بالطبع تتعود على الأمر. إنه مثل أى شىء، إذا مارسته بما فيه الكفاية فسوف تتحسن فقط”، ويضيف: “يمكننى قضاء أيام كاملة فقط أفكر. إنه جزء من رحلة النمو بالنسبة لى هو أن أصبح شخصًا هادئًا للغاية داخليًا”.
ومع استغراق هذه الرحلة أكثر من سبعة أشهر، المرفقة ببعض أصعب التحديات التى لم يواجهها بعد، لا يفكر كوك فى نقطة النهاية، وتذكر كوك الوقت الذى انضم إليه شاب محلى يبلغ من العمر 18 عامًا مؤقتًا، والذى أعطاه الدافع اللازم عندما كان يواجه بعض الصعوبات خلال الأسبوع الأول من الرحلة.
ويقول إن “فرصة السفر إلى النصف الآخر من العالم والجرى كيلومترات عدة مع شاب يمكن أن تمنحك دفعة كهذه فى نهاية اليوم، ويضيف: “نحن من عوالم مختلفة تمامًا، لكن فى تلك اللحظة، كنا فقط شابان يركضان معًا”.
من هناك دخل “كوك” فى التحدى الهائل يومًا بعد يوم، متغلبًا على أى مشاكل يواجهها على طول الطريق، وقال إنه “أقنع رجلين بعدم سرقته أثناء جريه وحيدًا فى جنوب أفريقيا”، وفى حين قال كوك إنه لا يشعر بالقلق بشأن بعض العقبات، مثل غابة الكونغو والصحراء الكبرى، على طول الطريق، إلا أنه يعترف بالقلق بشأن تمويل تحديه.
المصدر: وكالات أنباء