وضع إنتر ميلان الإيطالي قدما في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما حقق انتصارا ثمينا ومستحقا 2 / صفر على مضيفه وجاره اللدود ميلان، الأربعاء، في ذهاب الدور قبل النهائي للمسابقة القارية.
وجاء هدفا المباراة، التي أقيمت على ملعب سان سيرو، معقل الفريقين، في حضور جماهير ميلان التي احتشدت في معظم المدرجات، في غضون 3 دقائق فقط.
وافتتح البوسني إيدين دزيكو التسجيل لمصلحة إنتر في الدقيقة الثامنة، قبل أن يضيف الأرميني هنريخ مخيتاريان الهدف الثاني في الدقيقة 11، ليقودا الفريق الملقب بالأفاعي لتحقيق انتصاره الأول على ميلان في سجل مبارياتهما بدوري أبطال أوروبا.
وقبل مباراة الليلة، سبق للفريقين أن التقيا 4 مرات في المسابقة بنسختي 2003 و2005، حيث حقق ميلان انتصارين بينما فرض التعادل نفسه على مباراتين، دون أن يحقق إنتر أي فوز.
وأصبح يكفي إنتر حتى الخسارة بفارق هدف وحيد في مباراة الإياب، المقررة الثلاثاء المقبل على نفس الملعب في حضور جماهيره، من أجل تأهله للمباراة النهائية في المسابقة التي توج بها 3 مرات كان آخرها عام 2010.
في المقابل، بات يتعين على ميلان، صاحب المركز الثاني بقائمة أكثر الأندية المتوجة بدوري الأبطال برصيد 7 ألقاب، الفوز بفارق 3 أهداف على منافسه من أجل بلوغ النهائي.
وفي حال انتهاء الوقت الأصلي بفوز ميلان بفارق هدفين، سوف يلجأ الفريقان إلى وقت إضافي مدته نصف ساعة على شوطين، وفي حال استمرار الفارق على حاله، سوف يحتكمان لركلات الترجيح لتحديد الفريق المتأهل للنهائي.
يذكر أن الصاعد من إنتر وميلان، سوف يلتقي في المباراة النهائية التي تقام في 10 يونيو المقبل على ملعب أتاتورك الأولمبي بمدينة اسطنبول التركية، مع الفائز من مواجهة الدور قبل النهائي الأخرى بين ريال مدريد الإسباني حامل اللقب ومانشستر سيتي الإنجليزي.
وكانت مباراة الذهاب بين الفريقين التي أقيمت على ملعب سانتياجو برنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد، انتهت بالتعادل 1 / 1 أمس الأول الثلاثاء، قبل أن يتجدد الموعد بين الفريقين على ملعب الاتحاد في لقاء الإياب، الأربعاء المقبل.
وسيكون الفائز من إنتر وميلان صاحب أول ظهور إيطالي في نهائي البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في أوروبا، منذ عام 2017، حينما لعب يوفنتوس ضد ريال مدريد الإسباني في النهائي الذي انتهى بفوز الفريق الإسباني 4 / 1 على ملعب ميلينيوم ستاديوم.
ويعد هذا ثالث انتصار لإنتر على ميلان في الموسم الحالي بمختلف المسابقات، وذلك في مباراتهما الرابعة التي أقيمت بينهما بجميع البطولات، حيث فاز فريق المدرب سيموني إنزاجي على منافسه في كأس السوبر الإيطالي في يناير الماضي بالمملكة العربية السعودية، ثم في الدوري الإيطالي في الشهر التالي.
وحافظ إنتر على سجله خاليا من الهزائم في دوري الأبطال للمباراة الخامسة على التوالي، حيث تعود آخر خسارة له في المسابقة إلى الجولة الأخيرة من دور المجموعات، حينما انهزم صفر / 2 أمام مضيفه بايرن ميونخ الألماني.
اتسمت بداية المباراة بالحذر، حيث تبادل الفريقان الاستحواذ على الكرة ولكن دون فاعلية على المرميين.
ومن أول فرصة لهز الشباك، افتتح دزيكو التسجيل لإنتر في الدقيقة الثامنة، بعدما تابع ركلة ركنية من الجهة اليسرى نفذها هاكن تشالهان أوغلو، الذي أرسل تمريرة عرضية، قابلها المهاجم البوسني بتسديدة مباشرة من داخل منطقة الجزاء، واضعا الكرة على يسار الفرنسي مايك ماينان، حارس مرمى ميلان، الذي اكتفى بالنظر لها وهي تعانق شباكه.
واستغل إنتر حالة الارتباك التي عانى منها لاعبو ميلان عقب الهدف المبكر، ليضيف مخيتاريان الهدف الثاني للضيوف في الدقيقة 11.
وتسلم مخيتاريان تمريرة عرضية زاحفة من الجانب الأيمن عن طريق فيديريكو ديماركو، ليتوغل بالكرة حتى وصل بها لمنطقة الجزاء، قبل أن يسدد دون مضايقة من أحد، واضعا الكرة على يسار ماينان، الذي ارتمى في الجهة المقابلة.
وكان القدر رحيما بميلان أمام هجوم إنتر المكثف، حيث وقف القائم الأيسر حائلا دون اهتزاز شباك أصحاب الأرض بهدف آخر في الدقيقة 16، عقب تصديه لتسديدة من تشالهان أوغلو داخل المنطقة.
ولم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى سدد مخيتاريان كرة أخرى من داخل المنطقة، لترتد من يد ماينان وتصل إلى نيكولو باريلا، الذي أطاح بها فوق العارضة.
وأجرى ميلان تبديله الأول، الذي جاء اضطراريا، في الدقيقة 18 بنزول البرازيلي جونيور ميسياس، بدلا من لاعب الوسط الجزائري إسماعيل بن ناصر المصاب.
وعاد دزيكو لتهديد مرمى ميلان من جديد، حيث سدد من داخل المنطقة في الدقيقة 23، لكن الكرة ذهبت فوق العارضة.
استعاد ميلان اتزانه بمرور الوقت، وبدأ مبادلة إنتر الهجمات، حيث أتيحت لأصحاب الأرض أول فرصة خلال اللقاء في الدقيقة 30، حيث مرر ميسياس كرة عرضية زاحفة من الناحية اليمنى، قابلها ديفيد كالابريا بتسديدة مباشرة من داخل المنطقة بعقب القدم، لكن الكرة هزت الشباك من الخارج.
ورد إنتر بهجمة سريعة في الدقيقة التالية، انتهت بحصول لاوتارو مارتينيز على ركلة جزاء بعد سقوطه داخل منطقة جزاء ميلان في كرة مشتركة مع سيمون كايير، لكن سرعان ما تراجع الحكم عن احتسابها بعد لجوئه لتقنية حكم الفيديو المساعد (فار).
وأسرع إنتر من إيقاعه مجددا، وسدد لاوتارو من على حدود المنطقة في الدقيقة 34، غير أنه وضع الكرة فوق العارضة، بينما رد ميلان بتسديدة غير متقنة من داخل المنطقة بواسطة أوليفيه جيرو في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول، الذي انتهى بتقدم إنتر بثنائية نظيفة.
بدأ الشوط الثاني بنشاط هجومي من جانب ميلان، الذي سدد لاعبه براهيم دياز من خارج المنطقة في الدقيقة 49، لكن الكرة مرت بجوار القائم الأيمن مباشرة.
وأضاع ميسياس فرصة أخرى مؤكدة لميلان في الدقيقة 51، فمن هجمة سريعة وصلت الكرة للاعب البرازيلي، الذي سدد بيسراه من على يمين منطقة الجزاء، غير أن الكرة ابتعدت عن القائم الأيمن بقليل.
في المقابل، أهدر دزيكو فرصة محققة لتعزيز النتيجة في الدقيقة 53، حيث انطلق أليساندرو باستوني من منتصف الملعب، قبل أن يرسل كرة بينية للاعب البوسني، الذي انفرد على إثرها بالمرمى، لكنه سدد في جسد ماينان، لتخرج الكرة لركنية لم تستغل.
وكاد ساندرو تونالي أن يقلص الفارق في الدقيقة 63، فمن هجمة منظمة لميلان شهدت عدة تمريرات متقنة، وصلت الكرة للاعب الإيطالي الذي سدد قذيفة زاحفة من داخل المنطقة، لكن الكرة ارتطمت في القائم الأيمن وذهبت إلى ركلة مرمى.
وكثف ميلان هجماته في ظل استمرار تراجع لاعبي إنتر للدفاع، وعلى عكس سير اللعب، سدد فرانشيسكو أتشيربي من مسافة بعيدة المدى في الدقيقة 68، لكن الكرة ذهبت في منتصف المرمى، ليمسكها ماينان بثبات.
ونشط إنتر هجوميا من جديد خاصة بعد نزول روميلو لوكاكو وستيفن دي فراي في الدقيقة 71 بدلا من دزيكو وديماركو، وسدد ماتيو دارميان من داخل المنطقة في الدقيقة 75، لكن الكرة اصطدمت في الدفاع لتخرج لركنية لم تسفر عن شيء.
وعاد ميسياس لتهديد مرمى إنتر من جديد في الدقيقة 81، حيث مر بشكل رائع من يمين منطقة الجزاء، ثم سدد كرة قوية ارتطمت في الدفاع ووصلت سهلة للكاميروني أندريه أونانا، حارس مرمى إنتر.
وحصل ميلان على ركلة حرة من مكان جيد بالقرب من منطقة جزاء إنتر في الدقيقة 85، نفذها ثيو هيرنانديز بتسديدة من مرة واحدة مرت بعيدة عن المرمى.
وأطلق توماسو بوبيجا تصويبة صاروخية من خارج المنطقة، في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، كان لها أونانا بالمرصاد، لينتهي اللقاء بفوز ثمين لإنتر 2 / صفر على ميلان.
المصدر: وكالات