أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استعداد الجيش لـ”حرب متعددة الجبهات”، وسط تصاعد الأزمة في غزة، تساؤلات بشأن سعيه لاستغلال الموقف للتخفيف من التحديات الداخلية التي تواجه حكومته منذ تشكيلها.
وأطلقت إسرائيل، الثلاثاء، عملية “السهم الواقي” والتي جرى بمقتضاها استهداف 3 من قادة حركة الجهاد في قطاع غزة، وأودت أيضا بحياة 10 آخرين بينهم نساء وأطفال، فيما بدأت جولة توتر جديدة مع الفصائل الفلسطينية.
وعقد نتنياهو اجتماعًا مع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية المعروف بـ”الكابينت”، حيث طالب سعى للحصول على الضوء الأخضر لتنفيذ عملية عسكرية في غزة، مع تفويض رئيس الوزراء ووزير الدفاع لاتخاذ قرارات دون عقد مجلس الوزراء.
تأتي تلك التطورات في أعقاب إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ على جنوبي إسرائيل، الأسبوع الماضي، إثر وفاة الأسير الفلسطيني البارز خضر عدنان في السجون الإسرائيلية بعد إضراب استمر87 يوما.
وخلال الاجتماع منح “الكابنيت” نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، صلاحية الاستمرار بضرب حركة الجهاد، وإذا لزم الأمر حركة حماس.
وقال نتنياهو إن “إسرائيل مستعدة لأي احتمال .. وذراعنا الطويلة” وطلب من المستوطنين في غزة الانصياع لأوامر قوات الجيش، مضيفاً “في الأيام المقبلة سنحتاج إلى الصبر أي تصعيد من جانب أعدائنا سيقابل برد ساحق من جانبنا”.
وأضاف نتنياهو : “سيتعين على الإسرائيليين إظهار العزم في الأيام القليلة المقبلة”، في إشارة إلى أن التصعيد سيستمر لفترة طول.
وعلى وقع العملية العسكرية الإسرائيلية، أعلن حزب “العظمة اليهودية” الذي يتزعمه وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، إنهاء مقاطعة اجتماعات الحكومة، في تحوّل سياسي لصالح نتنياهو، على الرغم من كون ذلك لا ينهي الخلاف بين حزب الليكود الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء وحزب بن غفير.
كان بن غفير قرر مقاطعة اجتماعات الحكومة والكنيست الأسبوع الماضي، احتجاجا على ما وصفه بأنه رد فعل “ضعيف” تجاه الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية على جنوبي إسرائيل.
وفي تحليلها للموقف الراهن، اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن العملية العسكرية ذات الإمكانات التصعيدية، تأتي في وقت تعاني الحكومة من أزمة سياسية وضعف داخلي بسبب أزمة “الانقلاب الدستوري”.
وقالت الصحيفة إن “العملية العسكرية ستُعتبر دائمًا مدبّرة سياسيًا وتغيم عليها الشكوك حول النوايا الحقيقية الكامنة وراءها”.
وأشارت إلى أن الهدف من وراء ما يجري حالياً هو “قمع الانتقادات الموجهة للحكومة، وترسيخ الائتلاف الحاكم وتغيير الأجندة بشكل فوري من الدستور السياسي إلى قضية الأمن”، وهذا هو طريق نتنياهو “لإخراج نفسه من الموقف السياسي الذي وجد نفسه فيه”.