قال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية إن التوترات الجيوسياسية وتقلبات سوق الطاقة التي يشهدها العالم حاليا تحفز الدول على زيادة تنويع مصادر الطاقة الخاصة بها بهدف تحقيق أمن الطاقة، مؤكدا على أن أمن الطاقة والحياد الطاقي هما هدفان متكاملان وأن رؤية مصر تتمثل في لعب دور أساسي في تدفق تجارة الطاقة العالمية وتعزيز بيئة روابط تجارية أفضل لضمان استمرار التعاون .
جاء ذلك في كلمة للوزير اليوم /الثلاثاء/ خلال “الفعالية الأوروبية-المصرية لربط الطاقة: نحو العمل معاً من أجل طاقة مستدامة” التي نظمتها سفارة السويد ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية.
وأكد الوزير أن الإتحاد الأوروبي يعد من أبرز الشركاء لقطاع الطاقة المصري وكان له دائما دور مهم ونشط في مختلف أنشطة البترول والغاز في مصر، مشيرا إلى أنه منذ عام ٢٠١٨ مع توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الإستراتيجي في مجال الطاقة بين مصر والإتحاد الأوروبي يتمتع الجانبين بعلاقة مثمرة طويلة الأجل وأصبح الإتحاد الأوروبي أكبر شريك تجارى لمصر.
وشدد على أن مصر أثبتت أنها تمتلك مفاتيح كونها مركزا إقليميا للغاز والبترول من خلال موقعها الاستراتيجي وصناعة الطاقة الراسخة والبنية التحتية القوية التي تساعد على استثمار جميع الإمكانات الموجودة في منطقة شرق المتوسط.
من جانبها، قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي إن علاقاتنا تاريخية ووثيقة مع الاتحاد الأوروبي، وفي ضوء أولويات الدولة واستراتيجيتها للطاقة المستدامة 2035، فإن تعزيز الشراكات في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتحقيق الربط البيني يعد أولوية في هذا التوقيت انطلاقًا من الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها مصر وسعيها لتحفيز التحول الأخضر والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة.
وأوضحت أنه خلال مؤتمر المناخ COP27 شهدنا توقيع اتفاقيات برنامج ” نُوَفِّي” الذي يحفز الاستثمار الأخضر في مجالات المياه والغذاء والطاقة، إلى جانب شراكة الهيدروجين المتوسطية الممولة بمنحة أوروبية، والعديد من الاتفاقيات التي تعكس التزام مصر بالانتقال من التعهدات إلى التنفيذ.
من جهته، عبر رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر السفير كريستيان بيرجر الاتحاد الأوروبي عن سعادة الاتحاد بمشاركة معارفه وخبراته الواسعة، ويرغب في استخدام موارده كأكبر مانح في العالم يقدم أكثر من 40٪ من تمويل المناخ العام العالمي من خلال دولنا الأعضاء والمؤسسات المالية، في العديد من البلدان، ننشر الدعم الفني ومنح الاستثمار وبناء القدرات والضمانات لإدارة المخاطر والاستفادة من الاستثمارات الخاصة.
وأضاف بيرجر: “إذا أردنا تقديم صفقة خضراء لأوروبا، وجعل الاتحاد الأوروبي نموذجًا لانتقال عادل ومستدام، فإننا نعتقد أننا لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا. نحن بحاجة إلى دعوة ومساعدة الآخرين لفعل الشيء نفسه. بعد ذلك سنكون قادرين على التأثير حقًا في مستقبل عالمنا “.
بدوره، قال سفير السويد لدى مصر هوكان إيمسجورد إن الطلب على الطاقة المستدامة في أوروبا يتزايد، ومصر في مركز جيد يؤهلها لتزويد أوروبا بهذه الطاقة، وبذلك يتراءى لنا الطريق للمستقبل بوضوح وهو الربط بين أوروبا ومصر، وهو ما سيفيد مصر وأوروبا اقتصاديا على حد سواء، بل سيفيد المناخ أيضاً حيث يمكن استخدام الطاقة بفاعلية واستدامة أكبر.
وعقدت خلال الفعالية حلقة النقاش الأولى تحت عنوان “الربط: تمويل الطاقة المتجددة” وركزت على الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، وربط شبكات الكهرباء؛ أما الحلقة الثانية فكان عنوانها “العمل معاً لحل أزمة الطاقة”، وناقشت موضوع إيجاد سبل وحلول ليشترك كلا من مصر والاتحاد الأوروبي في حل أزمة الطاقة.