عيد العمال .. يحتفل العمال في العالم أجمع، اليوم، بعيدهم الدولى، وذلك بعد أن برز للمرة الأولى عام 1886 فى شيكاغو فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث دعت النقابات الأمريكية إلى إضراب فى الأول من مايو، فى يوم تجديد عقود العمل، للمطالبة بثمانى ساعات عمل يوميا، وقد غادر أكثر من 300 ألف عامل المصانع التى يعملون فيها فى جميع أنحاء البلاد.
وفى الثالث من مايو، اندلعت أحداث فى شيكاغو، إحدى مراكز حركة الاحتجاج، حيث قُتل عدد من المضربين على أيدى الشرطة. وفى اليوم التالى، انفجرت قنبلة بين رجال شرطة فى ختام تجمع فوضوى. وردت الشرطة باطلاق النار على الحشد، وأدت المواجهات الى مقتل سبعة شرطيين وعدد من المتظاهرين.
وحكم على ثمانية من مثيرى الفوضى بينهم أربعة أعدموا. وقد أعاد القضاء لهم حقوقهم عام 1893.
فى 1889، قرر المؤتمر التأسيسى للأممية الثانية تنظيم تظاهرة عالمية للعمال بتاريخ محدد بدءا من الأول من مايو 1890، وذلك للمطالبة بثمانى ساعات عمل واحياء ذكرى ضحايا شيكاغو.
يذكر أنه بدأت مصر رسميًا فى الاحتفال بـ “عيد العمال” فى الأول من مايو 1964، بعد قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واعتبار هذا اليوم عطلة رسمية، وإقامة احتفال يتمثل فى إلقاء الرئيس خطابا سياسيا أمام قيادات النقابيين من العمال.
ويُعدّ الأول من مايو يوم عطلة رسمية فى 107 دول حول العالم على الأقل، ما يمثل 67% على الأقل من سكان العالم.
وتحتفل سيرلانكا بهذا العيد فى السابع من مايو والمملكة المتحدة فى أول اثنين من الشهر نفسه ونيوزيلندا فى رابع اثنين من شهر أكتوبر. تخصص الولايات المتحدة وكذلك كندا أول اثنين من شهرسبتمبر لهذا العيد.
أما اليابان وأفغانستان وايران وبعض الولايات الهندية، فتحتفل بالعيد فى أول مايو لكن دون ان يحظى العمال بيوم عطلة بينما الاحتفال يتم بشكل منظم جدا فى ايران، فى ليتوانيا، يوم العطلة موضوع نقاش وربما يعاد النظر فيه.
وتشهد غالبية الدول فى عيد العمال تظاهرات تنظمها النقابات والأحزاب السياسية بالإضافة الى تجمعات احتفالية.
فى فنلندا، أنه يوم احتفالات للطلاب ونزهات للعائلات، فى أجواء كرنفال. أما فى ايطاليا، يُقام حفل غنائى فى روما كل سنة.
وفى فرنسا، يعتبر الأول من مايو مناسبة لشراء زهور زنبق الوادى، أما النمسا فتحتفل بشجرة مايو.
إلا أن الرمز الأكثر تداولاً فى عيد العمال متعلق بالشيوعية وهو المنجل والمطرقة إضافة الى اللون الأحمر بشكل عام. ونجد ذلك فى بنجلاديش وباكستان وعدد من دول البلقان ومقدونيا وهندوراس.
ولأن الشعر، هو ديوان، يظل صاحب تأثير واسع فى وجدان القراء والشعراء معا، لما له من قضايا ناقشها وكتب عنها فى دواوينه، بل ويعتقد أن تأثيره لدى الشعب فى أن يكون وراء الاحتفال بعيد العمال، فى الأول من مايو من كل عام، وذلك بسبب ملحمة “أول مايو” لنصيف الفقراء وأبو الشعراء، شاعر العامية الكبير فؤاد حداد.
وبحسب كتاب “خارج السياق” للدكتور أحمد مجاهد، ربما كانت ملحمة “أول مايو” التى أنشدها الشاعر الكبير فؤاد حداد، فى سجن الواحات أول مايو عام 1963، أحد العوامل القوية التى دفعت الرئيس جمال عبد الناصر لاتخاذ قرار تحويل أول مايو إلى إجازة رسمية بداية من العام التالى، حيث إنه بالرغم من اعتقال عبد الناصر لفؤاد حداد بتهمة الشيوعية فى ذلك الوقت إلا أنه قد امتدحته فى نهاية ملحمته لوقوفه فى صف العمال، حيث قال: “قال التاريخ إن شعرى أسود، قال السد أشكر العمال، معجزة عامل فى الجمهورية اللى رئيسها يقول أمنا العامل، ودلوقت مايو ويوليه ثورة وقرار”.