جاء إعلان بكين فرض حظر جوي على شمال جزيرة تايوان ليترك الباب مفتوحا أمام كل احتمالات التصعيد الصيني ضد الجزيرة، خاصة أنه جاء عقب الانتهاء من مناورات عسكرية طوقت بها بكين تايوان بحرا، وتدربت على ضرب بنيتها التحتية.
سيستمر الحظر 27 دقيقة،يوم الأحد المقبل، لأسباب تخص “أنشطة فضائية”، حسب وزارة الدفاع التايوانية.
رغم هذا السبب المعلن، لكن تايوان واليابان حذرتا في بيانات منفصلة من تأثير هذا الإغلاق، بينما اعتبر خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الصين تطور بهذه التحركات ردود فعلها تجاه الخطوات الأميركية لدعم ما تعتبرهم “انفصاليين” في تايوان التي تعدها بكين جزءا من أراضيها.
حسب وكالة “رويترز” فإن الحظر سيؤثر على 60 بالمئة إلى 70 بالمئة من الرحلات الجوية بين شمال شرقي وجنوب شرقي آسيا، وكذلك الرحلات الجوية بين تايوان وكوريا الجنوبية واليابان وأميركا الشمالية.
من السبت إلى الإثنين، أجرى الجيش الصيني مناورات عسكرية طوَّق بها تايوان، معلنا في بيان أنها “تحذير جدي للانفصاليين التايوانيين”؛ لأنهم “متواطئون مع قوى خارجية”.
بعد انتهائها، أعلنت بكين تخطيطها فرض منطقة حظر جوي شمال تايوان بداية من يوم الأحد 16 أبريل، فيما بدا محاولة حصار جوي بعد التدريب على الحصار البحري.
الرئيس الصيني شي جين بينغ يزور، الثلاثاء، قاعدة بحرية جنوب الصين، ويدعو القوات إلى “تعزيز التدريب العسكري من أجل قتال فعلي”، وقال: “الجيش يجب أن يدافع بقوة عن سيادة أراضينا، وكذلك عن حقوق ومصالح الصين البحرية”، وفق محطة “سي سي تي في” الرسمية.
المناورات جاءت للتعبير عن غضب بكين من اجتماع رئيسة تايوان تساي إنغ وين، في الولايات المتحدة مع قيادات أميركية، خلال عبورها من وإلى دول بأميركا الوسطى، واعتبرت الصين أن الاجتماع هدفه تقديم دعم أميركي لـ”الانفصاليين”.
في تقدير الخبراء، فإن الصين بدأت تطوير ردود فعلها تجاه التحركات الأميركية بشأن قضية تايوان.
عن فرض حظر الطيران، يقول الخبراء إن الصين اختارت التصعيد بخطوة أبعد من المناورات، ورغم أنه في القوانين الدولية لا يمكن أن تفرض دولة وحيدة من نفسها حظرا للطيران على منطقة دون إذن مجلس الأمن الدولي، لكن الصين قررت ذلك بشكل أحادي؛ لأنها تعد ما يحدث في تايوان انتهاكا لسيادتها.
تأجج الصراع حول تايوان بعد عام 1949 الذي شهد الصراع المسلح بين الحزب الشيوعي بقيادة ماوتسي تونج وحزب الكوميتانج، وانتهى بانسحاب الأخير إلى تايوان وإعلانها دولة مستقلة باسم جمهورية الصين.
في المقابل، تسمت الصين بالصين الشعبية، ودعمت واشنطن تايوان في مواجهة الصين للحفاظ على وجود أميركي قوي في مضيق تايوان، الذي يعد الممر المائي الأكثر ازدحامًا في العالم، ويمر من خلاله 88 بالمئة من أكبر سفن العالم حمولة.
المصدر: وكالات