يخطّط الرئيس الأمريكي جو بايدن، للترشح لولاية ثانية في البيت الأبيض بالانتخابات المقررة عام 2024، في الوقت الذي يتوقّف كثير من المحللين والمراقبين عند عُمر الرئيس الأكبر للولايات المتحدة، والذي إذا ما فاز سيُغادر البيت الأبيض في سن الـ86 عاما.
كان بايدن قد تحدَّث في مقابلةٍ مع برنامج “توداي” على شبكة “إن بي سي”، قبيل مُسابقة دحرجة البيض في البيت الأبيض احتفالا بعيد القيامة، أنه يخطط للترشح لولاية ثانية.
وقال الرئيس الأمريكي حين كان واقفًا إلى جانب السيدة الأولى جيل بايدن : “أعتزم الترشح لكننا لسنا مستعدين للإعلان عن ذلك بعد” مضيفًا أنه يعتزم الترشح عن الحزب الديمقراطي في عام 2024، بصحبة نائبته كاملا هاريس.
حتى الآن، لم يُعلن بايدن، الذي أصبح أكبر مرشح سنا يفوز بالرئاسة في عام 2020، عن 78 عامًا، أيًّا من خططه لحملة إعادة انتخابه.
سبق للرئيس الأمريكي التأكيد على عزمه الترشح لولاية ثانية، أثناء مقابلة مع شبكة “إيه بي سي نيوز” فبراير الماضي، وتزامن ذلك مع إعلان زوجته جيل بايدن، لوكالة “أسوشيتد برس” أنَّ الرئيس حسم قرار ترشحه، وكل ما تبقى هو تحديد التوقيت ومكان الإعلان عن ذلك.
وظل الحديث عن مُرشّح الحزب الديمقراطي فارغًا في الغالب، حيث بدا أن المنافسين المحتملين ينتظرون ويرون ما إذا كان بايدن سيرشح نفسه رسميًّا في عام 2024 أم لا.
نقلت شبكة “إن بي سي” عن عدة مصادر لم تكشف عن هويتها قولها إنه مِن المقرر أن يتخذ كبار المستشارين في البيت الأبيض قرارات نهائية بشأن إطلاق حملة لإعادة انتخاب بايدن، بينما قال مصدر للشبكة إن “الجانب المتعلق باتخاذ القرار انتهى، لكنه (بايدن) مستاء من الضغط عليه لدفعه إلى إعلان ما قرره بالفعل”.
قدّم روبرت كينيدي جونيور (69 عاما)، أوراقه إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية الأسبوع الماضي للترشح لانتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي، وهو محامٍ بيئي وناشط ضد اللقاحات، وابن شقيق الرئيس جون كينيدي وابن السيناتور روبرت كينيدي.
في مارس الماضي، كانت الكاتبة ماريان ويليامسون، أول ديمقراطية تقفز إلى سباق الرئاسة لعام 2024، مع إطلاق حملة رسمية للترشح، وهي التي تبلغ من العمر 70 عاما، وناشطة في مجال العدالة الاجتماعية منذ فترة طويلة.
على الجانب الجمهوري، كان الرئيس السابق دونالد ترامب سباقًا لإعلان ترشحه لانتخابات عام 2024، بعد خسارته أمام بايدن في انتخابات 2020، وكذلك أعلنت نيكي هايلي، السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة في إدارة ترامب، كما بات حاكم فلوريدا رون دي سانتيس مرشحا محتملا، إضافة لنائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس.
من جانبه، يرى عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي ، والمحلل السياسي في واشنطن، مهدي عفيفي، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن بايدن أعلن التخطيط لترشيح نفسه لولاية ثانية، لكنه لم يُعلن أو يجهز حملته الانتخابية رسميا حتى الآن، إذ إن إعلان الترشيح الرسمي يلزمه دعم من الحزب أيضًا.
وأشار عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي انه لو قرر الرئيس بايدن خوض الانتخابات سيدعمه الحزب الديمقراطي، لكنْ هناك كثيرون من خارج الحزب ومحللون يرون أن صحته قد لا تساعده في الاستمرار لـ4 سنوات أخرى بعد 2024، ولذا جرى تأخير الإعلان الرسمي عن الترشح ولا يزال هناك وقت لتأكيد ذلك معه.
وواصل عفيفي أن المقارنة بين ما يقوم به ترامب وبين بايدن لا تصلح؛ إذ إن ترامب أعلن ترشحه مبكرا في هذه الانتخابات؛ لحماية نفسه من القضايا التي تواجهه، وأن من حقه الحديث كمرشح رئاسي، كما يستخدم الرأي العام أي قضايا يمكن أن يُحاكم بسببها، وعادة لا يعلن أي شخص الترشح مبكرا خاصة أن كان الرئيس الحالي في البيت الأبيض.
في أروقة الحزب الديمقراطي هناك حديث عن بعض المرشحين من الحزب، لكن إلى الآن لم يتم الترشيح الرسمي لأي قيادات تحظى بدعم واسع، وبالتالي فالفرصة لا تزال متاحة لبايدن لخوض السباق، ويبقى الأمر متوقفا على إعلان بايدن ترشيح نفسه مرة أخرى أم لا.
ما يدور في الكواليس داخل الحزب الديمقراطي، فهناك حديث إن لم يستطِع بايدن ترشيح نفسه فمن يكون البديل، لأن احتمالات فوز البديل لا بد أن تؤخذ في الاعتبار، وعادة ما يكون الرئيس الموجود في الحكم له حظوظ أكبر في إعادة انتخابه؛ كونه استطاع الإعلان عن الإنجازات في فترة رئاسته.
المصدر : سكاى نيوز عربية