أصبحت 50 بالمئة من التجارة العالمية مهددة بالتوقف بعد المناورات التي تجريها الصين الآن حول جزيرة تايوان؛ ردا على زيارة رئيسة تايوان إلى الولايات المتحدة؛ ما يهدد بمزيد من التعطيل لسلاسل التوريد التجارية المتأثرة أصلا بأزمتي فيروس كورونا وأوكرانيا.
ووفق محللين سياسيين يرصدان الموقف فإن هذا الأمر رسالة من بكين لدول العالم بأن تجارته في خطر إن لم يتحرك لوقف دعم واشنطن لما تسميه بـ”انفصال” تايوان.
و يمثل مضيق تايوان أهميته في أنه يمر منه سنويا أكثر من نصف حاويات العالم، وتنتقل من عمالقة الصناعة الآسيوية (الصين واليابان وكوريا الجنوبية) متخذة طريقها إلى أوروبا.
وهو الممر المائي الأكثر ازدحامًا في العالم، ويمر من خلاله 88 بالمئة من أكبر سفن العالم حمولة.
أي اضطراب لحركة الملاحة به قد يؤثر على حركة سلاسل التوريد العالمية المتأثرة سلبيا أصلا بتداعيات أزمتي فيروس كورونا وأوكرانيا.
وعند إجراء مثل هذه المناورات تتوقف حركة التجارة العالمية، ويكون الوضع في قمة الارتباك هناك.
و قد بدأ الجيش الصيني مناورات عسكرية تطوق جزيرة تايوان، وتستمر 3 أيام، وقال في بيان، إن المناورات تعد “تحذيرا جديا” للانفصاليين التايوانيين لأنهم “متواطئون مع قوى خارجية”.
المناورات جاءت للتعبير عن غضب بكين من اجتماع رئيسة تايوان تساي إنغ وين، في الولايات المتحدة مع قيادات أميركية، خلال عبورها من وإلى دول بأميركا الوسطى، واعتبرت الصين أن الاجتماع هدفه تقديم دعم أميركي لمن تسميهم بـ”الانفصاليين” في تايوان التي تعتبرها جزءا من أراضيها.
من ناحية أخرى، تواصل بكين ضغوطها الدبلوماسية على الدول القليلة التي قبلت بـ”استقلال” تايوان، لتغيير موقفها، ولتعترف بمبدأ “الصين الواحدة”، لكنها أيضا لن تكف عن التلويح بالخيار العسكري إذا رأت تصعيدا من الولايات المتحدة أو حلفائها في تايوان، حسب توقعات المحلل السياسي.
وفي عام 1949، تسبب الصراع المسلح بين الحزب الشيوعي بقيادة ماوتسي تونغ وحزب الكوميتانغ، في انسحاب الأخير إلى تايوان وإعلانها دولة مستقلة باسم جمهورية الصين، بينما تسمت الصين المعروفة حاليا بالصين الشعبية، وكانت الولايات المتحدة تدعم الأولى.
ورغم اعتراف واشنطن بالصين الشعبية عام 1979، حافظت على علاقات خاصة مع حكومة تايوان، ما اعتبرته بكين دعما للقوى “الانفصالية” في الجزيرة.
تتبع واشنطن ما يسمى بسياسة “الغموض الاستراتيجي”، ففي حين تعلن احترامها لمبدأ بكين “الصين الواحدة”، لكنها لا تؤيد مساعي الصين لفرض نفوذها على تايوان.
المصدر : وكالات انباء