قتل نحو الف شخص في اوكرانيا منذ الهدنة التي ابرمت في الخامس من سبتمبر بين الجيش الاوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا، اي ما معدله 13 قتيلا في اليوم الذي شهد اعمال عنف جديدة، كما اعلنت الامم المتحدة اليوم الخميس .
واعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا المكلفة مراقبة الهدنة بين الجيش الاوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا الخميس ان مراقبين تابعين لها تعرضوا لاطلاق نار في شرق البلاد.
وعلى الرغم من ان المنظمة وصفت الحادث بانه “عمل منعزل”، الا انه يظهر ان اعمال العنف لم تشهد تراجعا في المنطقة.
فمنذ 5 سبتمبر الى 18 نوفمبر، قتل 957 شخصا، بينهم 119 امراة، في مواجهات بين الجيش والانفصاليين الموالين لروسيا، كما اعلن مكتب المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة في جنيف.
ومنذ بداية النزاع في ابريل، بلغت حصيلة القتلى 4317 بمن فيهم الركاب الـ298 وافراد طاقم الطائرة الماليزية التي سقطت في يوليو، مع 9921 جريحا.
ولفت التقرير الدولي الذي يندد بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في المعسكرين ان “مدنيين لا يزالون يسقطون ويحتجزون بصورة غير قانونية ويتعرضون للتعذيب والاختفاء”.
وقال الناطق باسم بعثة المراقبة الخاصة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا مايكل بوسيوركيف انها المرة الاولى التي يتم استهداف المراقبين فيها بشكل مباشر ومتعمد. لكنه لم يتمكن من تحديد مصدر اطلاق النار.
واضاف “نود ان ندرس هذه القضية بعمق”، مؤكدا ضرورة تأمين “وصول آمن وبلا عراقيل” للمراقبين.
وقالت المنظمة في تقريرها اليومي ان “احد الجنود وقف واطلق النار مرتين باتجاه موكب المنظمة. ومر الرصاص على بعد مترين تقريبا من العربة الثانية”. واضافت “بسبب القلق حول الامن، غادرت بعثة المراقبة الخاصة في اوكرانيا المكان على الفور”.
واوضحت ان عربتين تابعتين لها كانتا في طريقهما الى دونيتسك خلال النهار عندما اقتربت شاحنة كبيرة عليها “صندوق كبير اخضر اللون” على بعد ثمانين مترا، وقام احد الرجلين اللذين يرتديان زيا عسكريا باطلاق النار على المراقبين.
وعادة تحمل عربات منظمة الامن والتعاون اشارات واضحة حول هويتها مثل اسم المنظمة مكتوبا بالاسود على العربات البيضاء اللون. وتنشر المنظمة حاليا 272 مراقبا يتنقلون في هذه العربات.
وهم مكلفون متابعة وقف اطلاق النار الذي وقع في الخامس من سبتمبر بين الجيش الاوكراني والانفصاليين. وعلى الرغم من التوصل الى هذه الهدنة تستمر اعمال العنف بشكل يومي.
وجاء في تقرير الامم المتحدة انه “في الاراضي الخاضعة لسيطرة الانفصاليين من جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المعلنتين من جانب واحد كانت الانتهاكات منهجية ويمكن ان تعتبر جرائم ضد الانسانية”.
وبحسب التقرير، فان عدد النازحين “ارتفع بشكل كبير ايضا من 257489 في 18 سبتمبر الى 466829 في 19 نوفمبر”.
والخميس تحدث المتمردون في دونيتسك عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى في صفوفهم خلال 24 ساعة بينما تحدث الجيش الاوكراني عن اصابة ستة من جنوده بجروح.
وفي لوجانسك المعقل الآخر للمتمردين قتلت ممرضة في الثامنة والخمسين من العمر وجرح مدني في قصف لقرية، كما اعلن ناطق باسم السلطات المدنية.
ويصل نائب الرئيس الامريكي جو بايدن مساء الخميس الى كييف حيث سيجري محادثات صباح الجمعة مع الرئيس بترو بوروشنكو ورئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك.
وتتزامن زيارته مع الذكرى الاولى لبدء الحركة الاحتجاجية في ساحة الاستقلال او الميدان بقيادة التيار الموالي لاوروبا، التي اطاحت بالرئيس فكتور يانوكوفيتش حليف الكرملين.
واعلنت واشنطن من جهتها ان مساعدة بقيمة 116 مليون دولار لتجهيز وتدريب قوات الامن الاوكرانية منذ بداية الازمة.
وردا على سؤال حول المساعدة العسكرية الامريكية الخميس، اجاب رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينويك انه يامل في توضيحات خلال زيارة بايدن.
من جهته اكد امين مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف ان مساعدة عسكرية اميركية محتملة الى كييف ستشكل عاملا “لتفاقم النزاع” في الشرق.
واثناء زيارة الى بولندا، اكدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل مجددا الخميس ان الامن في اوروبا “على المديين المتوسط والطويل لا يمكن توفيره الا مع روسيا”، بينما كان الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرج يحاول في تالين طمأنة دول البلطيق، اعضاء الحلف الذين يشعرون بانهم ضعفاء امام روسيا المجاورة.
المصدر: الفرنسية (أ ف ب )