أكد البيان الختامي الصادر في ختام أعمال الجمعية العامة الـ146 للاتحاد البرلماني الدولي “إعلان المنامة”، “التزام برلمانات دول العالم بسن قوانين تجرّم الكراهية والعنف وإقامة حوار بنّاء مع البرلمانيين من جميع المعتقدات، موضحا أن الحضور أعضاء البرلمان من جميع أنحاء العالم، يدركون بشدة المخاطر التي تشكلها الكراهية والتعصب والإقصاء والعنف بجميع أشكالها على أسس الديمقراطية والعقد الاجتماعي الذي يجمع مجتمعاتنا”.
وذكرت وكالة أنباء البحرين أن ذلك جاء في البيان الختامي عن أعمال الجمعية العامة الـ146 للاتحاد البرلماني الدولي، “إعلان المنامة” وهى الاجتماعات التي احتضنتها مملكة البحرين خلال الفترة من 11 إلى 15 مارس الجاري، بحضور أكثر من 1700 شخصية برلمانية تمثل نحو 143 برلمانًا، إلى جانب المنتظمات والاتحادات البرلمانية وتضمنت تأكيد التزام البرلمانات بسن قوانين تجرّم الكراهية والعنف وإقامة حوار بنّاء مع البرلمانيين من جميع المعتقدات.
وأضاف الإعلان “يواجه عالمنا، الذي يستهلكه الجشع والمنافسة، تفاوتات اجتماعية واقتصادية على نطاق غير مسبوق. ويؤدي ازدياد انعدام الأمن الاقتصادي إلى تفكيك المجتمعات المحلية وترك أعداد متزايدة من الناس معزولة اجتماعياً، ويعتمدون على أنفسهم، وغالباً ما لا تتوفر لهم فرص كافية للحصول على الخدمات العامة وشبكات الأمان الاجتماعي”.
وأكد الإعلان أنه “يمكن أن يؤدي عدم المساواة وانعدام الأمن الاقتصادي إلى إثارة الغضب والإحباط في المجتمعات المحلية في كل مكان. فالكرامة المتأصلة في كل إنسان يمكن أن تقوضها عوامل مثل الفقر، والحرمان من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية غير القابلة للتصرف، وانتهاكات سيادة القانون، والتمييز ضد النساء، وعدم إدماج الشباب، والاستبعاد الفعلي من السياسة لأكثر الفئات ضعفاً وتهميشاً”.
وأوضح الإعلان أن “إرهاب الأجانب والعنصرية والتعصب والقولبة النمطية السلبية والوصم والتمييز والروايات المتطرفة كلها تعبيرات عن هذا الشعور العميق بالضيق في مجتمعاتنا. وهي تتجلى في خطاب الكراهية أو العنف الصريح بأشكال مختلفة ضد المهاجرين والأشخاص ذوي الإعاقة والفئات القومية أو الإثنية أو الدينية أو اللغوية أو غيرها من الفئات المهمشة التي يُنظر إليها على أنها تهديد للنظام القائم، يمكن التعبير عنها أيضاً في تدنيس المواقع والرموز الدينية، وهي أعمال مسيئة بشدة للأشخاص المؤمنين. ومع ذلك، نحن نعترف بالتنوع داخل مجتمعاتنا المحلية كمصدر للإثراء، ونحن نؤكد من جديد الحقوق والحريات الأساسية لجميع الشعوب، على النحو المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”
وأعرب “إعلان المنامة” عن الأسف من سعى البعض في مراكز النفوذ في المجتمع إلى استغلال مواطن الضعف لدى الآخرين، وبث الكراهية والانقسام كوسيلة للنهوض بمصالحهم الخاصة حيث تتم إساءة استخدام المنصات الرقمية المصممة لتسهيل التفاعل الاجتماعي والتواصل لاستهداف المعلومات المضللة وسوء النية وتضخيمها ونشرها ضد الآخرين وإن السهولة التي يتحدث بها البعض في تجاهل تام للحقيقة تحمل مخاطر عميقة على الديمقراطية، ويتمثل الأمر الأكثر إثارة للقلق بكلماتهم التي يمكن أن تشكل سبباً مباشراً للعنف والتعصب داخل المجتمعات المحلية وفي ما بين الأمم”.
وقال الإعلان: “يمكننا أن نتصدى لهذه التحديات بتشجيع الشبكات التعاونية التي تعزز الحوار والمشاريع المشتركة في خدمة المجتمع، وبإنشاء قنوات لمنع نشوب النزاعات والوساطة، وبتعزيز الاعتدال، وبالنهوض بالتثقيف وبناء الوعي، وبتشجيع قادة المجتمعات المحلية والقادة الدينيين على المساهمة في تحقيق هذه الأهداف، نحن نلتزم بالتحدث علناً ضد التعصب وخاصة أي دعوة للكراهية تشكل تمييزاً أو عداءً أو عنفاً ، وسنساعد أيضاً في حل النزاع من خلال ممارسة الدبلوماسية البرلمانية”.
واختتم الإعلان: “نحن نتعهد بالمضي قدماً بهذا الإعلان من خلال إجراءات ملموسة ووفقاً للقيم الأساسية للاتحاد البرلماني الدولي على النحو المبين في استراتيجيته الحالية”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)