عينت بوركينا فاسو الدبلوماسي ميشال كفاندو رئيسا انتقاليا جديدا للبلاد وطوت بذلك صفحة النظام العسكري الذي قاد البلاد 16 يوما بعد سقوط الرئيس السابق بليز كومباوري.
ويؤدي كفاندو الثلاثاء اليمين الدستورية على ان تتم عملية نقل السلطة الجمعة من اللفتنانت-كولونيل اسحق زيدا كما افاد الاثنين مصدر عسكري .
واكد مصدر في المجلس الدستوري موعد حفل تنصيب كفاندو رئيسا انتقاليا للبلاد.
وسيبقى زيدا الذي استولى على السلطة في البلاد في 31 اكتوبر بعد سقوط الرئيس بليز كومباوري في سدة الحكم حتى يوم الجمعة.
وبعد ليلة من التفاوض في واغادوغو، عين كفاندو (72 سنة) السفير لدى الامم المتحدة طوال 15 سنة، صباح الاثنين لمدة عام تنظم بعدها انتخابات رئاسية وتشريعية في نوفمبر 2015.
وستشهد بوركينا فاسو اسبوعا حافلا على صعيد المؤسسات يتم خلاله تعيين رئيس للوزراء واعضاء حكومة ومجلس وطني انتقالي.
ورحب الاتحاد الافريقي الذي امهل في الثالث من نوفمبر بوركينا فاسو اسبوعين لاختيار رئيس انتقالي، الاثنين بتعيين “شخصية مدنية” لمنصب رئيس انتقالي في بوركينا فاسو واعتبر ذلك دليلا على “النضج السياسي” و”الحس بالمسؤولية”.
واثر تعيينه قال كفاندو “انها اكثر من شرف، هي مسؤولية كبرى تلقى على عاتقي، وبدأت من الان أرى صعوبات وضخامة المهمة” مضيفا “بطبيعة الحال وافقت كما في كل مرة طلب مني ان اقوم بالواجب”.
واختارت لجنة مختلطة من المدنيين والعسكريين هذه الشخصية الدبلوماسية والسفير السابق ل”فولتا العليا” (كما كانت تسمى بوركينا فاسو سابقا) ثم بوركينا فاسو لدى الامم المتحدة من 1981-1982 و1998-2011، بعد ليلة مفاوضات في واجادوجو.
كذلك شغل كفاندو منصب وزير الخارجية بين 1982 و1983.
ومن اهدافه التي قال انه يجب ان تكون في مستوى تطلعات بوركينا فاسو “بناء مجتمع جديد سويا، مجتمع ديمقراطي حقا عبر العدالة والتسامح ووحدة القلوب”.
وقد أطاح الشارع في بوركينا فاسو الذي نبذ فساد النظام السابق ويتوق الى التغيير، بالرئيس بليز كومباوري في 31 اكتوبر بعد ان حكم البلاد 27 سنة.
وبتعيين ميشال كفاندو من طرف المجلس الدستوري، اصبح المدنيون رسميا يتولون زمام الحكم في البلاد.
وبالتالي تكون المرحلة الانتقالية العسكرية دامت اسبوعين وهي فترة قصيرة جدا، بينما كان كثيرون في البلاد يخشون من انقلاب الجيش وبقاء زيدا في الحكم.
وتم تعيين كفاندو بعد ان اختارت لجنة الترشيحات ثلاثة من بين خمسة مرشحين. ولم تستمع اللجنة الى رئيس اساقفة بوبو-ديولاسو المونسنيور بول ويدراوغو الذي اختير لكنه لم يكن يرغب في تولي المنصب، والصحافي نيوتن احمد باري.
وقال زيفيرين ديابري زعيم معارضي بليز كومباوري واحد الاعضاء ال23 في هذه الهيئة المشكلة من مدنيين وعسكريين، ويشكل فيها المدينون الاغلبية، لفرانس برس ان “الاهم كان طرحه، كان فعالا”.
واضاف ان “برنامجه هو تحديدا ما ينتظره الناس لانه يستهدف مباشرة مشاكل الفساد والافلات من العقاب، انه في انسجام تام مع تطلعات الثورة”.
واعتمد الجيش والمدنيون عصر الاحد الميثاق الانتقالي الذي سيكون بمثابة دستور المرحلة الانتقالية في اجواء من الحماسة العارمة في دار الشعب بواجادوجو.
وقال اللفتنانت كولونيل زيدا “اليوم نحن معا لارساء اسس لا تتزعزع لديمقراطية حقيقية من اعمق طموحات شعبنا” وصفق له الحاضرون طويلا امام السلك الدبلوماسي والعديد من الاعيان الافارقة.
وكان اسم ميشال كفاندو الذي تم التداول به قبل اسبوعين لدى سقوط الرئيس كومباوري، لم يطرح مجددا على الساحة الا الاحد.
المصدر:أ ف ب